قائد "اليونيفيل": حرية حركة قواتنا ضرورية رغم المضايقات في الجنوب
شارك هذا الخبر
Tuesday, May 6, 2025
ينشغل رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام في لبنان، الجنرال أرولدو لاثارو، الإسباني الجنسية، بمواكبة المضايقات التي تتعرض لها قواته في جنوبي البلاد، والتي ارتفعت وتيرتها في الأسابيع الماضية.
ورغم إرجاعه هذه الحوادث إلى "سوء تفاهم مع السكان المحليين"، إلا أنه شدد على أن حرية حركة "اليونيفيل" أمر ضروري لتنفيذ ولايتها، التي تتطلب "العمل بشكل مستقل ومحايد في مراقبة ورصد الانتهاكات للقرار 1701 من أي طرف كان".
الجنرال لاثارو، الذي يواصل جهوده منذ وقف إطلاق النار بين "حزب الله" و"إسرائيل" في 27 تشرين الثاني الماضي، يركّز على محاولة ترسيخ الاستقرار في المنطقة ومنع تجدد القتال. ويعتبر أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية "لا يُشكّل فقط انتهاكاً لسيادة لبنان وقرار 1701، بل يعرّض أيضاً المسار السلمي المنشود للخطر".
ويصف قائد "اليونيفيل" الوضع في منطقة عملياته بين نهر الليطاني والخط الأزرق بـ"الاستقرار الهش"، موضحاً أن قوات "اليونيفيل" ساعدت الجيش اللبناني في إعادة الانتشار في أكثر من 120 موقعاً دائماً في الجنوب، إضافة إلى مواقع مؤقتة أخرى. كما تمكنت القوات الدولية من اكتشاف نحو 225 مخبأً للأسلحة والذخائر، تم تسليمها إلى الجيش اللبناني.
ويقول لاثارو إن السبب الرئيسي الذي يحول دون الانتشار الكامل للجيش اللبناني في الجنوب هو الاحتلال الإسرائيلي والأنشطة العسكرية في المنطقة.
وأكد: "رغم اتفاق وقف النار، لا تزال قوات الدفاع الإسرائيلية موجودة في الأراضي اللبنانية، وقد احتجت (اليونيفيل) رسمياً على هذا الوجود. كما تواصل هذه القوات تنفيذ عمليات عسكرية في جنوب لبنان، في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
وحول الخروقات التي سجلتها القوات الدولية، أوضح لاثارو أن ولاية "اليونيفيل" تقتصر على مراقبة ورصد الانتهاكات للقرار 1701.
وقال: "لقد رصدنا آلاف الانتهاكات منذ بداية وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك أكثر من 2600 انتهاك جوي، و1400 نشاط للجيش الإسرائيلي شمال الخط الأزرق، وأكثر من 60 غارة جوية وضربة بطائرات مسيّرة، فضلاً عن أكثر من 750 مساراً لقذائف مدفعية".
وأكد أنه لا يزال يضغط على "إسرائيل" للانسحاب الكامل من جميع المناطق اللبنانية التي تحتلها، ويواصل التعاون مع الجيش اللبناني لضمان تنفيذ القرار 1701.
وأشار لاثارو إلى أن "اليونيفيل"، التي تضم أكثر من 10,000 عنصر منتشرين على الأرض في جنوب لبنان، تواصل مراقبة الوضع على مدار الساعة. ورغم أن قواته مستمرة في عملها، إلا أن قائد البعثة عبّر عن قلقه من أن أي تصعيد جديد قد يعرّض التقدم الذي تحقق مؤخراً للخطر.
وأضاف: "أي تصعيد قد يعرّض حياة المدنيين والمنطقة بأسرها للخطر".
وشدد على ضرورة تجنّب تقويض ما تحقق من تقدم، محذراً من أن أي تصعيد إضافي في هذا الوضع المتقلّب قد تكون له عواقب وخيمة على المنطقة.
وفيما يخص الانتهاكات التي قد يكون "حزب الله" ارتكبها، أوضح لاثارو أن "دور (اليونيفيل) هو مراقبة ورصد الانتهاكات للقرار 1701".
وقال إن قواته اكتشفت أكثر من 200 مخبأ للأسلحة، وتم إبلاغ الجيش اللبناني بها. لكنه لفت إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية كانت أوضح، بينما لم تكن هناك معطيات كافية لتحميل الطرف اللبناني مسؤولية مباشرة عن خروقات مشابهة.
رداً على الاعتداءات التي تعرضت لها "اليونيفيل" مؤخراً، شدد لاثارو على أن حرية حركة القوات الدولية "ضرورية لتنفيذ ولايتها".
وأضاف: "نواجه قيوداً نادرة على حركتنا بسبب سوء الفهم أحياناً من السكان، مثل سلوك دورياتنا طرقاً غير معتادة، أو اعتقاد البعض بوجوب مرافقة الجيش اللبناني لنا دائماً".
وأكد أن "اليونيفيل" تعمل بتنسيق دائم مع الجيش اللبناني لدعم الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701، وأن أي محاولة لعرقلة عملها تُعدّ مخالفة لهذا الالتزام.
وفيما يخص الدور الإنساني، قال لاثارو إن "اليونيفيل" ساعدت آلاف اللبنانيين النازحين العائدين إلى الجنوب، من خلال فتح الطرق، وإزالة الذخائر غير المنفجرة، ودعم المدارس والمستشفيات. لكنه شدد على أن المهمة الأساسية هي حفظ السلام وليس تقديم المساعدات.
وأضاف: "نُنسق مع وكالات الإغاثة لتأمين الوصول إلى المناطق المتضررة، وسنواصل هذا الجهد لدعم الدولة اللبنانية في استعادة سلطتها وخدماتها".