خاص – خيارات جعجع "تموضعه" تحت جناح بري

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 21, 2019

خاص – عبير بركات

يظهر أن خيارات رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لم تبلغ مرادها. فقد كان انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية بهدف نقل عون إلى منتصف الطريق بحيث يكون وسطيا، فإذا به يأخذ لبنان نحو إيران، حسبما أعلن جعجع.

ثم كان لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية على قاعدة مسيحي قوي مقابل أن يعالج مسائل متعلقة بهذه الطائفة وأن وصوله إلى بعبدا قطع الطرقات على الموظفين وكبارهم في عدة قطاعات من التوجه نحو قريطم أو عين التينة أو المختارة بحيث تكون مرجعياتهم هي الجهات المسيحية أي التيار والقوات الذين يشكلان 86% من المسيحيين على ما كان الواقع بعد "سَكْرة" اتفاق معراب، وما تبين حاليا أنه لا الخيار السياسي كان ناجحا ولا الخيار الثاني ببعده المسيحي وصل إلى مكان ينوي إليه جعجع، بعدما زار النائبان في تكتل الجمهورية القوية ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق رئيس مجلس النواب نبيه بري للإستعانة به أو توسطه من أجل حل مشكلة الحدود الفاصلة بين جُردي بشري والضنيه، وما تبع الأمر من كلام إطراء عبرت عنه عقيلة جعجع بحق بري وقدراته كإطفائيّ على مدى مساحة لبنان في معالجة المشاكل.

وإن كان المتابعون توقفوا أيضا أمام تحرك قواتي بهذا الحجم إثر إشكالات جرود المنطقتين، ولم تقدم القوات على هكذا خطوات نوعية من أجل نزاعات أخرى في حارة حريك أو الجبل أو العاقورة أو لاسا، فإن زيارة جعجع وإسحاق إلى بري التي أعطت مفاعيلها بوقف الأشغال في تلك المنطقة أفرزت الوقائع التالية:

أولا، إن القوات اللبنانية لم توفق في خيارها بأن العماد عون كرئيس قوي هو المرجع لمعالجة إشكالات تعني المسيحيين.

ثانيا، إن استنجاد القوات اللبنانية ببري أرست المعادلة أن الثنائي الشيعي بات هو المرجع الرئيس في البلاد بحيث يلجأ التيار الوطني الحر إلى حزب الله، فيما تلجأ القوات اللبنانية إلى بري، كما يحصل في عدة محطات من بينها أثناء تعيينات المجلس الدستوري سابقا.

ثالثا، فتحت الزيارة الباب أمام الطامحين وظائفيا وسياسيا باتجاه عين التينة على أنها المرجع الذي تَقْرع بابه القوات اللبنانية وقوى أخرى إسوة بالمردة من أجل تحصيل حقوقها بما أعطى زوار عين التينة المسيحيين لاحقا براءة ذمة في توجههم نحو بري للإستنجاد به.

وفي السياق ذاته، يرى المتابعون أنه إذا كان المقصود من زيارة بري التواصل مع فيصل كرامي في ظل القطيعة في العلاقة بين رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب فيصل كرامي أم في ضوء العلاقة الجيدة مع كرامي، فإن الرئيس عون على علاقة جيدة مع كرامي وبإمكانه أن يتدخل من أجل تطويق مفاعيل التوتر في جرود المنطقتين، إضافة إلى أن أنه بإمكانه كرئيس قوي إذا ما قصدته القوات بعدما انتخبته لهذه الغاية أن يكلف الجهات المعنية عسكريا وقضائيا لمعالجة هذا الإشكال منعا لتفاقمه. وفي تلك الخطوة، بدا وكأن المسيحيين لا يزالون ضعفاء رغم اتفاق معراب، إلا أنه بني على خلفية تقاسمهم، وهو في الوقت ذاته، حمل همًّا مسيحيا أو رؤية مصيرية، لذلك سقطت روحيته على ما دل الإستنجاد ببري الذي يعتبره رئيس القوات صديقه.

Abir Obeid Barakat
الكلمة اونلاين