الانتخابات البلدية بجولتها الثالثة: هدوء حذر وإجراءات مشددة في زحلة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 18, 2025

انطلقت الانتخابات البلدية والاختيارية في جولتها الثالثة في بيروت ومحافظتي البقاع صباح اليوم الأحد 18 أيار وسط أجواء هادئة في مختلف المناطق. وسجلت وزارة الداخلية إشكاليات إدارية وشكاوى لكنها طفيفة جداً، سرعان ما جرى حلها. وبلغت نسبة الاقتراع حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم 1.06 بالمئة في بيروت و2.83 بالمئة في بعلبك الهرمل، و3.17 بالمئة في البقاع الأوسط و2.93 في البقاع الغربي.

وانطلقت العملية الانتخابية منذ الساعة السابعة صباحاً وسط أجواء هادئة، ومن دون حصول مشاكل تذكر، قياساً بما شهدته انتخابات يوم الأحد المنصرم في الشمال.

مشاكل إدارية في بيروت
في العاصمة بيروت، حيث تتنافس ست لوائح، انطلقت العملية الانتخابية وسط تأخير في فتح بعض مراكز الاقتراع، أبرزها مدرسة زقاق البلاط الرسمية، التي فتحت أبوابها عند الساعة السابعة والنصف، عوضاً عن السابعة. وخلال الساعتين الأولى من سير الانتخابت سُجّل إقبال ضعيف في مناطق زقاق البلاط، المزرعة، والأشرفية.

هدوء سير الانتخابات، التي اتسمت ببعض المشاكل الإدارية، عكر صفوها إشكال بين مندوبي اللوائح في ثانوية رياض الصلح الرسمية، استدعى تدخّل القوى الأمنية لضبط الوضع. وتشهد العاصمة إجراءات أمنية مشددة في محيط مراكز الاقتراع تحسباً لأي إشكاليات أمنية.

وشهدت مراكز الاقتراع حضوراً لافتاً لماكينات جمعية المشاريع الإسلامية، والثنائي الشيعي، والقوات اللبنانية والجماعة الإسلامية إضافة إلى الماكينة الانتخابية التابعة للنائب نبيل بدر. ويخوض السباق الانتخابي في العاصمة ست لوائح. لائحة "بيروت بتجمعنا" مدعومة من الأحزاب التقليدية، ولائحة "بيروت بتحبك" مدعومة من الجماعة الإسلامية ونبيل بدر. أما "ائتلاف بيروت مدينتي"، فيحظى بدعم نواب التغيير. وترشحت رلى العجوز على رأس لائحة "أولاد البلد"، فيما يخوض شربل نحاس المعركة عبر لائحة "مواطنون ومواطنات في بيروت" غير المكتملة، إلى جانب لائحة "بيروت عاصمتنا" برئاسة عدنان الحكيم، غير المكتملة.

تدابير أمنية مشددة في زحلة
فتحت صناديق الاقتراع في مدينة زحلة عند الساعة السابعة صباحا بأجواء هادئة ومن دون تسجيل مشاكل أمنية أو إدارية. وبدت أجواء العملية الانتخابية هادئة خلافاً للتشنجات التي حصلت عشية الانتخابات.

انحصرت المعركة الانتخابية في زحلة بين لائحتي "قلب زحلة" التي شكّلتها القوات اللبنانية منفردة، ولائحة "زحلة رؤية وقرار" التي شكلها رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب مع الكتائب اللبنانية، ومدعومة من أطراف سياسية عدّة أبرزها الكتلة الشعبية والنائب ميشال ضاهر. فيما ترك التيار الوطني الحر لناخبيه حرية الاختيار بعد أن سحب مرشحيه السبعة مساء أمس السبت.

الانقسام الحاد بين اللائحتين في المدينة ظهر في الشوارع ورسم خريطة توزع ثقل الناخبين بين اللائحتين في مراكز الاقتراع ومحيطها. وظهرت "القوات" وماكينتها الانتخابية أقوى في بعض أقلام الاقتراع على أطراف المدينة، حيث لوحظ حركة انتخاب كثيفة منذ الصباح، حتى للمتقدمين في السن. بينما بدا حضور لائحة "زحلة ورؤية وقرار" أوضح في أقلام الاقتراع في وسط المدينة.

في جولة "المدن" بدا لافتاً انتشار القوى الأمنية والجيش اللبناني، وسط تدابير أمنية مشددة في محيط مختلف أقلام الاقتراع، تخوفاً من وقوع مشاكل أمنية بين المتنافسين. والملفت أن هذه التدابير الأمنية حولت المدنية إلى جزر مطوقة يصعب التنقل بينها.

هدوء تام في بعلبك الهرمل
شهدت مدينة بعلبك إقبالاً خفيفاً، مع تفاوت في نسبة المشاركة بين أحياء المدينة. ففي حي النبي انعام بأغلبيته السنية كان الإقبال كثيفاً، بينما في أحياء أخرى (شيعية) تبدو النسبة متواضعة. وقد لوحظ انتشار القوى الأمنية في محيط المراكز الانتخابية، تحسباً لأي إشكال قد يطرأ، إلا أن الأجواء العامة هادئة ولم تسجل أي إشكاليات أمنية.
وتجري الانتخابات في ظل أجواء ديمقراطية حيث تتنافس لائحتان "التنمية والوفاء" و"بعلبك مدينتي" على نيل ثقة المواطنين.
أما في بلدات القاع ورأس بعلبك، فسُجّل إقبال جيد في الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع صباحاً. في بلدة القاع تحديداً، برز تطور لافت حيث كانت هناك عائلات قد قررت الاعتكاف عن التصويت، لكنها عادت عن قرارها في اللحظات الأخيرة وشاركت دعماً للوائح المدعومة من التيار الوطني الحر، كما تؤكد مصادر "المدن"، حيث تجري معركة تنافسية بين "القوات" من جهة و"التيار الوطني الحر" من جهة اخرى.

هذا وتشهد مدينة الهرمل وبلدة الفاكهة معارك قاسية، بينما يسود الهدوء نسبيا بلدة عرسال. ويعكس هذا الاستحقاق حجم التحديات والتباينات السياسية والاجتماعية في كل منها.

بخلاف عشية الانتخابات في الهرمل، التي شهدت أجواء متوترة، حيث جرى توقيف قائمقام الهرمل طلال قطايا لساعات بعد اختفاء دفاتر تصاريح للمندوبين. ولم يسجل على الأرض أي احتكاك بين مناصري اللائحتين، وهما واحدة للثنائي الشيعي وأخرى مؤلفة من مستقلين والمجتمع المدني.

في بلدة الفاكهة، التي تشهد معركة حامية، افتتحت صناديق الاقتراع بإقبال كثيف من الناخبين، بخلاف بلدة عرسال، التي تشهد بدروها معركة بين ثلاثة لوائح. وبشكل عام يسود الهدوء شوارع البلدات، يُتوَّقع أن ترتفع نسبة المشاركة في ساعات النهار المقبلة.

في البقاع الغربي انطلقت العملية الانتخابية، وسط إقبال ملحوظ للناخبين، الذين تجمعوا أمام مراكز الاقتراع في قرى عين التينة، مرورا بمشغرة وعيتنيت، وصولا حتى الصويري وجب جنين والمرج ولبابا وسحمر ويحمر. وقد فتحت صناديق الاقتراع بحضور ممثلي اللوائح المتنافسة، في ظل انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن الداخلي والجيش، بحضور مندوبين من الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات. ولم يسجل أي اشكالات على الأرض بين المتنافسين، حتى الساعة.


المدن