خاص – أمين الجميل في ذكرى "13 نيسان": دافعنا عن وطننا وسندافع.. ورسالة إلى الشّهداء والشّباب! – هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 13, 2025

خاص - "الكلمة أونلاين"

هند سعادة

من المؤثّر جدًّا أن تشهد على بذور تضحيات الشهداء وهي تزهر في نفوس وقلوب الشباب والشابات بعد انقضاء نصف قرنٍ على محطة 13 نيسان، الشرارة الأولى للحرب الأهلية في لبنان. وليس أكبر دليل على أن "هذه التضحيات لم تذهب سُدًى" إلا تمسّك أبناء هذا الجيل بالقضية، فكيف بالحريّ بمن ذاق مرّ كأس الموت باغتيال والده، الوزير السابق بيار الجميل؟

الشيخ الشاب أمين الجميل، لم يمنعه جرح غياب والده من الغوص في معنى الشهادة وجوهر التضحية، مدركًا الثقل الكبير الذي يضعه هذا التاريخ الصعب والمليء بالتحدّيات على أكتاف أبنائه، وهذا ما أكّده في حديث خاص لـ"الكلمة أونلاين" عشية ذكرى 13 نيسان.

الجميل تمنّى أن "تكون ذكرى 13 نيسان في عام 2025 بداية أمل للخروج من التاريخ الذي أتعب جميع اللبنانيين"، مشدّدًا على "أنها محطّة أساسية لأنّ من خاضوا الحرب، دافعوا عن هويّتنا وحرّيتنا ومستقبل كل اللبنانيين، وليس فقط المسيحيين".

مرور هذه الذكرى في عام 2025 "لا يشبه ما سبق"، وفقًا للجميل، الذي لم يُخفِ أن "الحزن كان المرافق الدائم له عند استرجاع هذه الذكريات في السابق، أما اليوم، فالأمل بات الشعور الأقوى بعد كل ما شهدناه من تحوّلات"، قائلًا: "همّي الأساسي هو ألّا تذهب هذه التضحيات هباءً، وأن تكون الابتسامة مرسومة على وجوه شهدائنا، لأننا بتنا نسير نحو المستقبل الذي استُشهدوا لأجله".

ولكن، هل أتت تضحيات الشهداء بثمارها في المشهد السياسي أو في نفوس اللبنانيين؟ أجاب الجميل: "كل الشهداء، وعلى رأسهم والدي البطل الشهيد بيار الجميل، استُشهدوا في سبيل القضية اللبنانية فقط لا غير، ولبناء مستقبل أفضل لجميع اللبنانيين من دون استثناء. وبالنسبة إلينا، هذه الدماء لم تذهب هباءً في نفوس اللبنانيين".

ولكن الجميل، المتسلّح بالواقعية، رأى أن "التضحيات كانت تضيع على المستوى السياسي جرّاء الفساد الذي كان مستشريًا، وسيطرة كل ما هو عكس وضد ما استُشهد لأجله والدي وجميع الشهداء".

هذا الواقع لم يدفع الجميل الابن إلى الاستسلام، بل على العكس، جدّد تمسّكه بما طلبه الشهداء، وهو استكمال المسيرة التي بدؤوا بها واستُشهدوا لأجلها، وهذا ما نقوم به لتحقيق حلمهم ببناء وطن حرّ، سيّد، ومستقلّ".

أما جيل الشباب الذين لم يعايشوا الحرب، فتوجّه إليهم الجميل، مشدّدًا على "أننا لا يمكننا بناء المستقبل من دون الاطّلاع على تاريخ وطننا ومحطّاته المفصلية، لندرك أن شهداءنا الأبطال صمدوا وقاتلوا واستُشهدوا حتى نبقى في وطننا ونحافظ عليه".

وتابع الجميل: "المهم أن نقرأ سطور هذه المرحلة لتعلّم الدروس وعدم تكرار تجربة الحرب الصعبة، خصوصًا أننا لسنا من محبّي الحروب، ولكننا سنكون من أوّل المستعدّين للمحاربة في حال أراد أحدٌ المساس بقطعة من وطننا أو أن يؤذي عائلاتنا".

وقال: "أتمنى أن يدرك الجيل الجديد أهمية ما مرّ على بلدنا، لنتجنّب تكرار ما حصل، ونكون جاهزين للتصدّي لأي محاولة للتعدّي علينا".

ورأى الجميل أن "الشباب اللبناني يملك الوعي السياسي اللازم، ولكن يجب دائمًا تغذيته ليتوسّع وينمو، خصوصًا في ظلّ حالة اليأس التي سيطرت على نفوس الكثير من الشباب الذين حُجب عنهم النور في نهاية النفق المظلم الذي مرّ به لبنان، فغادروه نهائيًّا".

وأضاف: "هنا يكمن دورنا في إعادة تقوية هذه الروابط التي قُطعت بين الشباب ووطنهم، عبر تذكيرهم وإطلاعهم على التاريخ الكبير والتضحيات التي بُذلت، كي لا يغادروا ويتمسّكوا بالأمل لبناء وطنهم يدًا بيد".