خاص- شمعون يحذر:"هالمرة قد تكون قاضية" ...وما جرى يعكس خللاً طائفياً !؟ - كارين القسيس
شارك هذا الخبر
Thursday, July 3, 2025
خاص- الكلمة أونلاين
كارين القسيس
مرّة جديدة، يُثبت الواقع اللبناني أنّ الرهانات على تحوّلات كبرى في تموضع "حزب الله" ليست سوى أوهام، فبعد تداول معلومات عن استعداد "الحزب" للدخول في تسوية تُفضي إلى تسليم سلاحه ضمن إطار تفاهم وطني شامل، جاءت المعطيات الأخيرة لتنسف هذا التصوّر بالكامل، وبالتالي بدلاً من أن تشهد البلاد خطوات إيجابيّة وفعليّة نحو إعادة إنتاج منطق الدولة، لجأ "الحزب" إلى فرض سلسلة من الشروط السياسيّة التعجيزيّة، التي لا يمكن للولايات المتحدة القبول بها، إذ أنّ هذه الشروط لم تكن سوى وسيلة إلتفافية لتفخيخ النقاش وقطع الطريق أمام أي مسار جدّي نحو تفكيك منظومة السلاح غير الشرعي، ممّا يُؤكد أنّ سلاح "الحزب" ليس مطروحاً جدياً على طاولة التفاوض، بل لا يزال الورقة الأقوى في يد مشروع لا يعترف بالدولة إلاّ كممرّ ظرفي لمصالحه.
ضمن هذا المشهد المرتبك والمفتوح على احتمالات خطيرة، يُحذّر رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، في مقابلة هاتفيّة أجرتها معه "الكلمة أونلاين"، من الانزلاق إلى مواجهة شديدة الخطورة، قائلاً، "إذا كانت الأمور تسير على هذا النحو، فنحن ذاهبون إلى مشروع حرب جديدة، والله يستر، لأنّ هذه المرة قد تكون قاضية"، معتبراً أنّ "حزب الله" لا يمتلك الحسّ الوطني الكافي للعودة إلى لبنانيّته، مضيفاً أنّ السلام يحتاج إلى شجاعة سياسيّة تتجاوز منطق الاستقواء والهيمنة، أكثر مما تتطلّبه الحرب.
وينتقد شمعون أداء الطبقة الحاكمة، موضحاً أنّ الأزمة لا تكمن فقط في الخيارات الخاطئة، بل أيضاً في تكرار الأنماط نفسها من الوعود الفارغة والعجز المزمن، لافتاً إلى أنّه منذ عهد الرئيس السابق ميشال عون وحتى اليوم، لم يتغيّر شيء، وبالتالي الرئيس الحالي، جوزاف عون، يتحمّل مسؤولية مباشرة تجاه اللبنانيين، لا سيّما في ما يتعلّق بمسار السلام، والتزامه بما وعد به في خطاب القسم، محذراً من أنه إذا خذل اللبنانيين، فسيكون عهده غير مريح أبداً.
ويتوقّف شمعون عند ملف العفو الذي طُرح مؤخراً بشأن المتضرّرين من "حرب الإسناد"، مشدّداً على أنّ ما جرى يُعدّ انتهاكاً لمبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين، متسائلًا،"لماذا يُمنح العفو لمتضرّرين في الجنوب والبقاع، بينما أهالي بيروت الذين سقطوا ضحايا في انفجار المرفأ لم يُمنحوا أي إعفاء أو إنصاف؟"، مؤكداً أنّ ما جرى يعكس خللاً طائفياً واضحاً في المعايير المعتمدة.
وفي ختام حديثه، يتمنّى شمعون أن تمرّ فترة الصيف بأقلّ الأضرار الممكنة، متخوّفاً من أنّه إذا بقيت الأمور على حالها، فلن تمرّ بسلام، مذكراً بتحذيراته السابقة من أنّ هذا الصيف بالغ الحساسيّة، سببه الأساسي غياب الحسّ الوطني والمسؤوليّة السياسيّة لدى من يتولّون القرار في البلاد.
لبنان أمام مشهد خطير، وطن يتداعى، وعدوّ يتربّص، فهل ما زال في هذا الوطن من يسمع؟ أم أنّ ساعة الانفجار باتت مسألة وقت لا أكثر؟