اِللي ببيتو في جبران ما بـْيِتهَجَّم عالجيران - بقلم يوسف الخوري

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 3, 2022

يسألني الكثيرون لماذا خَفَت صوتي بوجه حزب الله، وجوابي واحد لا يتغيّر "أنا دائمًا أتطرّق إلى حزب الله في كتاباتي من باب الردّ على تهجّماته علينا، نحن اللبنانيين، ومن باب الدفاع عن هويّتنا اللبنانيّة ووجودنا الحرّ، خصوصًا أنّ الحزبيين الالهيين لا يخجلون من المجاهرة بأنّ مشروعهم هو تحويل لبنان إلى جمهوريّة إسلاميّة".
واعتَدّتُ أن أردّد على مسمع السائلين، بين الممازحة والجدّ، "اِللي بْبَيتو في جبران، ما بـْيِتهَجَّم عالجيران".
استفقت صباح اليوم من النوم غاضبًا، وعندي رغبة جامحة في شتم هذا المدّعي الفهم والبصيرة، جبران، على خلاف قناعتي القديمة بألّا أجادل اثنين: مَن يُفكّر من جيب بنطلونه، ومَن مستوى تفكيره يتفوّق على مستواي الفكري، أو مَن أتفوّق عليه، أنا شخصيًّا، بالتفكير. بحثت عن الشتائم والمذماّت لأنفّس عن غضبي من "خونفوشاريّات" جبران، فلم أجد واحدة مناسبة له إذ استُخدمت جميعها بين أمس واليوم بعد مؤتمره الصحفي الأخير، ما جعلني مضطرًا إلى استعارة بعضًا منها، لكنّ الجميع سبقوني ولم يتركوا لي مكانًا لأعبّر فيه عن غضبي.
اسمعني جيّدًا يا منتحل الفهم والبصيرة،
الموارنة "مرِتّين قد ما بِدّك"، لكن لن نتركك تبيعهم، وتبيع مِن خلفِهم المسيحيين، بثمن رخيص. ولبنان، وطن نهائي لجميع مَن لا يتبعون الفقيه، فلن ندعك تقدّمه هبة لجمهوريّة الملالي إكرامًا لصاحب العمامة القاطن في قلبك، "وأوعا يختنق".
لمَا قلت في مقالتي "جبران مشروعك مثل الشَوْرَبة الباردة"، وجزمتُ أنّ الأوان قد حان لإبدال اسم "التيار الوطني الحرّ" بـِ "التيار المشرقي الاجتماعي" - فصيل لبنان في الحزب السوري القومي الاجتماعي، انتفض عميان تيّارك وشنّوا عليّ ما يُشبه حرب داحس والغبراء، التزمتُ الصمت وبيني وبين نفسي كنت أقول، علّ الرسالة تصل إليك، فتتعِّظ. ما أصغر عقلي، إذ كيف لك أن تتّعظ وأنت لا تفهم ما تقول، وأنت مَن يعتقد نفسه منقذًا للمسيحيين!!؟
وحين نشرت على صفحتي صور أعلام الأحزاب العاملة على الأراضي اللبنانيّة وقلتُ: "يكفيك أن تنظر إلى أعلام أحزاب الجبهة اللبنانيّة لترى كيف أنّ الأرزة وألوان العلم اللبناني لم تغِب عن أيّ منها، وكيف أنّ تصاميمها كلّها مُستوحاة من العلم اللبناني. بينما إذا نظرت إلى أعلام أحزاب الحركة الوطنية، من شيوعيّة وعلمانيّة وعربيّة، فسوف ترى أنّ لا واحدًا منها له علاقة بالعلم اللبناني أو بالمعاني التي يحملها. أَوَليس لهذا دلالاته؟" (أنظر المقارنة في أسفل) أيضًا قامت قيامة العميان من أتباعك معترضين كيف أضع علم التيّار بين أعلام أحزاب الحركة الوطنيّة.
أمس، في مؤتمرك الصحفي الذي تكلّمت فيه من جيب بنطلونك، ومن دون أدنى معرفة أو مصلحة وطنيّة، رسّخت اعتقادي في أنّ تيارك هو فرع من فروع الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأنّك تلهث للقاء الرئيس السوري كما كان بعض التياريين يلهثون للتحالف معه قبيل عودة عمّك من المنفى، يوم كنّا نناضل نحن اللبنانيون الأحرار لإخراج السوري من لبنان. وتأكّد لي أيضًا أنّ علم التيّار مكانه الطبيعي بين أعلام الحركة الوطنيّة.
جبران،
مَن يختار مار مخايل بين الطيّونة ومار مخايل، هو يختار الحركة الوطنيّة على الجبهة اللبنانية، وهذا، الموارنة والمسيحيون الوطنيون في لبنان هم منه براء.
نحن منك براء لأنّك تجهل حقيقتنا، ولأنّ في جهلك هذا ظلم للبنان ولمَن تدّعي الدفاع عنهم. جهلك يزرع الشقاق والضعف والتعصّب والخنوع في صفوف المسيحيين. ولولا ضعفك وخنوعك لما قامت قيامة للمترّبّصين بلبنان.