خاص - الإرهاب يضرب في دمشق.. فهل يعود شبح التفجيرات إلى المنطقة؟ مولوي يحذّر - تقلا صليبا
شارك هذا الخبر
Tuesday, June 24, 2025
خاص "الكلمة أونلاين"
تقلا صليبا
أثار تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، أمس الأحد، خلال أداء المؤمنين للصلوات، موجة من التساؤلات حول عودة المجموعات المسلّحة والجماعات المتطرّفة إلى المنطقة، إذ هزّ الرأي العام السوري خصوصًا، والإقليمي عمومًا، لاسيما في المناطق التي سبق وشهدت على هذا النوع من العمليات الانتحارية، فالشخص الذي دخل إلى الكنيسة، وبدأ بإطلاق النار، بحسب ما أفادت القوى الأمنية والشهود في المنطقة، ثمّ فجّر نفسه، مخلّفًا أكثر من 20 شهيدًا وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى خسائر مادية ودمار في الكنيسة، ينتمي إلى "داعش" بحسب ما أكّدت الجهات الرسمية.
عن هذا التفجير الإرهابي، يسأل موقع "الكلمة أونلاين" وزير الداخلية السابق القاضي بسام مولوي، الذي يستنكر ويدين الاعتداء الذي أسقط الأبرياء، ويؤكّد أن من يفعل مثل هذه الجرائم بحقّ المصلّين، لا دِين له، والمقصود بها هو زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار، كما يتوجّه بالتعزية الحارة لأهالي الضحايا وللسوريين حكومة وشعبا.
يضيف مولوي أن ما حصل خَطِر على الداخل السوري، لكنّ الإدارة الحالية يقظة، وقد برهنت ذلك من خلال التصرّف السريع، إن من فرض إجراءات أمنية مشدّدة، أو من خلال المواقف التي اتّخذتها، وأكّدت أن الشهداء الذين سقطوا في كنيسة مار الياس هم من أركان الشعب السوري، حيث نُكّست الأعلام، وأُعلِن الحداد، وهنا شدّد مولوي على ضرورة العمل على "الفكر" لدى بعض الجماعات، لاستبدال الفكر الإلغائي بالتضامن والوعي، مما يحمي البلاد ويحمي المجتمع، كما يساهم في استقرار المنطقة ككلّ، ومن ضمنها لبنان.
وبالانتقال إلى الوضع اللبناني، وتأثّره بما حصل، وبإمكانية انتقال الإرهاب نحو الداخل اللبناني، نوّه وزير الداخلية السابق، بالعمل الجبّار الذي تقوم به قوى الأمن، من حيث الإجراءات الاستباقية، وتوقيف ومتابعة الخلايا الإرهابية، إن بشكل علني، أو بشكل غير معلن، فالأمن الاستباقي يوفّر خسائر فادحة، بالبشر أوّلًا، وبالحجر ثانيًا.
ما حصل بالأمس في دمشق، يجب أن يدفع المسؤولين اللبنانيين إلى القلق، ليس للخوف أو الارتباك، إنّما للتحرّك والتصرّف بسرعة وجدّية، لتحييد البلد، وإبعاد شبح الإرهاب عنه، كما يقول مولوي، فالمطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مراقبة الحدود بشدّة، وضبطها، لمنع دخول العناصر من الخارج، كما يجب توسيع الوجود الأمني وتنظيمه أكثر، لمنع إيقاظ شياطين الإرهاب في الداخل، بالإضافة إلى دور الشعب والمسؤولين السياسيين، المطلوب منهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن يتكاتفوا ويوقفوا التناحر الداخلي، ويعملوا سويًا لما فيه خير ومصلحة البلد وأمنه واستقراره الداخلي، وإبعاده عن الحروب القائمة في المنطقة والصراعات الدائرة.
أما عن توقيت هذه العملية، وارتباطها بالحرب المشتعلة بين اسرائيل وايران، يمتنع مولوي عن تبنّي أي موقف أو التأكيد على قرار معيّن، فالحرب الدائرة وما تخلقه من فوضى يشكّل أرض خصبة للتحرّكات المشبوهة والعمليات الإرهابية، لكن الحُكم في هذه القضيّة يُترك للتحقيق والقضاء، ويصدر التقرير النهائي عن الجهات المختصّة، لكنه في الوقت عينه، يقول مولوي، يحتاج لمتابعة وزيادة في الإجراءات الأمنية والمهمات الاستباقية، بحيث لا يتم التلاعب بعقول الناس بل منحهم حقائق تصدر عن الجهات المعنية، بما فيه خير البلد والإقليم بكامله، ويساهم في خلق جو من الاستقرار والوحدة بين الناس والمواطنين في البلد الواحد أو في البلدان المجاورة.