مدوّنة سلوك إنتخابية- بقلم المحامي اسكندر الياس

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 16, 2025


إنطلاقاً من أن المحاماة هي مهنة ورسالة، تمارس من قبل نخبة، تَتّصف بٍنُبل التصرف وحسن السلوك؛
وانسجاماً مع آداب المهنة وأعرافها وتقاليدها ومناقب المحامين؛
وبعيداً من المظاهر التي يسلكها بعض المرشحين أثناء حملاتهم الإنتخابية النقابية، وهي أقل ما يقال فيها إنها دخيلة على ثقافة المحامين وأدبياتهم، وغير مألوفة ولا تأتلف وواقع النقابة ومسارها؛
وتحقيقاً لمبدأي المساواة وتكافؤ الفرص بين الزملاء المحامين الراغبين في خوض غمار العمل النقابي؛
وإحتراماً لعراقة مهنة المحاماة وتاريخ نقابة المحامين الذي يربو على المائة وخمسة اعوام؛
نجد أنه على المرشحين لعضوية مجلس النقابة ولجنة إدارة صندوق التقاعد ومنصب نقيب المحامين، وخلال حملاتهم الإنتخابية، التقيد بالموجبات البديهية التالية:
١ ) حصر الخطاب النقابي الإنتخابي في بيت المحامي وقصور العدل ومكاتب المحامين.
٢ ) الإمتناع عن البذخ في المسار الانتخابي، إنسجاماً وقاعدتيْ الشفافية وتحديد السقوف في الصرف الانتخابي، ضماناً، قدر الإمكان، للمساواة.
فكيف الحال في إنتخابات نقابية يجب النأي بها عن كل المعالم التي لا تليق لا بالمضيف السخي ولو عن حسن نية، ولا بالضيف المحاصر بين تلبية الدعوات والإقتراع بموجبها.
وعليه، يقتضي الإمتناع عن المشاركة في الولائم واللقاءات، أو إقامتها من قبل المرشح مباشرة أو بصورة غير مباشرة، في الملاهي والمطاعم والفنادق والمقاهي والصالات والنوادي، ذات الصلة بالإنتخابات النقابية، أو بأية أمور نقابية أخرى.
٣ ) الإمتناع عن تقديم الخدمات والمساعدات المادية والعينية تحت أي ذريعة أو مسمى.
٤ ) عدم إعتماد وسلوك وسائل الدعاية والاعلان على أنواعها، عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، مع إبقاء الحق للمرشح في نشر رؤيته النقابية الإنتخابية على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة به، وفي وسائل الإعلام المقروءة عند إستضافته من قبل هذه الوسائل، على أن يمتنع كلياً عن نشر أية مواد دعائية أو ترويجية إنتخابية له ونشرها قبل الأيام العشرة التي تسبق يوم الإنتخاب.
٥ ) عملاً بمبادئ الشفافية والحيادية وتكافؤ الفرص، فأنه على الساعي لأي مركز نقابي، ألا يكون في موقع سلطة نقابية، بإستثناء عضوية مجلس النقابة، قد يعطيه أفضلية ولو معنوية، على سائر زميلاته وزملائه المرشحين، ما يفترض به أدبياً الاستقالة طوعاً من المهام المسندة إليه خلال فترة ترشحه.
٦ ) يفترض بالنقيب وأعضاء مجلس النقابة الحاليين، أو الذين يشغلون راهناً مراكز نقابية، ويمسكون بمفاصل النقابة، عدم التحول طرفاً في الحملة الإنتخابية، ما يبقي للنقيب هالته، ويحفظ للأعضاء ثقة زملائهم بالدور النبيل الذي يمارسونه في خدمة النقابة بعيداً من الشبهات الانتخابية الرخيصة، وبعيداً عن توجيه الناخبين مباشرة أو بالواسطة، تصريحاً أو تلميحاً وايحاءً، أو عبر مواقعهم أو مكاتبهم النقابية، بما يتوافق ومصالحهم المختلفة.
٧ ) الإمتناع عن نشر صور المرشحين ورفع الشعارات واليافطات، داخل حرم قصر العدل ومراكز النقابة وخارجهما، كما الإمتناع عن نصب الخيم، لعدم توافقها وخصوصية الإنتخابات النقابية ورصانتها وحسن سيرها، على أن تتولى النقابة نشر صور المرشحين، وفقاً لتاريخ ورود ترشيحاتهم، ضمن مقياس محدد، توضع على لوحة تعدها لهذا الغرض، وترفعها في المكان الذي ترتأيه مناسباً، قبل يومين من إجراء الإنتخابات.
٨ ) توزيع بيانات الترشيح وبرامج المرشحين وسيرهم الذاتية الكترونياً فقط.
٩ ) خوض الإنتخابات النقابية بروح رياضية تحترم الزمالة والتضامن بين أفراد العائلة النقابية الواحدة، والإمتناع عن إطلاق المواقف والشعارات الإستفزازية أو العدائية أو المتطرفة أو المهينة، وأية أفعال أو أقوال أو مواقف أو إيحاءات تتضمن إساءات شخصية أو تجريحاً أو إنتقاداً لاذعاً.
١٠ ) إن مدونة السلوك هذه تنسجم تماماً مع أحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة والنظام الداخلي للنقابة ونظام آداب المهنة ومناقب المحامين وموجب محافظة المحامي، على الدوام، على سيرة توحي الثقة والإحترام.
إن هذه المدونة ليست تحريضية على المقتدرين، ولا تمييزية ضدهم، بل حامية لهم بالدرجة الأولى لجهة أنها تنهي الكلام المباح عن الميزانيات التي صرفت في الانتخابات النقابية، بما يحفظ مكانة الداعين وكرامة المدعوين، وينقل نقابتنا من شطط الولائم والقسائم، الى ثقافة العزائم والعظائم.
إن نقابتنا نقابة عظماء، فلنحررها من بعض شوائب درجت عليها، فالانتخابات يوم وآداب النقابة كل يوم.