فوكس نيوز- نقاط ضعف الجيش الأمريكي تهدد استراتيجية ترامب
شارك هذا الخبر
Thursday, May 29, 2025
شركاء الكونغرس يدفعون باتجاه زيادة التمويل مع قيام الرئيس بنشر قوات في الشرق الأوسط وآسيا. روجر زاكيم – فوكس نيوز
يعدّ الرئيس دونالد ترامب أول رئيس منذ رونالد ريغان يترشح ويُنتخب على أساس مبدأ "السلام من خلال القوة". وحتى الآن، نفّذ الرئيس هذه الرؤية مستفيداً من الوجود الأمريكي المتقدم في الشرق الأوسط وآسيا - حاملات الطائرات والمقاتلات والقاذفات، وشبكة عالمية من المنشآت العسكرية الأمريكية - لإبراز القوة واستعادة الردع.
إن التحدي التالي في تحقيق برنامج السلام بالقوة أكثر جوهرية؛ فهو يتطلب معالجة نقاط الضعف العسكرية الحرجة، بما في ذلك القوة المفرطة الانتشار، وقاعدة صناعية بكامل طاقتها، وتحديات الجاهزية الشديدة.
وقد حقق الرئيس بعض الأهداف الأمنية؛ حيث استهدف 800 هدف للحوثيين بغارات لشل قدرتهم على التدخل في حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ثم أعلن وقف إطلاق النار. أما بالنسبة لإيران فإن حملة الضغط التي يشنها الرئيس تشمل تسليح إسرائيل وتعزيز الردع في المنطقة، من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية ثانية، وبطارية صواريخ ثاد، وكتائب صواريخ باتريوت، وقاذفات بي-2.
وفي شرق آسيا نشر ترامب صواريخ كروز مضادة للسفن تطل على الممرات المائية الحيوية بين الفلبين وتايوان. وهي أقرب منطقة إلى البر الرئيسي الصيني نُشرت فيها صواريخ كروز برية أمريكية. كما أمر ترامب بتنفيذ مهمتين لضمان حرية الملاحة عبر مضيق تايوان.
لكن ما هي نقاط الضغط الأساسية التي تواجه الجيش الأمريكي؟
قدّمت البحرية في البحر الأحمر أداء جيداً في أطول اشتباك سطحي لها منذ الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، فإن حادثة نيران صديقة، وفقدان عدة طائرات دون طيار وطائرتين من طراز F/A-18، إحداهما سقطت في البحر أثناء مناورة مراوغة والأخرى بسبب فشل عملية إيقاف، تكشف عن محدودية أسطول بحري تاريخي صغير الحجم، مثقل بالعمل ومعرّض للخطر بشكل كبير.
أدت العمليات في الشرق الأوسط أيضاً إلى تقويض الجاهزية في آسيا. فبالإضافة إلى إعادة نشر الدفاعات الجوية، قد يضطر البنتاغون إلى اللجوء إلى مخزونات الذخيرة في آسيا لتجديد مخزونات الذخيرة في الشرق الأوسط. ويكشف هذا النقص عن مشكلة أكبر: نقل الذخائر يضعف القدرات الموجودة في آسيا والتي لن تُجدد لسنوات نظراً لحالة القاعدة الصناعية.
تؤثر التحديات الصناعية على جميع أنواع الذخائر، من صواريخ JASSM-ER إلى قذائف عيار 155 ملم. فعلى سبيل المثال، في عام 2023، اشترى البنتاغون 55 صاروخ توماهوك، إلا أن 68% من هذه المشتريات السنوية استُنفدت في يوم واحد ضد الحوثيين. ويواجه كل صاروخ توماهوك جديد مهلة عامين، مما يؤكد الحاجة الملحة للتوسع الصناعي.
إن تطبيق ترامب للسلام من خلال القوة في نصف الكرة الغربي، وإن كان جديراً بالثناء، إلا أنه يضيف ضغوطاً جديدة على قوة وصلت بالفعل إلى نقطة الانهيار. وقد أُعيد نشر المدمرة يو إس إس غرافلي، التي أكملت مؤخراً مهمة استمرت 9 أشهر في البحر الأحمر بسرعة، للمساعدة في حماية الحدود.
كيف يمكن معالجة هذه الضغوط؟
يمكن معالجة بعض هذه الضغوط من خلال خيارات سياسية ذكية، مثل كيفية تنظيم القوات الأمريكية في أوروبا. وقد أمر وزير الدفاع بيت هيغسيث مؤخراً بإعادة هيكلة شاملة للجيش، حيث استبدل بعض تشكيلات المدرعات وطائرات الهليكوبتر الهجومية بأسراب من الطائرات المسيرة والذخائر الدقيقة التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا. وتُعد خطة هيغسيث لإعادة تخصيص الميزانية بنسبة 8% فرصة أخرى لإعادة استثمار بنود الميزانية ذات الأولوية المنخفضة في تقنيات القتال من الجيل التالي المطلوبة في أماكن أخرى.
للأسف، ثمة دلائل تشير إلى أن التفاؤل التكنولوجي قد يتعارض مع التخطيط الحكيم للميزانية: فقد طلبت الإدارة ميزانية دفاع أساسية قدرها 893 مليار دولار للسنة المالية 2026، وهو مبلغ أقل بكثير من الميزانية التي وعدت بها الإدارة والبالغة تريليون دولار، والتي لا تواكب التضخم.
وكنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، ستكون ميزانية الرئيس هي الأدنى منذ عهد كلينتون، عندما جنت الولايات المتحدة ثمار السلام في نهاية الحرب الباردة. وستجد الإدارة صعوبة في تنفيذ برنامج "السلام من خلال القوة" في ظل ميزانية دفاعية متقلصة لن تكفي لتوفير الموارد اللازمة للحفاظ على وجود متقدم يوفر للرئيس خيارات عسكرية ونفوذاً تفاوضياً على الخصوم.
لحسن الحظ، لدى الرئيس ترامب شركاء في الكونغرس مستعدون لربط استراتيجيته الطموحة بخطط بناء وميزانية طموحة. ورؤساء لجان القوات المسلحة عازمون على تحقيق نمو حقيقي ملموس لطلب الرئيس في الميزانية، ويتضمن مشروع قانون المصالحة في مجلس النواب 150 مليار دولار لبناء السفن، ومشروع "القبة الذهبية"، وأولويات إدارية أخرى.
وأمام لافتات كبيرة كُتب عليها "السلام بالقوة" في قاعدة العديد الجوية، التي كانت نقطة انطلاق رئيسية خلال حربي العراق وأفغانستان، أعلن ترامب مؤخراً أن "الجيش الأمريكي سيصبح قريباً أكبر وأفضل وأقوى وأكثر نفوذاً من أي وقت مضى".
في الخلاصة ستكون لرئيس فرصة تاريخية للوفاء بهذا الوعد من خلال الميزانية المناسبة والتركيز الدقيق. وبينما يواجه الرئيس محوراً صاعدًا من الصين وروسيا وإيران، يمكنه تجاوز مجرد استخدام أدوات القوة إلى إعادة بناء تلك القوة وتحقيق سلام دائم.