فايننشال تايمز- انفراجة في المحادثات الجمركية بين أميركا وأوروبا
شارك هذا الخبر
Sunday, May 18, 2025
شهدت المحادثات الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انفراجة مفاجئة، بعد تبادل وثائق تفاوضية بين الطرفين، وذلك عقب أسابيع من الجمود.
يأتي هذا التطور، بحسب تقرير للصحفيَّين إيمي ويليامز وبيتر فوستر في صحيفة "فايننشال تايمز"، كمؤشر على رغبة الجانبين في كسر حالة الشلل التي خيّمت على علاقاتهما التجارية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بدأ الطرفان حواراً تجارياً جاداً لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي طالما وضعت الاتحاد الأوروبي في مؤخرة أولويات التفاوض مقارنةً بدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والمملكة المتحدة.
تبادل الوثائق.. وتحذيرات أوروبية للمرة الأولى، تبادل الجانبان وثائق تحدد مجالات النقاش، من التعريفات الجمركية إلى التجارة الرقمية والاستثمار، وفقاً لأربعة مصادر مطلعة ومذكرة إحاطة داخلية من الاتحاد الأوروبي اطّلعت عليها الصحيفة.
وأفادت المذكرة بأن سابين وياند، كبيرة مفاوضي المفوضية الأوروبية، دعت سفراء الدول الأعضاء إلى الهدوء، محذّرة من الاستجابة لضغوط أمريكية تهدف لتحقيق "مكاسب سريعة". وأضافت أن بعض الرسوم الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بقطاعات ترغب واشنطن في إعادة توطينها مثل صناعة الصلب والسيارات، ستظل قائمة على الأرجح.
في المقابل، عبّر جيميسون جرير، أحد كبار المفاوضين التجاريين في إدارة ترامب، عن استياء واشنطن من تأخر بروكسل في تقديم مقترحات مكتوبة، ملوّحاً بإعادة فرض الرسوم بالكامل اعتباراً من 2 أبريل (نيسان) في حال استمرت حالة الجمود. علماً أن الاتحاد الأوروبي كان قد خفّض رسوماً انتقامية بنسبة 20% إلى النصف حتى 8 يوليو (تموز) لإفساح المجال للمفاوضات.
ولا تزال الرسوم الأمريكية الإضافية، التي تبلغ 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات، قائمة، مع تهديدات بفرضها على أدوية وأشباه موصلات ونحاس وخشب ومعادن أساسية وقطع طائرات.
خلافات الضريبة والمنتجات الزراعية في حديثه مع الصحيفة، أشار ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة الأوروبي، إلى رغبته في تقليص العجز التجاري مع واشنطن عبر زيادة واردات الغاز والأسلحة والمنتجات الزراعية الأمريكية. لكنه في المقابل شدّد على رفض الاتحاد مطالب الولايات المتحدة بإلغاء ضريبة القيمة المضافة أو تخفيف قوانين الضرائب الرقمية والغذائية.
وأعربت واشنطن عن قلقها من ضريبة القيمة المضافة الأوروبية، والقيود المفروضة على الخدمات الرقمية، ومعايير الغذاء، والرسوم على بعض السلع الأمريكية. وتوقّع دانييل مولاني، كبير المفاوضين الأميركيين السابق مع الاتحاد الأوروبي، أن تركز المحادثات المقبلة على اللوائح الدوائية وتسهيل دخول المنتجات الزراعية الأمريكية إلى السوق الأوروبية.
من جهة أخرى، انتقد وزراء التجارة الأوروبيون الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والذي أبقى رسوماً بنسبة 10%، معتبرين أنه لا يصلح كنموذج يحتذى به. وقال وزير التجارة السويدي بنيامين دوسا: "لن نرضى بهذا النوع من الاتفاقات"، مضيفاً أن الولايات المتحدة يجب أن "تتوقع إجراءات مضادة". بينما وصف مسؤول أوروبي نسبة الـ10% بأنها "ليست اتفاقاً".
وقد علّق الاتحاد الأوروبي رسومه الانتقامية التي تبلغ 21 مليار يورو مؤقتاً، بينما اقترحت المفوضية الأسبوع الماضي حزمة رد جديدة تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو، تشمل طائرات بوينغ وسيارات.
أوروبا منفتحة رغم التوترات، أشارت سابين وياند إلى أن الاتحاد الأوروبي منفتح على تقليص اعتماده على الصين في المواد الخام والأدوية، وقد يفرض رسوماً على صادرات صينية مدعومة. وأوضحت أن الاتفاق مع بريطانيا أظهر أن واشنطن تسعى لاستخدام الاتفاقات التجارية للسيطرة على سلاسل التوريد والضغط على المنتجات الصينية، وفقاً لما ورد في مذكرة الاتحاد الأوروبي.
وأعرب شيفتشوفيتش عن أمله في لقاء نظيره الأمريكي في اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس الشهر المقبل، لمواصلة النقاشات التجارية المعقدة بين الجانبين.