مطالباتٌ أوروبية بوقف النار في غزة!

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 19, 2025

طالب المجلس الأوروبي، اليوم الإثنين، بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، داعيًا إسرائيل إلى التوقف فورًا عن عملياتها العسكرية، في موقف سياسي حازم حمّل تل أبيب مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية.



وجاءت التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك في لندن، جمع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بكل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقال كوستا: "إسرائيل تخرق القانون الدولي بشكل ممنهج في غزة"، مشيرًا إلى أن الوضع هناك لا يمكن السكوت عنه. وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أقوى عندما يتحدان، وتحالفنا الآن بات ضرورة لمواجهة التحديات العالمية المتصاعدة".



من جهتها، شددت فون دير لاين على الدعم الأوروبي الكامل للسلطة الفلسطينية، مطالبةً برفع الحصار عن غزة فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون تأخير. وقالت: "الوضع الإنساني في غزة غير مقبول ويجب أن يتوقف ما يجري على الفور".



أما رئيس الوزراء البريطاني، فوصف الوضع في القطاع بـ"غير المحتمل"، في موقف يُعد من أبرز المواقف البريطانية العلنية منذ اندلاع الحرب. جاء ذلك بالتزامن مع توقيع اتفاق أمني ودفاعي جديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، خلال القمة الأوروبية البريطانية المنعقدة في لندن.



تأتي هذه التصريحات في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، ضمن ما يُعرف بعملية "عربات جدعون"، مع تكثيف الغارات في محيط رفح وخان يونس. وأسفرت الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، وجرح أعداد مماثلة، بالإضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية، وشرد مئات الآلاف من منازلهم.



ويوم السبت الماضي، عبّر كوستا عن "الصدمة" من حجم المعاناة التي يتكبدها سكان غزة. وكتب عبر منصة "إكس": "ما يحدث في غزة مأساة إنسانية حقيقية. هناك تجويع للمدنيين وقصف للمستشفيات. قوة عسكرية تسحق شعبًا أعزل، في انتهاك صارخ ومتكرر للقانون الدولي".



وفي السياق نفسه، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، اليوم الإثنين، من خطر المجاعة الوشيكة في غزة. وقال خلال افتتاح اجتماع المنظمة في جنيف: "نحو مليوني شخص يتضورون جوعًا، في ظل منع متعمد لإدخال المساعدات، بينما أطنان من الغذاء عالقة على المعابر، على بُعد دقائق فقط من الجائعين".



وكانت إسرائيل قد منعت إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ الثاني من آذار الماضي، في إطار الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن، من دون تقديم أي التزام بوقف الحرب.



وترى منظمات الإغاثة الدولية أن الحصار المفروض على غزة لا يمكن تبريره بأي منطق إنساني، وأن منع المساعدات يرقى إلى "عقاب جماعي"، خاصة في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية ونفاد الغذاء والماء والدواء.



وحذّرت الأمم المتحدة من أن غزة باتت تواجه إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، مع غياب أي أفق سياسي للحل، بالرغم من تصاعد الضغوط الدولية.