خاص - سلام يسقط بـ "اتفاق الطائف" أمام عون..؟! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 28, 2025

خاص-الكلمة أونلاين

هند سعادة


يخطئ من يعتقد أن تعيين كريم سعيد حاكمًا لمصرف لبنان بأكثريّة 17 صوتًا من أصل 24، سسيدل الستار على التجاذبات التي رخت بظلّها على العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، فالعكس هو الصحيح، وفقًا لما كشفته أوساطٌ وزارية لـ "الكلمة أونلاين" .

وبحسب الأوساط، "انكسرت الجرّة" بين الرئيسن جوزيف عون ونواف سلام بعد جلسة تعيين الحاكم التي تُنبئ ببداية تجاذبات وانقسام حاد ستظهر معالمه في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن سلّة التعيينات القادمة لن تشبه ما سبقها وستشمل مواقع مخصّصة للطائفة الشيعية والدّرزية والسّنية".

وفي التفاصيل، كشفت الأوساط أنه "وبعد تلويح الرئيس سلام بالاستقالة بوجه إصرار الرئيس عون على تعيين سعيد، دعا عون سلام لحسم الخلاف عبر التّصويت خصوصًا أنّ "اتّفاق الطّائف" ينص على "اتخاذ القرارات توافقیا،ً فإذا تعذر ذلك فبالتصویت"، وبذلك يكون الرئيس سلام قد خسر أمام عون عبر التزامه تطبيق "الطائف"، علمًا أن الاخير حاول انقاذ سلام طارحًا في البداية تجنّب التصويت ولكنه لم ينجح بذلك"، وفقًا للمصادر.

وفي السياق، أشارت الأوساط إلى أن "الرئيس سلام كان يعتبر أنه وفي مقابل إمساك الرئيس عون بالملفات العسكرية والأمنية، سيتولى هو الملفات الإدارية والمالية في البلد، إلا أن هذه الجلسة أثبتت عدم صحّة هذا الطرح".

من جهة أخرى، رأت الأوساط الوزارية أن "الفرق الشاسع بين الأسلوب الذي اعتمده سلام مع "الثنائي الشيعي" لدى تشكيله الحكومة ومراعته له، وبين الطريقة تعامله مع الرئيس عون، ما يدل على نوع من الاستنسابية في التعاطي. يضاف إلى ذلك، قراره منذ البداية تبني خيارات "محروقة" لا سيما أنه حصر الترشيحات لهذا المنصب بثلاثة أسماء".

كذلك توقّفت الأوساط عند تصويت وزراء "الثنائي الشيعي" لصالح تعيين سعيد، كاشفة أن "الثنائي" كان يفضّل عدم حسم القرار بالتصويت لأنه بذلك يساهم بترسيخ هذا الأسلوب وفي حال عارضوا تمرير أي قرار في المستقبل سيواجهون بالاسلوب نفسه ما سيؤدي الى خسارتهم".

ولدى سؤالها عن خلفية دعم وزراء "القوات" و"الكتائب" لخيار رئيس الجمهورية، علما أنها كانت قبل يوم واحد، تفضّل تأجيل البتّ بهذا القرار إلى حين التوصل إلى توافق بين الرئيسين سلام وعون، أجابت الأوساط أن "تصويت الوزراء المحسوبين على هذين الفريقين جاء بدفعٍ أميركيٍ، فالموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لم تغب عن مسار المشاورات الذي كان محطّ متابعة أميركية".

إلى ذلك، رأت الاوساط أن "رئيس عون يُهيمن حاليا على السلطة لأن "المومنتوم" السياسي لصالحه، ولكنه في نهاية المطاف هو من سيتحمل مسؤولية تعيين سعيد حاكمًا لمصرف لبنان لمدة لستة سنوات وليس سلام".