ما بعد بعد حرب غزة- بقلم المحامي لوسيان عون

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 15, 2021


لماذا استعرت حرب غزة بعد أيام على إعلان المباشرة بحفر قناة بن غوريون ؟
لماذا تتعمد إسرائيل تدمير الابنية الكبيرة واحدة تلو الاخرى في غزة ؟
هل يصلح منطقياً وعملياً أن تنعم قناة بن غوريون على طرف غزة بالهدوء والاستقرار فتدخل لاسرائيل عشر مليار دولار في السنة دون مقاطعة السفن الدولية بحال تعرضها للخطر،
وكيف السبيل لتنعم بالاستقرار والحركة الاقتصادية الهنيئة دون تهجير الاسرائيليين الغزويين الى الاردن او مصر وتغيير معالم جنوب اسرائيل الجيو - سياسية ؟
أين الذين راهنوا على مناهضة بايدن للمشروع الصهيوني الكبير؟
واليس ثمة ارتباط بين ترتيبات غزة وترتيبات ترسيم الحدود البحرية في لبنان وبين التعجيل في البت ب "سورية" مزارع شبعا وبين ضبط الحدود البرية اللبنانية السورية وبين تعجيل التنقيب الروسي البحري شمال لبنان؟
واليس من تزامن بين حرب غزة ومشاريع مد انابيب الغاز الاسرائيلية البحرية على طول 1800 كلم تمهيدا لبيع اوروبا الغاز وبين مشاريع استثمارية عربية في اسرائيل بمليارات الدولارات ومشاريع خطوط المواصلات بين الدول العربية واسرائيل؟
اوليست حرب غزة جزءا من مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي يغير وجه المنطقة ومن ضمنه لبنان المتفق عليه بين الجبارين والدول الاقليمية ؟
حرب غزة اهدافها الاستراتيجية ابعد من احتكاك وأكبر من ان يطفأها وقف إطلاق النار في حقبة يعاد ترسيم المنطقة من جديد ، حيث اللاعبون الكبار ينفذون توافقات مرسومة سلفاً واغطية دولية لمشاريع كبرى.
تبقى شعوب الدول الضحية تنتظر مصيرها، منها المشؤوم على حساب مصالحها، ومنها مصالح الدول الكبرى التي تفيد بعض الشعوب الصغرى من كيس مشاريعها الكبرى ومن فتات هذه المصالح التي تقضمها.
يبقى أن كلاً من إيران وحزب الله لا يدعمون الفلسطينين الا بالتصاريح والشعارات، واليوم تولى الجيش اللبناني منع المتظاهرين الداعمين من بلوغ السياج الحدودي بعد عناء السفر من اقصى الشمال والوسط الى أقصى الجنوب.
إنها لعبة الدول الكبرى وجبابرة السياسة ، في حين تصمت الصواريخ المكدسة ليوم " الحشر"....
إنه سر اللعبة السياسية الكبرى التي رغم كل الحقبات والحروب والازمنة لا يفهما صغار القوم الذين ينتظرون الروس وإيران والامم المتحدة والضمائر وحقوق الانسان....
ستزول مناطق شاسعة ودول على حساب دول أخرى لتنهض وتنشأ مصالح دولية مشتركة متخاصمة في المستقبل القريب...
وفي الذكرى الثالثة والسبعين لنكبة فلسطين التاريخ يعيد نفسه ، ولا نرى من بدائل سوى التطبيع والتطبيل لنقل سفارات الى القدس واستثمارات بالجملة والمفرق.... وغداً دول العالم اجمع ستحشد سفنها عبر قناة بن غوريون لتختصر المسافات بين بحر العرب والمحيط الهندي والبحر المتوسط فتقختصر مسافات بكيلومترات عدة بينها وبين قناة السويس...
هو زمن المصالح الكبرى حيث تستعين روسيا باسرائيل لضرب ايران وطردها من سوريا....
هل هو الزمن الرديء؟
وهل من أمل بان تنتصر حقوق الانسان في هذا البحر من المصالح والتمثيل السياسي والمتاجرة بقضايا الناس؟