خاص- رسائل أميركية حازمة للبنان.. كيف سيتعامل معها؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 29, 2025

خاص- الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

تتقصد نائبة المبعوث الاميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس اظهار الوجه الاميركي الحاد في التعامل مع حزب الله. لا مكان لديها للدبلوماسية في مقاربة ملف الحزب وسلاحه. فدعمها المفرط لاسرائيل واضح تماما ولا تتردد في الاعلان عنه عند كل اطلالة..هي التي وجّهت التحية من منبر قصر بعبدا خلال زيارتها الاولى الى بيروت الى تل ابيب لخوضها الحرب بوجه الحزب وصافحت رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وهي تضع خاتم "نجمة داوود"، ترسل تباعا رسائل حاسمة جدا لكل من يعنيهم الامر ومفادها انه آن اوان نزع سلاح حزب الله والتطبيع مع اسرائيل.

في آخر اطلالتين لها، اطلقت مواقف اعتبرها كثيرون مستفزة بحيث اعتبرت انه على لبنان تحمل مسؤولياته بدلا من إلقاء اللوم على إسرائيل واصفة اطلاق الصواريخ من اراضيه ب"الانتهاك الصارخ لاتفاق وقف النار"، مضيفة "لا يمكن القول إن إسرائيل تنتهك الهدنة مع لبنان"…رغم آلاف الخروقات التي تقوم بها تل ابيب يوميا منذ سريان اتفاق وقف النار. لا يصعب كثيرا قراءة ابعاد وخلفيات هذه المواقف.. فالصراحة الاميركية في إيصال الرسائل والتعبير عن المواقف غير مسبوقة. واسلوب اورتاغوس هو الاسلوب المفروض على كل الدبلوماسيين الاميركيين في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. لا مكان فيه للمراوغة او ادعاء الوسطية في التعامل مع اي ملف اسرائيل طرف فيه.

حتى الساعة وبالرغم من الاحراج الذي قد تشكله هذه المواقف الاميركية للبنان الرسمي، الا انه تمكن من التعامل معها بأقل اضرار ممكنة. لكن كيف سيتعامل مع ما ستحمله أورتاغوس المفترض ان تزور بيروت الاسبوع المقبل للترويج لطرحها احراء مفاوضات مباشرة بين لبنان واسرائيل بعدما بدا واضحا ان هناك هوة بين ما تطرحه هي وبين الموقف اللبناني الرسمي الذي عبّر عنه الرئيس اللبناني من على منبر الاليزيه.

فبالرغم من قول اورتاغوس في تصريحاتها الاخيرة ان الرئيس عون يدعم المفاوضات الدبلوماسية وان انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس من لبنان يجب أن يتم عبر المفاوضات، الا ان رئيس الجمهورية كان واضحا حين قال ان موضوع الانسحاب من النقاط ال٥ وتحرير الاسرى لا يفترض ان يخضع للتفاوض حاصرا الموافقة على التفاوض على النقاط ال١٣ العالقة بين الطرفين شرط ان يحل مدفي النقاط ال٥ والاسرى اولا.

اذا لن يكون من السهل التوفيق بين الدفع الاميركي الواضح للتطبيع مع اسرائيل على ان يكون التفاوض المباشر بوابة له وبين الموقف اللبناني الرسمي الذي لا يزال رافضا للتطبيع ومشترطا الانسحاب من النقاط ال٥ وتحرير الاسرى للتفاوض حول الحدود البرية. فهل يكون التصعيد الاسرائيلي الاخير بضرب الضاحية الجنوبية لبيروت اول غيث الضغوط الكبرى المقبلة في الميدان بعد تخلي واشنطن عن سياسة الجزرة واللجوء للعصا حصرا؟!