خاص- في سابقة هي الأولى... حليب أطفال ايراني في لبنان

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 3, 2019

خاص- الكلمة أونلاين

يختار الأهل بعناية ودقة الحليب لأطفالهم الرضع خصوصا حتى عمر السنة لأنه يعتبر الغذاء الأول والأساسي لهم، وقد يعمدون الى تغيير "ماركة" الحليب لأكثر من مرة حتى يتم التوصل مع طبيب الأطفال الى اعتماد الحليب الأنسب لصحة أطفالهم، ومن المعلوم أيضا أن الحليب في السنة الأولى من عمر الطفل الرضيع يعتبر بمثابة دواء وليس مجرد غذاء عادي، كما أن الصيدليات في لبنان تحتوي على أنواع حليب للأطفال ذات جودة عالية ومن مصانع معروفة ومشهورة عالميا حرصا منها على إعطاء الغذاء الأفضل والأجود للأطفال.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، وقّع وزير الصحة جميل جبق في الرابع والعشرين من تموز الماضي (كما يظهر في الصورة المرفقة) قرارا بتسجيل حليب ايراني للأطفال ما دون الستة أشهر في وزارة الصحة وقد تم وضعه على لائحة الموقع الالكتروني الخاص بالوزارة، وذلك بهدف تسويقه في الصيدليات اللبنانية وهو ما لم يحصل في تاريخ لبنان.
ويشار في معلومات للكلمة أونلاين أن الحليب الايراني TrueVital كان يوزّع في الهيئة الصحية التابعة لحزب الله حصرا ولا يمكن توزيعه في الصيدليات اللبنانية لأنه غير مسجل في وزارة الصحة كما سبق وذكرنا.

والغريب في الموضوع وهو ما يدعو للشك والتساؤل لماذا تم تسجيل الحليب الايراني الخاص بالرضع أي ما دون الستة أشهر قبل تفعيل الوزير جبق في العاشر من أيلول الجاري المادة 36 من قانون مزاولة مهنة الصيدلي (كما يظهر في الصورة المرفقة) وهي التي تؤكد أن الحليب للأطفال ما دون الستة أشهر يعتبر بمثابة دواء، والسؤال المطروح هنا: لماذا تم تسجيل الحليب الايراني للرضع قبل مدة قصيرة من تفعيل المادة 36؟

أضف الى ذلك أنه في العاشر من أيلول سيعمد وزير الصحة الى إعادة تسعير الحليب وخفض سعره بنحو ثلاثين بالمئة، ما يضرب المنافسة الحرة في السوق المحلي، وما سيؤدي حكما الى تخفيض نوعية وجودة الحليب الموجود حاليا في الصيدليات لأن الحليب المتداول هو ذات جودة عالية ولا يمكن أن يصار الى خفضه بنسبة 30%. ومن هنا السؤال هل سيتم خفض سعر الحليب ليتمكن الحليب الايراني من المنافسة؟

وردا على سؤال ما المشكلة في الحليب الايراني اذا ما تم اعتماده في الصيدليات اللبنانية، تجيب المصادر المواكبة لملف الدواء لموقع الكلمة أونلاين أن ادخال الدواء الايراني الى لبنان يعني خرق للعقوبات الاميركية المفروضة، اذ أنه سيصار الى تبادل أموال عبر المصارف، وأضافت المصادر، اذا كان الحليب الايراني ذات جودة عالية لماذا لم يتم تسجيله سابقا في وزارة الصحة وعلى موقعها الالكتروني؟

كل هذه الأسئلة نضعها برسم الدولة اللبنانية وبرسم وزارة الصحة، فالموضوع لا يطال أمورا كمالية أو ثانوية في حياتنا إنما يطال أطفالنا الذين هم ما دون الستة أشهر والذين لا يمكن أن نفرّط ولو قيد أنملة في صحتهم.

وهنا يصحّ السؤال: هل وصلت المحسوبيات ويد السياسية حتى الى حليب الرضع؟