خاص- هل تشعل الاعتداءات على اليونيفيل الانقسام بين "الحزب" و"أمل"!- هند سعادة
شارك هذا الخبر
Tuesday, June 10, 2025
خاص الكلمة اونلاين
هند سعادة
صحيح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد أعلن في تصريح صحفي سابق أنه "مع قوات "اليونيفيل" في الجنوب ظالمة أو مظلومة"، إلا أن كلامه لم يلق آذانًا صاغية من بعض الأفراد الذين يواظبون الاعتداء على دوريات "اليونيفيل" وآخرها الإشكال الكبير في الوادي بين الحلوسية ودير قانون النهر، حيث تلقى أحد العناصر صفعة كبيرة، قال البعض أن ثمنها سيكون كبيرًا.
هنا يبرز التساؤل: هل يمهّد ما يحصل في الجنوب إلى انقسام بين "حزب الله" و"حركة أمل" حول هذا الملف ولماذا لم تتّخذ "أمل" أي موقف واضح حتى الآن؟
ناشر موقع "جنوبية"، الكاتب والصحافي علي الأمين، أكّد أن "بقاء قوات اليونيفيل هو مطلب شعبي عارم في الجنوب"، مشدّدًا على أنّ "أي استطلاع رأي سيظهر أن ٩٩٪ من أهالي الجنوب يريدون بقاء هذه القوات".
وأوضح الأمين أن "قوات اليونيفيل لم تكن يومًا عنصرًا سلبيًا في حياة الجنوبيين اليومية عمومًا، فهم شاهد دولي مهمته المراقبة وتسجيل الاعتداءات وليس فرض السلام".
وأفاد الأمين بأن "المعتديين يقومون بهذه المهمات بتوجيه من قيادة حزب الله"، مشدّدًا على "ضرورة ملاحقة كل المعتديين من قبل الأجهزة الأمنية أو استدعاؤهم للتحقيق بالحدّ الأدنى، فصمت الدولة اللبنانية تجاه هذه الاعتداءات يشكّل الخطر الأكبر لأنّه سيكون الدليل القاطع على أن الدولة اللبنانية تغطي سلوك حزب الله".
واعتبر الأمين أن "حزب الله في حالة إرباك ويحاول عبر افتعال هذه الإعتداءات إطالة فترة الفوضى قدر المستطاع لأنّها باتت بمثابة الأوكسيجين الذي يتنفسه، خصوصًا أنه غير قادر على الانتقال من مرحلة التّسلّح الى مرحلة الاكتفاء بدوره كحزب سياسي".
وفي هذا الإطار، أكّد الأمين أنّ "الخلاف وقع بين "الحزب" و"حركة أمل" حول ملف اليونيفيل ولكن ليس بالضرورة أن يتحوّل هذا الخلاف إلى مشكلة كبيرة بينهما".
واستبعد الأمين أن "يكون هذا الإختلاف نتاج لعملية توزيع أدوار بين الثنائي، إذ إن "أمل" لطالما كانت متمسّكة ومتشدّدة في التعامل الايجابي مع قوات اليونيفيل"، معتبرا أنّه "كان يجب على "أمل" اتّخاذ موقف حاسم من هذه السلوكيات ولكنها لم تأخذ وذلك لحسابات أخرى بينهما، وربما لعدم رغبتهم بإشعال الخلاف أكثر مع حزب الله".
وتابع: "حتى الآن لم يبرز أي موقف من الرئيس بري والحركة يدل على أنهم انتقلوا الى مرحلة التمايز الكامل عن حزب الله في ما يتعلّق بملف اليونيفيل مثل التهديد باتخاذ اجراءات أخرى في حال استمرت هذه الاعتداءات"، لافتًا إلى أنّه "يمكن أن يكون هناك اتصالات من تحت الطاولة".
وبحسب الأمين، "لا يجب ربط ملف اليونيفيل بالثنائي فقط، بل هو ملف لبناني والتعامل معه على أنه ملف مرتبط بهذا الثنائي فقط هو أكبر ضربة للدولة اللبنانية ولمهمة اليونيفيل".
وحذّر الأمين من أن "ما يحصل من اعتداءات على قوات "اليونيفيل" يمهّد لخلاف كبير مع المجتمع الدولي ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تأخذ موقف المتفرّج".
وفي الختام، رجّح الأمين أن "التمديد لليونيفيل سيكون ضمن شروط جديدة، والدولة اللبنانية ستلتزم علنًا بتنفيذ هذه الشروط".