عقب استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع في الاليزيه الاربعاء، أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على وجوب استمرار التصدي لحزب الله في لبنان. وأضاف ماكرون “الوضع على الحدود بين سوريا ولبنان يتحسن ويجب تعزيز التعاون بين البلدين ونحن جاهزون لإطلاق مفاوضات بين البلدين لترسيم الحدود”.
في السياق نفسه، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو الذي سلّمه نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، وذلك بناء لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة الى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
يأتي هذا الكلام بينما ترعى السعودية اتصالات ولقاءات لبنانية – سورية هدفها الاساس ضبط الحدود اللبنانية – السورية وترسيمها ووقف اي مواجهات او توترات او عمليات تهريب، عبرها.
ليس بعيدا، جال رئيس الحكومة نواف سلام امس في محافظة البقاع الشمالي ، وقد بدأت الجولة من مركز الشعيبة في جرود بعلبك، ومن هناك تم الانتقال الى مركز بو فارس على الحدود مع سوريا، حيث تفقد الإجراءات العسكرية والأمنية المتخذة لضبط الحدود وحمايتها ومنع التهريب… وعقد الرئيس سلام اجتماعاً مع ضباط الجيش وعناصره في هذا المركز حيث اطلع منهم على كل الاجراءات المتخذة لحماية حدود لبنان وسيادته، وأشاد بجهود عناصر الجيش، مؤكداً أنهم “سياج الوطن وعنوان التضحية والوفاء لحمايته وحماية أبنائه”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فان العواصم الكبرى وعلى رأسها الرياض وباريس وواشنطن، تواكب الملف الحدودي وتوليه اهمية قصوى. ولبنان بات مدركا لأهمية ضبط الحدود وترسيمها ومعالجة هذا الملف العالق منذ عقود، ليس فقط لانه مطلب دولي من ضمن التسوية الاقليمية الكبرى لكسر الهلال الشيعي او الايراني، بل لاقتصاده وامنه وسيادته، خاصة ان العهد الجديد عازم على بناء دولة فعلية ذات سيادة واقتصاد قوي. و”ألفباء” هذه العملية يتمثل في ضبط حدودها أمام السلاح والتهريب وإلا “عبثا يبني البناؤون”.
من هنا، الاجتماعات بين الاجهزة المعنية بالقضية الحدودية، في لبنان وسوريا، مستمرة على قدم وساق، وجزؤها الاكبر يدور بعيدا من الاضواء. وما يكبّر فرص النجاح في تحقيق انجاز الترسيم والضبط هذه المرة، بعد سنوات من التعثر، الرعايةُ السعودية والمواقف الفرنسية والأميركية المساعِدة، والتبدلاتُ الاقليمية الكبرى التي خلقت مناخات وظروفا مؤاتية، تختم المصادر.