عباس النوري: لم أخف من بشار بل من الوسط الفني.. وهكذا كذبت على حافظ الأسد
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 4, 2025
في مقابلة عبر بودكاست كشف الفنان السوري عباس النوري، أحد أبرز موالي نظام المخلوع بشار الأسد، عن مواقف سياسية جديدة ولافتة، وتجارب شخصية عاشها تحت وطأة نظام الأسد، ومعبّرًا عن رؤيته لمستقبل سوريا في ظل الحكم الانتقالي الجديد بقيادة أحمد الشرع.
“ما كنت خايف من بشار الأسد ولا من المخابرات، كنت خايف من الوسط الفني”.. بهذه العبارة لخّص النوري مناخ الخوف الذي هيمن على الوسط الفني السوري، مؤكدًا أن زملاءه الفنانين هم من كانوا يكتبون فيه التقارير الأمنية. وأضاف أن المشاكل التي واجهها مع الدولة لم تكن بسبب مواقفه السياسية أو أعماله الفنية، بل نتيجة “الوشايات من داخل الوسط نفسه”. ووصف الوسط الفني السوري بأنه “مليء بالمخبرين”، مشيرًا إلى أن الخوف الأكبر كان من الداخل، لا من أجهزة الأمن.
واعتبر النوري سقوط النظام البعثي في سوريا “إنجازًا تاريخيًا”، بل وأكد أن سقوط “حزب البعث” “أهم من سقوط بشار الأسد نفسه”، لأن “الحزب هو من صَنَعَ منظومة الولاء والخوف”. واستعاد تاريخ القمع، قائلاً: “كل ما نراه اليوم هو نتاج نظام شمولي بدأ منذ العام 1963”. كما أشار إلى أن الدولة السورية بعد الاستقلال كانت مدنية حتى انقلاب حسني الزعيم عام 1949، معتبرًا إياه بداية الانهيار السياسي والقانوني في البلاد.
لقاء مرعب مع حافظ الأسد واستعاد النوري ذكريات لقائه مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، خلال مؤتمر طلابي في مطعم الشرق بدمشق. وقتها، اضطر للعب دور المترجم لوفد بلجيكي رغم ضعف لغته الإنكليزية، على ما قال. وتذكَّرَ ساخرًا: “اضطررت لأن اخترع كلاماً من عندي. يعني كذبت على حافظ الأسد، لكن كذبة إنكليزية”. ووصف الأسد الأب بأنه “شخصية مرعبة”، مشيرًا إلى أن كبار المسؤولين كانوا “ينتظرون نظرة رضا أو إشارة” منه، واصفًا إياه بأنه “ديكتاتور واثق من قدراته وبطشه”. في شهادته السياسية تلك، تحدث النوري أيضًا عن أحد زملائه في جامعة دمشق، والذي تم اعتقاله وقتله تحت التعذيب لمجرد انتمائه لحزب يساري معارض، قائلاً: “كان شاباً رقيقاً… مات بالسجن. اتهموه بالانتماء لحزب العمل الشيوعي المناهض للبعث”. أما عن الرئيس المخلوع بشار الأسد، فقال النوري إنه التقى به مرتين، وإنه لم يكن “مجبراً” على ذلك، لكنه كان يخشى من العواقب المعنوية والمهنية، مضيفًا: “لم أكن أخاف من المخابرات، ولا من بشار الأسد نفسه، بل من الوسط الفني بحد ذاته”.
وتحدّث عن الرئيس أحمد الشرع بوصفه “رئيسًا مُعيّنًا وليس منتخبًا”، مؤكدًا أن السوريين يطالبون بانتخابات حرّة ونزيهة تضمن التعددية وتحفظ “الفسيفساء السورية”. وأوضح: “الشرع إذا استفرد بالحكم، فهو يصنع نسخة ثانية من بشار الأسد”. وعبّر النوري عن خشيته من غياب سلطة قادرة على حماية وحدة الأرض والمجتمع السوري، قائلاً: “أنا خائف من التقسيم، وخائف من عدم وجود سلطة قوية تحمي سيادة أرضها ومكوناتها المختلفة”. ودعا إلى حوار وطني حقيقي كسبيل للنجاة. واختتم حديثه بالقول إن سوريا بعد سقوط الأسد لا تزال في مرحلة انتقالية حساسة، محذرًا من تصفية الحسابات ضد أفراد الجيش السابق، ومؤكدًا أن “من يجب محاسبته فرّ إلى خارج البلاد، أما الجنود فهم مواطنون سوريون ظلموا مرتين، ويجب دعمهم لا ملاحقتهم”.