ميشال جبور- إلى الرئيس الشهيد، شهيد الوطن، القائد بشير الجميل،

  • شارك هذا الخبر
Friday, September 13, 2019

سيدي القائد وفخامة الرئيس، على مر السنين وصورك عندي على جدران منزلي وفي مكتبي وكل يوم يمر أحاول أن أعض على جرح فقدانك الذي لم ولن يلتئم ابداً.

سيدي القائد لقد مرت الأعوام السبعة والثلاثون وما زلت على عهد الحق وعدم السكوت عن الحقيقة مهما كان الثمن، انت الذي شهد لك أعتى الأعداء بأنك الخصم الشريف والوطني.

سيدي الرئيس، ما زلت على خطاك بالمرؤة والشجاعة وأعلم أنك تبتسم لي من صدر السماء وهذا ما يدفئني في شيخوخةٍ بدأت ترسم معالمها على وجهي وعلى صورنا معاً.
أتعلم سيدي القائد بأنني أحتفظت بكل قصاصة ورق وكل رسالة وكل صورة لأنني لم أؤمن يوماً أن يد الغدر التي إغتالتك قد نجحت بإركاعنا، فبعد كل تلك السنين القاهرة التي مضت لا زال اسمك يصدح بين المشتاقين لك وما زالت بذتك العسكرية وتجوالك بين الناس تحت وطيس القذائف محفور في قلوب جميع من أحبك... وأنا ما زلت على الوعد الذي قطعته عهداً على نفسي... ما زلت على محبتك دون قيد أو شرط وما زلت في قرارة نفسي، فتى الخدمة الكتائبية وأنت أيها القائد الرئيس لا تزال الحلم الواعد وما يزال لبنان على الوعد، يا حلم لبنان،يا حبيب قلبي يا بشير.

أيها الرفيق بشير،ما زالت الأشرفية جميلة وعزيزة وما زالت ساحة ساسين برونقها أبيّة فيك ولك... لكنها تفتقد شمسك وابتسامتك... كنا نبتسم أمام المصائب والويلات، أما ألآن فكل مصيبة تحدق بنا من كل حدب وصوب وتفترسنا كنعاج، لأننا نفتقدك أيها القائد فلم يعد هنالك إلا قلّة من الأوفياء فالجميع قد تحول إلى رجل أعمال يريد حصته من وطنٍ لم يتبقى فيه حصص من كثرة الشره والسرقة.

أيها الرفيق بشير ،رفيق أيامي الفرحة وشريكي في لحظات العزة والكرامة، أحاول دائماً أن لا أشكو إليك لكن يخونني قلبي...
تكثر الشكاوى يا قائد، فكتائبك تسللت إليها الشرذمة والإنقسام وكل حاقدٍ عليها يستغل ضعفها ووهنها فيقتطع منها فلذة مزوراً الزمن الجميل، عندما كانت الرجال ملئ بالعنفوان والإصرار تماماً كما وضعت النهج... أما ألآن فقد أدخلها البعض في لعبة الحصص والمحاصصة.

فخامة الرئيس الشهيد، يفتقدك لبنان ويفتقد دفء خطواتك والشباب والكثير منهم تواقون إلى قيادتك ولكن ليس هنالك من يرشدهم... كنت المثل الأعلى لمشروع دولة حاضنة، فأصبحت الرجال يتيمة بعدك...الكثير اعتلى المنابر واستظل بخطاباتك، لكنها معهم مجرد خطابات ولا حياة فيها لمن تنادي...إنها خطابات لا بشير فيها ولا يده ولا صوته... ولا إصراره الحازم.

يا شهيد الوطن، لم يعد في الشرق لا قديسين ولا شياطين... فقط مقّبلو لحى ومتآمرون على الوطن... والمواطن... كم نحن بحاجة الى طيفك يناجينا ليزرع السلام في نفوسنا المتعبة... إننا نتخبط في مشاريع إقليمية ودولية جمّة... ولكن لا مشروع دولة... نحن نشعر بالغربة دونك... وما بقي من الأمل الضئيل إنما هو بشباب ما زال يرسم وجهك على الجدران ومؤمن بأنك... حيٌ فينا.

يا حبيب الوطن ،العدل في لبنان يفتقر إلى روح العدل والإنسانية... الإقتصاد في لبنان يفتقد إلى الرؤيا والقرار الجازم... السياسة في لبنان تفتقد للشفافية والحرص على الوطن والمواطن... هنالك أيادٍ يسمونها حتيان المال، تارةً تصفعنا يميناً وتارة تصفعنا يساراً والشعب الذي أحبك مغلوبٌ على أمره... حتى التضحيات والشهادات اصبحت مفقودة... لكن أغلب الجميع يضحي بالوطن على مذابح شهوة السلطة والخنوع.

أتعلم أيها القائد أننا وصلنا ألى الدُرك الأسفل من الذل... أذكر جيداً عندما أمرتني بتأمين الغذاء لأهل الأشرفية لكي يصمدوا تحت شدة القصف... كم كانت تلك الأيام قاسية... حرب المئة يوم التي رغم وصفها ب"ستالينغراد" لم تقدر على كسر إرادتنا وعزتنا وكرامتنا... تحت زخات القذائف العنيفة، وبمجهودٍ فاق المعقول واستبسال غير مسبوق استطعنا تأمين الغذاء لأهالينا بتضحيات كل الشباب وبكل ما نملك مادياً وجسدياً ومعنوياً ... القذائف كانت بائسة في وطيسها غير أننا جعلناها يائسة أمام إرادتنا، رغبتك برؤية الطمأنينة على وجه الأهالي كانت بالنسبة لنا أوامر لا تراجع عنها مهما كلف الأمر... أما اليوم يا بشير، بقي جيشنا الوطني لأكثر من ثلاثة أيام دون غذاء... بسبب تقاعس الجهات المعنية فقط لا غير... لا حرب ولا من يحزنون... رحم الله ترابك يا بشير،أوصلونا الى درجة من الهوان حتى أن الذل شاح بوجهه عنا... جيش بلادنا يا بشير، لا غذاء مؤمن له... جيش بلادنا لا غذاء له ويريدونه أن يخدم الوطن... رحم الله ترابك يا عزيزي بشير.

يا شهيد الثبات والإستمرار والفكر العقائدي، نحن مستمرون كما عهدتنا لكننا اصبحنا قلّة وكل ما سنحت الفرصة لخض البلد وتركيعه يختذل دعاة الديمقراطية والوطنية جزءاً من فكرك والكثير والكثير من تاريخك... لكنهم لم ينجحوا إلى الآن وأعدك دائماً بالصمود حتى الرمق الأخير.

سيدي الرئيس، الإستئثار بالسلطة ما زال يقضم من مشروع ال١٠٤٥٢ كلم٢ الذي ضحينا لأجله ولم نعد نعرف من هو العدو الحقيقي... لكثرة الأعداء في الداخل، أكثر منهم في الخارج...

في ذكراك السابعة والثلاثين يا شهيد الوطن، وأرفض أن أقول هذه المرة ذكرى اغتيالك لأنك ما تزال حلم لبنان، أتوجه إلى روحك الشاهقة كالجبال وطلتك الجبارة لأقول لك أنني بالرغم من ما أراه من ضياع للأمل وتشتت بالفكر ما زال الشباب اللبناني على تباشيرك ولا بد لسيف الحق أن ينتصر، وربما لي الحق أن أجزم أن العدو يفتقدك قبل الصديق، أرى بأن إرثك لم ولن يضيع فمرؤتك وشجاعتك التي سطّرت تاريخ لبنان الحديث لن تقوى قوى التخاذل على كسرها، ووعدٌ من رفيق دربك أن "الأمر سينفذ سيدي، ليحيا لبنان".
رفيقك ورفيق حلمك ووعدك...