إتّصالات مجهولة وحالات ذعر... وهذا ما كشفته مخابرات الجيش

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 11, 2025

نذير رضا
الشرق الأوسط

جددت اتصالات مجهولة لإخلاء مبانٍ في جنوب وشرق لبنان، المخاوف من استهدافات إسرائيلية جديدة، تبينت لاحقاً أنها داخلية وغير جدية، وذلك على إيقاع طيران حربي حلق على علو منخفض في أجواء الجنوب، وطائرات استطلاع إسرائيلية رُصدت تحلق فوق أودية في جنوب لبنان.

وأفادت وسائل إعلام محلية بتلقي مواطنين لبنانيين اتصالات لإخلاء مبنى في بلدة تمنين في البقاع. وعلى الفور، بدأت القوى الأمنية التحقيق بتلك الأرقام، فيما أخلى السكان المبنى المُشار إليه احترازياً. وبعد التواصل مع الأجهزة الأمنية، اتضح أن هوية المتصل لبناني، وبالتالي التهديد لا يُبنى عليه. وبوشرت الإجراءات بحق المتصل.

وأكدت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن هوية المتصل تبين أنها لبنانية، وأُجري الاتصال من الداخل اللبناني، لافتة إلى أن «تلك الأرقام يتم التعامل معها تقنياً لملاحقة القائمين بها».

وقالت مصادر ميدانية في البقاع لـ«الشرق الأوسط»، إنه بمجرد وصول الاتصال، «أخلى السكان المنزل، وتم إخلاء الشارع على سبيل الاحتياط، وجرى التواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية لمباشرة التحقيق»، مشيرة إلى «حالة ذعر انتشرت في أوساط السكان، خوفاً من أن يكون التهديد جدياً».

وعلى الفور، اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات احترازية، بالتزامن مع تحقيقات بينت أن التهديد لم يصدر رسمياً عن الجيش الإسرائيلي.

مئات الاتصالات منذ الحرب

وحققت السلطات اللبنانية خلال الأشهر الماضية، وخصوصاً في فترة الحرب الموسعة على لبنان، بمئات الاتصالات الهاتفية التي تلقاها لبنانيون من أرقام مجهولة، تحذر من استهدافات وأثارت الذعر. وألقت القبض على نحو 20 متورطاً بتلك الاتصالات المجهولة، وجرى التحقيق معهم، ووقّع بعضهم تعهدات بعدم تكرار الفعل.

وإضافة إلى أن بعض الاتصالات كانت بهدف المزاح، إلا أن البعض الآخر كان منظماً. وقالت المصادر الأمنية إنه في فترة الحرب، «كانت هناك حملة خارجية منظمة أيضاً، بعضها إسرائيلي، كشفتها استخبارات الجيش اللبناني ولاحقت المتورطين بها وتعاملت معها»، موضحة أنه في تلك الفترة «كانت تصل اتصالات خارجية بشكل منظم بهدف إثارة الذعر، وعولجت تقنياً عبر إقفال المنافذ الرقمية التي تصل عبرها، وكانت بالفعل تثير ذعر السكان».

ولا يستطيع السكان إلا أخذ الاتصالات على محمل الجد، كما يقول سكان الجنوب، ويتواصلون مع السلطات اللبنانية، بالنظر إلى أنه خلال الحرب، سُجلت اتصالات إسرائيلية مباشرة لسكان مبانٍ طلب منهم الجيش الإسرائيلي إخلاءها، وتم قصفها بالفعل بعد الإخلاء.

وعادة ما تصدر تحذيرات إسرائيلية رسمية تسبق أي استهداف لموقع، كما جرى في الضاحية الجنوبية لبيروت مرتين بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكنه في مرات أخرى، تنفذ الطائرات الإسرائيلية استهدافات من غير تحذيرات، وهو ما يثير الذعر لدى السكان ويدفعهم إلى اتخاذ إجراءات احتياطية.

وازداد الذعر بعد الاتصالات، السبت، بفعل التحليق المكثف لطائرات ومسيرات إسرائيلية في سماء الجنوب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بتحليق طيران حربي على علو منخفض في أجواء قرى وبلدات قضاء صور، كذلك فوق منطقة جزين وفي أجواء القطاع الشرقي من جنوب لبنان. كما وثق ناشطون ميدانيون تحليق مسيرات إسرائيلية على علو منخفض في منطقة مجرى نهر الليطاني. كما ألقت مسيرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على منطقة وادي العصافير في الخيام.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، بعد ظهر السبت، أن ذخيرة أُسقطت بشكل مُراقب في منطقة مفتوحة شمال البلاد، وذلك بهدف تمكين هبوط آمن لطائرة حربية. وتم إسقاط الذخيرة نتيجة خلل تقني حال دون الهبوط الآمن.