خاص- لهذه الاسباب أتى كلام اورتاغوس "مدوزنًا "...؟ - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 8, 2025

خاص الكلمة اونلاين

سيمون ابو فاضل

في السابع من شهر شباط الماضي عرفت عن ذاتها مورغان اورتاغوس بعد زيارتها رئيس الجمهورية جوزاف عون من على منبر قصر بعبدا بقولها " شكرا جزيلا لأستضافتي في لبنان ، من الرائع ان اكون هنا اسمي مورغان اورتاغوس وانا نائب المبعوث الرئاسي الخاص الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وبالطبع للرئيس دونالد ترامب ...
انا انقل اليكم تحيات الرئيس ترامب ..."
ثم كانت مواقفها الحادة التي لاقت يومها ردات فعل، والتي شكّلت محور ترقب وتفسيرات عن كيفيية التعبير عنها في زيارتها ألأخيرة، حيث تميّزت بكلام اقل حدة من السابق، اقله على ما قالته للاعلام او ما سرّب عن مضمونه في عدد من اللقاءات وليس كلها، حيث كان الجدول الزمني حصرًا للاصلاحات فيما ملف حزب الله وتشعباته بقي مفتوحًا على مستقبل محدود .

اذا كلام اورتاغوس في زيارتها ألأخيرة الى لبنان، اتى التزاما بتوجيهات ترامب الذي نقلت تحياته في السابق وهو كلف ويتكوف بملفات المنطقة وتعمل معه السيدة مورغان ..
حتما لا تملك اورتاغوس حق الاجتهاد او الأستطراد كأحد اعضاء فريق ترامب الرافض للأخطاء ، وهو يقيل او يستغني عن اي مسؤول في ادارته دون تردد اذا ما تبين له انه ارتكب هفوة فكيف، اذا ما كان الأمر يتعلق بملف يعني واشنطن واسرائيل مباشرة .

و ايضا لا تصح المقارنة بين الانتظام السياسي – الأداري بين فريق عمل ترامب وبين وزراء حكومة الرئيس نواف سلام حيث تظهر التناقضات والتباينات في المواقف على حساب افراغ البيان الحكومي من ثوابته الوطنية وكذلك المتعلقة بالقرار 1701.

اما لماذا كانت مواقف اورتاغوس اقل حدة هذه المرة .
ذلك ،لأن عوامل سبقتها وهي :
١-كان للعلاقة القوية بين الرئيس جوزف عون وبين الادارة الاميركية التي يحظى بتقديرها وثقتها ، دورّا مساعدّا بحيث الاتصالات التي حصلت على هذا الخط وسبقت زيارة اورتاغوس ، ادت لتوضيح دورالدولة السياسي والعسكري في ملف تنظيف جنوبي الليطاني من سلاح حزب الله ومن ثم على كامل الاراضي اللبنانية ، وان رئيس اللجنة العسكرية الضابط ألأميركي جيسي جاسبر شاهدا على ما يحصل من جهد يقدم عليه الجيش اللبناني في هذا الحقل .

اذا لا مصلحة باظهار الجيش اللبناني الذي هو في حاجة لعديد وعتاد ان يظهر وكانه مقصرًا ، في حين لم تتوقف ايران عن استخدام الحزب على ما تبقى من سلاحه لتقوية اوراقها التفاوضية .

-ان الادارة الاميركية اكّدت من خلال زيارة اورتاغوس على مواقفها السياسية والاصلاحية ، وكانت على علم بان اللقاءات مع كل من الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والذين تتعاطى معهما واشنطن على قاعدة،" اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع "، لاعتبارها انها ممكن ان تصل مع كل منهما من موقعه الى تفاهم مشترك ووعود قابلة للتنفيذ .

ولذلك اورتاغوس كانت على علم بعدد من الاجوبة حول عدة ملفات وبينها تشكيل اللجان وصولا الى اعتماد المفاوضات غير المباشرة او الدبلوماسية المكوكية في المراحل الأخيرة للجنة الترسيم البري هذا اذا ما كانت اسرائيل انسحبت من النقاط الخمسة التي ابقت على احتلالها لها .

٢- تخيم المفاوضات الاميركية - الايرانية على وقع ما تبقى من تأثير سياسي للحزب وهيكلية عسكرية ، الاهتمام الاستراتيجي للرئيس ترامب ، التي ستحصل في ١٢ الشهر الحالي في سلطنة عمان بين وزير خارجية ايران عباس عرقجي وبين الموفد الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ، اذ ثمة قناعة بعدم توتير الساحة اللبنانية في هذا الملف من قبل واشنطن التي تلاقى موقفها مع رؤية رئيس الجمهورية الذي احيا فكرة الحوار والاستراتيجية الدفاعية لسحب سلاح الحزب ، حتى اجلاء مصير المفاوضات لان نتائجها الايجابية ستفرض ذاتها على نزع سلاح الحزب حكمًا دون مناورات، اذا ما خلصت المفاوضات الى انفجار الخلاف بين واشنطن وبين طهران ،عندها يكون لبنان امام اجراءات جديدة بأبعادها المتعددة عليه اتخاذها بضغط مباشر من ترامب دون تقدير موقف نتانياهو،لا سيما اذا ما توجه الرئيس الاميركي لترجمة تهديده بقصف ايران .

٣- و ايضا، كانت لهجة اورتاغوس المدوزنة نتيجة توجيه من ادارتها ورئيسها ويتكوف وفق اوساط عليمة، نظرًا لإنشغاله بالتحضير للمفاوضات، لان اي موقف عالي السقف من قبل مساعدته، في هذا الظرف ولا سيما حيال تشكيل اللجان وخصوصا المتعلقة بالتفاوض والترسيم قد يوتر الداخل اللبناني ويؤدي الى انقسام سياسي حاد له تداعيات على انطلاقة العهد والحكومة الذين يمشيان بين الالغام التي تزرعها قوى سياسية حكومية ..