خاص ــ الذكرى الثالثة للمصالحة.. ماذا تبقى منها؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 19, 2019

خاص- ياسمين بوذياب

الكلمة أونلاين

ثلاث سنوات مرت على مصالحة مسيحية - مسيحية، أراد من خلالها الفريقان وضع حد لفترة درامية سوداء، تخللتها حرب ومعارك واشتباكات على كل الأصعدة.

في مثل هذا التاريخ، منذ ثلاث سنوات، عقد كل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية العزم على المضي قدما يدا بيد في اعادة بناء دولة المؤسسات التي يحلمان بها، ووضعا ورقة جانبية لتقاسم السلطة في ما بينهما، ولكن تم الانقلاب على الورقة وعلى التفاهم، ولم يبق الا الشعارات.

"كانت لحظة تاريخية وطنية مسيحية، اعادت توحيد اكبر قوتين مسيحيتين" ، بهذه الكلمات وصفت مصادر من الفريقين المصالحة، مؤكدة انها راسخة وثابتة وأقوى من أن تهزَّها خلافات سياسية، معللة ذلك بأن المجتمع لم يعد يريد فتح دفاتر الماضي، بل يصر على ابقاء جسور التواصل قائمة ومفتوحة، وكل ما يطلبه معالجة مشاكله الاقتصادية والمعيشية وصولا الى بناء دولة حقيقية تستطيع مكافحة الفساد.

وفي هذا السياق، اعتبر عضو المكتب السياسي في "التيار الوطني الحر"، ناجي الحايك، في حديث لموقع "الكلمة اونلاين" أن المصالحة شيء مقدّس وهي من أهم الأمور التي حصلت بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، مشيرا الى أن مهمة المعنيين في الفريقين المحافظة عليها لأنها مصالحة في قلب المجتمع الواحد، كما أنها تشكل وحدة المجتمع المسيحي، وهذا الامر فوق كل اعتبار.

وبالنسبة لـ"المصطادين بالماء العكر" أي من يحاولون زعزعة هذه العلاقة بين "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، والمسّ بالمصالحة، أكد الحايك أن خططهم لن تنجح، خصوصا في ظل وجود أشخاص ومسؤولين لديهم الوعي والادراك الكافي لمنع حصول أي اشكال يؤثر على المصالحة، لافتا في الوقت عينه الى انه من الطبيعي ان يكون هناك تضارب في المواقف والآراء السياسية ووجهات النظر بين التيار والقوات، إنما المصالحة ستبقى، وهم حريصون على تكريسها وحمايتها.

اما في ما يتعلق بموقف القوات اللبنانية، فرأى رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات، شارل جبور، في حديث لموقعنا ان هذه المصالحة نجحت في فتح طريق بين الرابية وبعبدا وادت الى انتاج قانون انتخابي استعاد معه المسيحيون شراكة حقيقية على ثلاثة مستويات: مستوى رئاسة الجمهورية اي توازن بين الرئاسات الثلاث، مستوى المناصفة الفعلية في مجلس النواب، ومستوى المناصفة في مجلس الوزراء.

في المقابل، اشار الى ان هنالك من يخلط بين المصالحة والتفاهم السياسي بين القوات والتيار، فالأخير سقط ولم يعد قائما وليس بالضرورة الدخول في الأسباب وتحميل مسؤولية الفاعل، او فتح دفاتر في غير أوانها.

من جهة اخرى، يؤكد جبور ان بكركي اليوم، ومن خلال اللقاء الاخير الذي عقد، اصبحت هي الاطار الجامع، من خلال لجنة المتابعة، لكل القوى السياسية حيث انها تؤمن مساحة لقاء بينهما وهو ما لم يكن مؤمنا بين القوات اللبنانية وتيار المردة او بين القوات والوطني الحر.

وفي الختام، شدد جبور في حديثه على ان اداء وزراء القوات في الحكومة كان يخدم العهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مؤكدا انهم كفريق سياسي يدعمون عون في كل ما يتصل بدور وحضور رئاسة الجمهورية وفعاليتها، لافتا الى ان العلاقة التي تربط القوات اللبنانية برئيس الجمهورية هي علاقة ثقة واحترام متبادل، كما ان المصالحة لم تكن لتتحقق لولا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس ميشال عون، والطرفان متمسكان بهذه الثنائية الديمقراطية الى ابعد الحدود كونها ثنائية حقيقية داخل البيئة المسيحية.

في اي حال المصالحة تمت وكان لها الوقع الإيجابي في الشارع المسيحي ، لكن المفاعيل السياسية جاءت ضعيفة ، حيث انقسم الحلفاء الجدد في اول استحقاق.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين