أعلن الفاتيكان، اليوم الجمعة، أن البابا الجديد ليو الرابع عشر سيُقام له قدّاس التنصيب الرسمي في 18 أيار الجاري في ساحة القديس بطرس، في خطوة تُدشّن عهداً بابوياً جديداً يقوده أول أميركي يُنتخب رئيساً للكنيسة الكاثوليكية في التاريخ.
وفي قدّاسه الأول داخل كنيسة سيستينا، أطلق البابا ليو الرابع عشر مواقف لافتة عبّر فيها عن أسفه العميق لتراجع الإيمان المسيحي، معتبراً أن الناس باتوا يلهثون خلف "يقينيات بديلة"، مثل التكنولوجيا، المال، النجاح، السلطة واللذة، على حساب القيم الإيمانية.
وفي عظته الأولى التي ألقاها بالإيطالية، بعد مقدّمة قصيرة بالإنجليزية، قال البابا – المعروف بولعه بالتاريخ المسيحي والرياضيات – إن هناك أماكن كثيرة "يُعتبر فيها الإيمان المسيحي أمراً عبثياً"، مشيراً إلى أنه "يُصوَّر وكأنه للضعفاء وغير الأذكياء".
وأضاف: "يتم أحياناً اختزال المسيح إلى مجرد قائد كاريزمي أو بطل خارق، بينما يقود انعدام الإيمان إلى مآسٍ عميقة... ولهذا، فإن المهمة ملحّة".
وكان الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست (69 عاماً) قد انتُخب، يوم الخميس، بابا جديداً خلفاً للبابا الراحل فرانشيسكو، الذي توفي في 21 نيسان عن 88 عاماً، وقد اختار الاسم البابوي ليو الرابع عشر.
وفي أول ظهور علني له من شرفة بازيليك القديس بطرس، خاطب البابا الجديد أكثر من مئة ألف شخص احتشدوا في الساحة، قائلاً بالإيطالية التي طغت عليها لكنته الأميركية: "السلام معكم جميعاً". وشكر الكرادلة على انتخابه، ووجّه تحية مؤثّرة إلى البابا الراحل.
وقرعت أجراس الكاتدرائية لأكثر من ساعة، عقب تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستينا، إيذاناً بانتخاب البابا الجديد.
وسيرأس ليو الرابع عشر قدّاس التنصيب يوم 18 أيار، على أن يُلقي خطابه العلني الأول يوم 21 أيار. ومن المقرر أن يشارك في مناسبات عدّة أبرزها صلاة "ريجينا كويلي" يوم الأحد، ولقاء مع الصحافيين صباح الإثنين.
وتتركز الأنظار حالياً على خيارات البابا الجديدة، أبرزها مكان إقامته: هل سيُقيم في بيت القديسة مارتا أسوة بالبابا الراحل؟ أم سيعود إلى الجناح البابوي التقليدي؟ كما تتزايد الترقب حول قراراته الأولى في ملفات شائكة تشمل تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا، الأزمة المالية في الفاتيكان، فضائح التحرش، والانخفاض الحاد في الدعوات الكهنوتية.