الورقة اللبنانية على نارٍ هادئة: انسحاب وضمانات وتحرير الأسرى- بقلم غادة حلاوي

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 1, 2025

بدقة وعناية بالغتين، يُعِدّ لبنان ردَّه على استفسارات الموفد الأميركي توم باراك. ويُنتظر أن يتضمّن الردّ أجوبة شافية حول مسألة حصرية السلاح، وعلاقة لبنان مع سوريا التي تتّجه بدورها نحو التطبيع مع إسرائيل. بمعنى آخر، يُطلب من لبنان أن يحدّد موقعه في منطقة تتّجه نحو إنهاء المقاومة، وحصر السلاح بيد الدولة فقط، وترسيم الحدود البرّية.
النقاشات لا تزال مستمرّة في بعبدا، والأجواء إيجابية. وتمّ التوصّل إلى اتفاق على العناوين العريضة، فيما يجري العمل حالياً على التفاصيل.
في قصر بعبدا، واصلت اللجنة المكلّفة صياغة الردّ اللبناني على الورقة الأميركية، التي نقلها الموفد الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، اجتماعاتها صباح اليوم.
تتألّف اللجنة من المستشار الخاص لرئيس الجمهورية للشؤون الأمنية والعسكرية طوني منصور، والمستشار الخاص للرئيس عون العميد أندريه رحّال، والمستشار السياسي جان عزيز، والمستشار القانوني ربيع الشاعر، بالإضافة إلى مستشار رئيس مجلس النواب علي حمدان، وفرح الخطيب ممثّلة رئيس الحكومة نواف سلام.

الصيغة النهائية قريباً
ويأتي هذا الاجتماع استكمالاً لسلسلة من اللقاءات السابقة، حيث يواصل المجتمعون العمل على بلورة ردّ موحّد على الأسئلة الأميركية. وأفادت مصادر مواكبة لـ"المدن" أنّ النقاشات تتمّ برويّة للوصول إلى صيغة يتوافق عليها الرؤساء الثلاثة. وأضافت المصادر، أن الأجواء لا تزال إيجابية، ومن الممكن أن يتطلّب الأمر جلسة أو جلستين إضافيتين لإعداد النص النهائي.
وعلى الرغم من التزام أعضاء اللجنة وممثّلي الرؤساء بالكتمان، فإن المعطيات تشير إلى وجود إجماع على نقطة أساسية، وهي المطالبة بانسحاب إسرائيلي ووقف العدوان بالتوازي مع أيّ مطلب يُقدَّم إلى لبنان. كما هناك اتفاق على أنّ لبنان سبق أن التزم بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في حين لم تلتزم به إسرائيل، وما زالت تخرقه. ولذا، فإنّ لبنان لا يطالب باتفاق جديد بل يؤكّد على الالتزام بالاتفاق القائم وتنفيذه حرفياً.
كما يطالب لبنان بضمانات لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، ووقف الخروقات، وإطلاق سراح الأسرى، وترسيم الحدود، إضافة إلى ملف إعادة الإعمار.
ووفق المعطيات التي وصلت إلى أعضاء اللجنة من "حزب الله"، فإن الحزب لا يسعى إلى حرب جديدة، بل يطالب بضمانات لانسحاب إسرائيل، ووقف الاعتداءات، وإطلاق الأسرى. وتؤكد المصادر أن الأولوية هي إعداد ورقة تخدم مصلحة لبنان وتستفيد من عناصر قوّته، مشيرة إلى تطابق وجهات النظر بين الرؤساء، وأن رئيس الحكومة، كما الرئيسين بري وعون، يتفهّمون الهواجس ويؤيّدون فكرة الانسحاب الإسرائيلي المتزامن مع أي خطوات أخرى.
ويحرص لبنان على تجنّب أي صيغة استفزازية خلال إعداد الردّ، تفادياً لإثارة أي طرف. ومن المتوقّع عرض الصيغة النهائية على "حزب الله" قبل عرضها على مجلس الوزراء، بهدف إقرارها بالإجماع، ليتمّ بعد ذلك تسليمها إلى الموفد الأميركي فور عودته إلى بيروت.
وكان توم باراك قد شدّد على لبنان أن يحدّد تموضعه الإقليمي في ظلّ التطورات المتسارعة، وأن على الحكومة أن توضح رؤيتها حيال السلاح، والعلاقة مع سوريا، والإصلاح، ومكافحة الفساد. وقد طلب تقديم تصوّر موحَّد للردّ من دون تحديد مهلة زمنية، مؤكداً في الوقت نفسه أنّه سيعود لاستلام الردّ اللبناني.
وفي حال ساد التوافق بين الرؤساء الثلاثة، ستكون الورقة اللبنانية جاهزة، على أن ترتكز على المطالبة بانسحاب إسرائيلي ووقف العدوان كمدخل للاتفاق على خطوات لاحقة تُنفّذ بشكل متزامن.