عن "قيمة" الصواريخ التي أطلقت من القليلة... وسحب الفتيل

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 17, 2021

يضحك كثيرا من يُسأل عن خرق القرار 1701 من الجانب اللبناني، ومجرد السؤال حول إمكانية أن تكون عملية إطلاق 3 صواريخ من منطقة قرب القليلة باتجاه شمال فلسطين بمثابة سحب الفتيل لإشعال حرب إسرائيلية – لبنانية توازيا مع حرب غزة يأتيك الجواب "المسألة لا تستأهل وطالما أنها لم تطلق من منصات تابعة لـ"حزب الله" القصة منتهية!

لكن كيف وصلت هذه الصواريخ إلى النقطة التي أطلقت منها، علما أن القاصي والداني يدرك أن الجنوب اللبناني تحت أعين مراقبة حزب الله على مدار الساعة والأصح الثواني...هل من دور للحزب في جنوب الليطاني.. وماذا بعد صواريخ القليلة؟

يحرص رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن هشام جابر على أن "لا يتكرر ذلك علما أنه من لحظة إطلاق الصواريخ وقبل صدور أي بيان عسكري قلت إنها صواريخ خلبية ولا قيمة عسكرية لها بدليل أنها سقطت في البحر. والواضح أن المتسللين جاؤوا من مخيمي البصّ والرشيدية ووضعوا الصواريخ في البستان وخرجوا". وفي موازاة عدم النفي بأن ما يحصل يعتبر بمثابة خرق للقرار 1701 يقول "هذا الخرق هو ثاني أو ثالث خرق منذ صدورالقرار في 13 آب 2006 في حين تسجل يوميا خروقات إسرائيلية بحرا وجوا وحتى برا"!

ثمة من يرجح أن تكون بداية الحرب الشاملة من الجنوب اللبناني وليس من غزة. لكن في قراءة العميد جابر المعادلة مغايرة ويقول "الجبهة اللبنانية حساسة جدا ومن مصلحة إسرائيل أن تحصل عملية إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني لأنها ستمتد مثل كرة الثلج وقد تشمل الجبهة السورية والخليج ولا أحد يعرف كيف تنتهي" ويسأل عبر "المركزية": الضربة الأولى لمن؟ يدرك حزب الله أن ليس من مصلحته فتح جبهة في جنوب لبنان وتسديد الضربة الأولى لاسرائيل لأنه يكون بذلك قد قدم هدية مجانية لإسرائيل والرد سيكون مدمّرا. حتى نتانياهو الذي يريد هذه الحرب مع لبنان لضمان رصيده في رئاسة الحكومة لن يبادر إلى الضربة الأولى لأنه يدرك أن صواريخ الحزب ستدمر ما يفوق نسبة 40 في المئة من البنى الإقتصادية والعسكرية وليس مستعدا لتحمل مسؤولية نتائج الضربة الأولى أما في حال إطلاق صواريخ من الداخل اللبناني يصبح في موقع الدفاع عن النفس والحال نفسها إذا ما قلبنا المعادلة".

من يضمن عدم حصول خرق أو تسلل وإطلاق صواريخ وهذه المرة غير خلبية؟ "هنا بيت القصيد" يقول جابر ويضيف "طبعا هناك فريق ثالث وقد يكونون عناصر من الفصائل الفلسطينية أو عملاء لإسرائيل في صفوف المقاومة أو ربما خلية داعشية...كل الإحتمالات واردة لكنني على ثقة بقدرة الجيش اللبناني الذي يؤدي مهامه كاملة على الحدود، ويدرك حزب الله أن أي خرق للقرار 1701 سيشعل حربا شاملة" . يضيف: "عندما حصل تهور من قبل مجموعة من الشبان المتحمسين الذين تجاوزوا السياج على الحدود اعتراضا على المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني في غزة وأدى إلى استشهاد الشاب محمد الطحان لاحظنا أن رد حزب الله كان على مستوى من العقلانية وبمثابة رسالة مقتضبة مفادها عدم القيام بأي خطوات متهورة".

الكلام عن إطلاق يد اليونيفيل لتركيب كاميرات مراقبة مرفوض من قبل جابر "أنا إبن أرض الجنوب والكاميرات التي سيتم تركيبها دقيقة إلى درجة أنها قادرة على اختراق المنازل المتاخمة لبعضها البعض وهذا ما يعتبر خرقا للخصوصيات. ولو اندلعت حرب غزة منذ عام أو ستة أشهر كان يمكن أن تكون هناك خشية من تنفيذ حزب الله للأجندة الإيرانية. أما اليوم وفي ظل المفاوضات القائمة بين إيران وأميركا في فيينا ليس من مصلحة أي من الطرفين إفشالها . صحيح أن إيران منزعجة من مشهد القتل في غزة لكنها غير مستعدة لخربطة أوراق المفاوضات حول الملف النووي". ويختم:" لا أحد يريد تبني مسؤولية نتائج الضربة الأولى أما إذا حصلت يكون البادي أظلم".


المركزية