خاص - هل من مصلحة إسرائيلية بإشعال جبهة لبنان من جديد؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, March 22, 2025

خاص - "الكلمة أونلاين"

بولا أسطيح

رغم التطورات الأمنية التي شهدتها جبهة جنوب لبنان في الساعات الماضية والتهديدات الاسرائيلية ب"الرد بقوة" كما وضع معادلات جديدة ك"المطلة مقابل بيروت"، الا ان المعطيات الراهنة لا تفيد باحتمال تدهور الامور دراماتيكيا وانطلاق جولة جديدة من المواجهات بين حزب الله واسرائيل لاكثر من سبب سواء مرتبط بمصلحة اسرائيل او بحزب الله نفسه كما بالواقع الحالي في المنطقة.

ولعل الواقع الراهن في لبنان يُشكّل على المستويات كافة، مصلحة اسرائيلية قصوى، بحيث ان لا شيء يردع تل أبيب اصلا عن توجيه اي ضربات عسكرية، شمالي او جنوبي الليطاني وبأي وقت ترتأيه وبغطاء اميركي واضح. حتى انها تواصل تنفيذ عمليات اغتيال قياديي الحزب دون اي ردة فعل منه، فلماذا قد تعمد اليوم الى اعلان انهيار الهدنة ووقف النار الذي لا تلتزم به اصلا، وتحرر عندها حزب الله من كل التزاماته وتعود لتلقي الضربات من دون مبرر؟

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان "آخر ما تريده اسرائيل اليوم هو جولة جديدة من الحرب مع لبنان باعتبارها تحقق اهدافها وغاياتها عسكريا وسياسيا وبأقل تكلفة ممكنة ودون اي عوائق. حتى ان حرية الحركة التي فرضتها من خارج اتفاق الهدنة تجعلها في موقع من يشن حربا مفتوحة ممنوع فيها على الخصم الرد تحت طائلة الذهاب الى واقع اصعب عليه".

بالمقابل، لم يعد خافيا ان حزب الله كان وسيبقى يتلقى الضربات والصفعات الواحدة تلو الاخرى دون اي قدرة على الرد. لعلمه بأن خلاف ذلك سيعني جولة جديدة من المواجهة تقضي على ما تبقى من قدراته العسكرية. ويبدو واضحا ان ما لم تسمح به ايران لحزب الله في الجولة الاولى، حين كان المحور الذي تتزعمه بعز قوته، لن تسمح به اليوم ولن تغطيه مع استشعارها اكثر من اي وقت مضى ان الكأس المر الذي تجرعه حلفاؤها في المنطقة قد تتجرعه هي قريبا.

وهنا تقول المصادر:"يبقى هناك احتمال ضئيل، لجهة انه في حال حصلت على معلومات عن ضربة مؤكدة ستسهدفها قريبا، ان تسعى لاشغال اسرائيل بجبهة لبنان وباقي الجبهات لحماية اراضيها ومواطنيها وبرنامجها النووي.. عندها لن يكون مستبعدا ان تدفع حزب الله لانتقام من تل ابيب يتعطش له جمهوره ايا كان شكله او حجمه".

ويبقى الموقف الاميركي هو الحاسم، بحيث يبدو واضحا ان ادارة الرئيس دونالد ترامب راضية جدا عن الواقع الحالي في لبنان، بعكس ما تم تسريبه عن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف. فمواقف وآداء لبنان الرسمي "لا غبار عليه" بالنسبة للاميركيين كما ان رضوخ حزب الله لواقعه الجديد وسعيه للتأقلم معه ومع ما هو مقبل عليه، لن تفرط به الولايات المتحدة من خلال اعطاء الضوء الاخضر لجولة جديدة من القتال كما يحصل في غزة.