خاص - اورتاغوس تخالف التوقعات: هل نجحت الوساطة الفرنسية؟ - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 5, 2025

خاص "الكلمة أونلاين"

بولا أسطيح

بعكس زيارتها الاولى الى بيروت التي اتسمت بكثير من الحدية والتصريحات العالية النبرة، أتت الزيارة الثانية للمبعوثة الاميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس بطابع اكثر دبلوماسية وتفهما للواقع اللبناني الراهن. فرغم ان كل التوقعات التي سبقت الزيارة اوحت بأن اورتاغوس ستحمل معها تهديدا واضحا بجولة جديدة من الحرب في حال عدم وضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله وعدم الرضوخ لمطلب تشكيل لجان مدنية لبحث القضايا العالقة مع اسرائيل، الا ان ما رشح عن لقاءاتها حتى الساعة يوحي بأن الوساطة الفرنسية التي انطلقت مؤخرا بمسعى لفرملة التصعيد الاميركي- الاسرائيلي بوجه لبنان قد نجحت، من دون ان يعني ذلك ان خطط الطرفين قد اطيح بها انما قد تم التروي بتنفيذها حصرا.

وتشير مصادر شاركت بلقاءات اورتاغوس في بيروت الى انها اثنت امام رئيس الحكومة على آداء حكومته حتى الساعة وبخاصة لجهة الاجراءات الجديدة المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي كما لجهة اقرارها آلية التعيينات وبدء العمل الجدي على القوانين الاصلاحية المرتبطة برفع السرية المصرفية واعادة هيكلة القطاع المصرفي، لكنها شددت على وجوب استكمال العمل سريعا عليها وعلى باقي القوانين التي يطالب بها صندوق النقد على ان تسير هذه العملية بالتوازي مع استكمال تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني وضبط الحدود مع سوريا.

ولفتت المصادر الى ان اورتاغوس ولدى مطالبتها من قبل المسؤولين اللبنانيين بالتوسط والضغط على اسرائيل للانسحاب من النقاط ال٥ التي لا تزال تحتلها، بما يعطي دفعا للدولة لتفرض سلطتها وهيبتها، شددت على اهمية تشكيل لجان للتفاوض بخصوص الملفات العالقة مع اسرائيل، لكنها سمعت موقفا لبنانيا موحدا مفاده اما ان تكون اللجان تقنية- عسكرية او تتولى واشنطن عبر الدبلوماسية المكوكية حل هذه الملفات.

ولم يتضح بعد كيف ستتعاطى واشنطن مع الموقف اللبناني الموحد بخصوص موضوع اللجان، خاصة وان المبعوثة الاميركية فضلت عدم الادلاء بأي تصريح حتى الساعة. ما يعزز فرضية تراجع الضغوط القصوى التي كانت متوقعة على لبنان واعطاء السلطة الجديدة المدعومة اميركيا، فرصة ومساحة من الوقت لتنفيذ تعهداتها المالية والاقتصادية كما المرتبطة بحزب الله وسلاحه. من دون ان يعني ذلك تراجع اسرائيل ولو خطوة واحدة الى الوراء بعملياتها العسكرية المستمرة بوجه الحزب والتي من غير المستبعد ان تتصاعد خلال الاسابيع المقبلة.