خاص - 3 أهداف لـ باسيل... أحدها إستبدال "شيعي بـ شيعي"! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 22, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني

مرة جديدة، أثبت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنه سياسي محنك يُجيد العوم بين أمواج عين التينة وبيت الوسط ومعراب والمختارة، ويلجأ في غالب الأحيان إلى شاطئ حارة حريك، مستعينًا بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الوحيد القادر على تهدئة بحر السياسة الهائج.

"يا سيد حسن، أعرف أنك لا تخذل الحق. أنا جبران باسيل، من دون أن أحملك أي عبء، أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي في ملف الحكومة"، بهذه الكلمات توجه باسيل إلى نصر الله أمس الأحد، واضعًا القصر الجمهوري وميرنا الشالوحي بتصرف نصر الله، آملاً أن يلقى تعاطفًا من حزب الله يحميه من محاولات إلغائه سياسيًا، ويبقيه في قلب المشهد السياسي حتى إشعار آخر.

أراد باسيل من خطابه المثير أن يحقق 3 أهداف، الأول، إبعاد تهمة عرقلة تشكيل الحكومة عنه، ووضع الملف برمته بيد رجل موثوق يرضى بحكمه (السيد حسن نصر الله)، الثاني، الإجهاز على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي والتنصل من وساطته دون أن يكون هناك إستفزاز للشيعة، أي أنه يُبدل "شيعي بـ شيعي"، والثالث، إحراج الرئيس المكلف سعد الحريري ونبيه برّي كونه يعلم أن الحريري لن يشكل حكومة وبرّي يجبره على مواصلة رحلة التأليف.

وبحسب المعطيات، فإن نداء باسيل لقي أذانًا صاغية في الضاحية الجنوبية، وسيتم التعاطي معه بجدية وإستيعاب ومعالجة صامتة، لكن ما يعني حارة حريك هو الحفاظ على متانة العلاقة مع رئيس حركة أمل، وستعلن رفضها المطلق لأي خطاب سياسي يمس برّي وصلاحيات رئاسة مجلس النواب، لا سيما أن حركة أمل اعتبرت أن باسيل عبر خطابه أراد إحداث تمايز بين الحزب والحركة بالملف الحكومي، واوحى للبنانيين وكأنه يشكو الرئيس برّي إلى السيد حسن نصر الله، وهذا الأمر لا تقبل به قيادتي الثنائي الشيعي.

لكن حزب الله لن يقبل بتوسيع رقعة الخلاف بين باسيل وبرّي، وستعقد لهذه الغاية عدة إجتماعات رفيعة المستوى برعاية الحزب، للعمل على تخفيف التوتر وتقريب وجهات النظر، ليس في الموضوع الحكومي بل في جميع الملفات السياسية.

ومن المتوقع، أن يتم الإتفاق على تأجيل الملف الحكومي إلى حين إيجاد مخرج والإكتفاء بتصريف الأعمال، وهذا بسبب إقتناع معظم الأفرقاء بأن لا حلول إقتصادية تلوح في الأفق، وقنبلة رفع الدعم باتت قاب قوسين أو أدنى، لذلك تعمل الأحزاب على تحصين نفسها من تداعيات أي إنفجار إجتماعي يكون أشد قساوة من إنتفاضة 17 تشرين.

هذا ويمكن وضع خطاب باسيل عالي النبرة في إطار دعوة جديدة لـ وضع إطار جديد لكل المساعي المبذولة من أجل تشكيل حكومة، ما يعني إسقاط صيغة "الثلاث ثمانات"، وبحسب المعلومات فإن باسيل سيعيد فتح ملف وزارة المال التي يريدها الثنائي الشيعي كحقيبة دائمة للطائفة الشيعية، ومن المحتمل أن نشهد مواجهة سياسية حادة بين التيار وحركة أمل بشأن هذا الملف في حال لم يتجاوب نصر الله مع نداء باسيل "الاستغاثي".

إلى بيت الوسط، يظهر الإحتدام السياسي أن سعد ‏الحريري يختبئ وراء الإشتباك الذي يدور بين حلفائه وخصومه، ويبدو أن الإنهيار وشراء الوقت مطلوبان ليظهر من جديد بمظهر المنقذ، في حين أنه غير قادر على السير بحكومة دون سلاح سعودي يمكنه من خوض الحروب الإقتصادية الحادة المخيمة على البلاد.

‏ويصب الخلاف بين باسيل وبرّي في مصلحة الحريري الراغب في محاصرة باسيل وتصويره المعطل الوحيد لتشكيل الحكومة، ويعتبر مقربون من الرئيس المكلف أن باسيل يستقوي بنصر الله لمد اليد على صلاحيات رئيس مجلس النواب بعد أن فشل بمد اليد على صلاحيات رئيس الحكومة، وتشير إلى ضرورة إتخاذ موقف صارم من باسيل الذي يريد نسف الدستور والأعراف في سبيل ضمان حصوله على الثلث المعطل ليبقى متحكمًا بالقرارات والإستحقاقات السياسية الهامة، وأبرزها الإنتخابات الرئاسية المقبلة