كوريا الشمالية تؤكد وقوفها إلى جانب روسيا حتى "النصر في أوكرانيا"
شارك هذا الخبر
Saturday, November 2, 2024
أكدت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي خلال زيارتها موسكو الجمعة، أن بلادها ستقف إلى جانب روسيا حتى تحقيق “النصر” في أوكرانيا، فيما تندد دول غربية بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى الحدود الروسية للقتال ضد قوات كييف.
وقالت تشوي سون هوي بعد محادثات أجرتها مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف “لا شك لدينا إطلاقا في أن الجيش والشعب الروسيين سيحققان انتصارا عظيما في نضالهما المقدس للدفاع عن الحقوق السيادية وأمن دولتهما”.
بدوره، أشاد لافروف بالعلاقات الوطيدة بين جيشي البلدين واستخباراتهما، معربا عن “امتنان” موسكو “للموقف المبدئي” لكوريا الشمالية.
وأضافت نظيرته الكورية الشمالية “نكرر التأكيد على أننا نقف دائما إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر”.
وسعت روسيا إلى تعميق علاقاتها مع كوريا الشمالية منذ أن بدأت عمليتها العسكرية في أوكرانيا في 22 فبراير/ شباط 2022، بينما يعتبر البلدان أن الولايات المتحدة عدو وجودي لهما.
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا للمساعدة المتبادلة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عندما زار بيونغ يانغ خلال الصيف.
ويشتبه في أن كوريا الشمالية تزود روسيا منذ أشهر بكميات كبيرة من القذائف، إضافة إلى مئات الصواريخ، وفي أنها ستوفر لها أيضا آلاف الجنود للقتال.
الخطوط الأمامية لم يأت أي من الوزيرين على ذكر تقارير غربية تحدثت عن نشر كوريا الشمالية جنودا في روسيا للقتال ضد أوكرانيا، فيما تؤكد دول غربية أن هؤلاء على وشك الانتشار في ساحة المعركة في منطقة كورسك الروسية، حيث يسيطر الجيش الأوكراني على مئات الكيلومترات المربعة منذ أغسطس/ آب الماضي.
كما يُشتبه في أن كوريا الشمالية تطلب في مقابل نشر جنودها الحصول على تكنولوجيا من شأنها مساعدتها في تعزيز ترسانتها النووية، خصوصا صواريخها البالستية.
وأفاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، نقلا عن معلومات استخبارية، بأن ثمانية إلى عشرة آلاف جندي يُعتقد أنهم في روسيا، قد وصلوا إلى منطقة كورسك الحدودية.
وقال “لم نشاهد حتى الآن هذه القوات تنتشر لمقاتلة القوات الأوكرانية، لكننا نتوقع وقوع ذلك خلال الأيام المقبلة”.
وأوضح أن موسكو زودت الجنود الكوريين الشماليين الزي العسكري الروسي، ودربتهم “على المدفعية والمسيّرات وعمليات المشاة (…) ما يعني أنها تعتزم فعلا استخدام هذه القوات في الخطوط الأمامية”.
ويشكل نشر الجنود الكوريين الشماليين ضربة جديدة لأوكرانيا التي تعاني أصلا بسبب تأخر الغرب في تسليمها المساعدات التي تطالب بها.
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة حلفاء بلاده الغربيين على السماح باستعمال صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وقال زيلينسكي “نرى كل موقع تحشد فيه روسيا هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين على أراضيها، كل معسكراتهم. يمكننا أن نضرب بشكل وقائي، إذا كانت لدينا القدرة على الضرب لمسافة كافية”، متهما حلفاء كييف بـ”الانتظار حتى يبدأ الجيش الكوري الشمالي في ضرب الأوكرانيين” بدلا من توفير “القدرة بعيدة المدى الضرورية جدا”.
ميدانيا، تتراجع أوكرانيا متكبّدة خسائر في نقاط عدة على الجبهة، وتعاني نقصا في المقاتلين والذخيرة.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقدم الجيش الروسي نحو 500 كيلومتر مربعة في أوكرانيا، محققا أكبر مكاسبه الميدانية خلال شهر منذ مارس/ آذار 2022 والأسابيع الأولى من النزاع.
عدم تحرك وتمنع الولايات المتحدة والدول الأوروبية أوكرانيا إلى حد كبير، من استخدام الصواريخ التي سلمتها لها لضرب أهداف في الأراضي الروسية، خشية دفع الكرملين إلى التصعيد.
لكن كييف ترى أن غياب الحزم الغربي يشجع بوتين على تصعيد النزاع.
وندد زيلينسكي الخميس بما قال إنه عدم تحرّك حلفاء بلاده في مواجهة نشر القوات الكورية الشمالية.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة، أنها ستقدم مساعدة عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة 425 مليون دولار.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان إن المساعدة “ستؤمن قدرات إضافية لأوكرانيا تلبي حاجاتها الأكثر إلحاحا وتشمل: صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، وذخائر للمنظومات الصاروخية والمدفعية، وآليات مدرعة، وأسلحة مضادة للدبابات”.
وأوضحت أن الحزمة التي ستُسحَب من المخزونات الأمريكية تشمل أيضا ذخائر جو-أرض ومعدات طبية وقطع غيار.
كما أشارت كوريا الجنوبية، وهي مصدّر رئيس للأسلحة، إلى أنها تدرس إمكانية إرسال أسلحة مباشرة إلى أوكرانيا.
ويأتي لقاء لافروف وتشوي سون هوي قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي وقت تثير كوريا الشمالية توترات إثر اختبارها صاروخا عابرا للقارات.
وقالت تشوي من موسكو إن بلادها “لن تغيّر في أي حال مسار تعزيز ترسانتها النووية”.
وفي محطة قطار بموسكو، كشف الوزيران عن لوحة تكرّم حضور كيم إيل سونغ، جد كيم جونغ أون، إلى موسكو من أجل لقاء جوزيف ستالين عام 1949، قبل أشهر قليلة من غزو قوات كوريا الشمالية جنوب شبه الجزيرة، وبدء الحرب الكورية.
وعلق لافروف قائلا إن بوتين وكيم “يحاولان أن يكونا في مستوى المساهمة التي قدّمها أسلافنا في صداقتنا”.