خاص - فلسطينيو غزة إلى سوريا مقابل عدة مكاسب للشرع...! - إيمان شويخ

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 22, 2025

خاص - "الكلمة أونلاين"

إيمان شويخ

استمد الرئيس الجديد لسوريا، أحمد الشرع، قيادته من الشرعية الثورية بعد إسقاط هيئة تحرير الشام للنظام السوري. قام باتخاذ خطوات بارزة أبرزها الإعلان الدستوري وتشكيل حكومة انتقالية. إلا أن الشرعية الدولية تبقى الأساس لاستمرار الشرع في حكمه وتلافي إسقاطه. مع ذلك، لم تكتمل معالم وشروط هذه الشرعية التي تبدأ من البوابة الأمريكية بمحاذاة تلك الإسرائيلية، خاصةً بعد ما حصل في جنوب سوريا مع الدروز ومحاولات تهجيرهم، واستعمال إسرائيل حجة لحمايتهم لبناء مستعمرات على حدود الجولان من أجل حماية حدودها الشمالية الشرقية. أما ترامب، رجل الصفقات، فسيسعى إلى مقايضة الشرعية مقابل استخدام الأراضي السورية لمخططه التهجيري الذي يريد من خلاله نقل الفلسطينيين إلى أماكن أكثر أمانًا، وتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق.

وهنا، لا تستبعد أوساط دبلوماسية أن يعمد الشرع للتّحصن بشرعية متعدّدة، عربية وأوروبية، ما من شأنه أن يسهّل عمله ويساهم برفع العقوبات عن سوريا، بحيث يتكامل ملف إعمار سوريا مع مشروع دولي سياسي لحل واسع للمنطقة يحمل في طياته نقل فلسطينيي غزة الى سوريا.

صحيح أن تثبيت الشرعية يقتضي الاعتراف الدولي والتعامل مع المؤسسات الدولية، فهو لا يأتي بمجرد تغيير النظام، بل يحتاج إلى بناء توافقات مع القوى الدولية الكبرى وضمان دعم الدول ذات التأثير في الملف السوري مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والدول العربية الفاعلة، من هنا فإن الشرع قد يجد فرصة لا تعوض في هذه الشرعية إذا قبل بتوطين جزء من الفلسطينيين في سوريا.

لكن التدقيق فيما قام به رئيس الإدارة الجديدة في سوريا، يعزز نظرية المقايضة تلك أي التهجير مقابل الشرعية، فهو طلب من الفلسطينيين وقف جميع نشاطاتهم في الداخل و الخارج مقابل منحهم الجنسية السورية، كما أخبر هؤلاء بأن الموضوع الفلسطيني تتابعه الدولة حصرًا، و بالتالي دمج الفلسطينيين في المجتمع السوري و تحويلهم إلى مقيمين و ترك المخيمات.

يتوزع التواجد الفلسطيني في سوريا على 12 مخيمًا فلسطينيًا معترف بها من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).تضم حوالي 560,000 لاجئ فلسطيني.كانوا مسجلين قبل الحرب في سوريا ( عام ٢٠١١). ينتشر هؤلاء في مخيمات تقع قرب المدن الكبرى مثل مخيم اليرموك قرب دمشق، ومخيم النيرب وهو أكبر مخيم في الشمال السوري ويقع قرب حلب، إضافة إلى مخيم حمص ومخيم اللاذقية، ومخيم درعا في الجنوب السوري وتحديدًا قرب مدينة درعا.

هذا الانتشار الفلسطيني في حال أضيف اليه ما هو متداول لناحية تهجير سكان غزة الى سوريا، يعني أن مشكلة ديمغرافية ستخلق بين مكونات الشعب السوري.

أما الأمر الآخر الذي قام به في هذا الإطار، فهو تجنيد جماعات أخرى كالأفغان من أجل استبعاد أي تحرك فلسطيني في اشتباكات قد تحصل في مناطق متفرقة على غرار ماحصل في الساحل السوري في الأسابيع الماضية.

أوساط ديبلوماسية معنية بالملف الفلسطيني كشفت لموقع "الكلمة أونلاين"، أن دراسة نقل قسم من الفلسطينيين إلى سوريا يتقدم نحو الترجمة والتنفيذ، بموازاة مخطط لنقل قسم آخر إلى السودان أو الصومال مقابل أيضًا الاعتراف بأرض صومالية تقع في باب المندب، و مقابل أيضًا إنهاء الحرب في السودان التي بدأت منذ عامين، كل ذلك في ظل الأبواب السورية المشرعة أمام كل الاحتمالات، و دور تركي يريد تعزيز علاقاته مع الجانب الإسرائيلي من أجل الحفاظ على الدور الذي بدأ بدعم هيئة تحرير الشام في إسقاط نظام الأسد، و بالتالي حجز مقعد لتركيا في سوريا بعد انتهاء النفوذ الإيراني، و تحقيق المكاسب في سوريا من النفط إلى الأمن القومي الذي شكل هاجسًا لأردوغان في فترة حكم بشار الأسد.

وبحسب المصادر فإن مخرج التهجير اليوم الذي ترفضه دول عدة كمصر والأردن سيبدأ بسوريا التي ستكون وجهة لنقل أبناء غزة، مقابل نزع العقوبات عن سوريا لتعيد النهوض الاقتصادي بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى التي بدأت مع الحرب السورية، و بالتالي تطبيع العلاقات مع الدول العربية من أجل إعادة دمشق إلى الخارطة العربية، و الأهم حسب المصدر أن يحصل التطبيع بين سوريا و إسرائيل لتأمين استقرار المنطقة و بما يدفع التهديد الإيراني الذي كان يعتبر سوريا ممرًا لنقل الأسلحة و الأموال إلى حزب الله.