الجيش الإسرائيلي يقتحم جنين ومخيمها ويقتل طفلاً وأسيراً محرراً

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 14, 2024

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين فلسطينيين في عدوان جديد على مدينة ومخيم جنين، وشنّت حملة اعتقالات طالت 50 مواطنا، بالتوازي مع شنّ مستوطنين هجمات بحق قاطفي الزيتون في مدينة نابلس.
فقد استشهد مواطنان وأصيب أربعة آخرون، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوان متواصل على مدينة جنين ومخيمها، شمال الضفة الغربية.
وأفاد مدير مستشفى الرازي في جنين فواز حماد، باستشهاد الفتى ريان إبراهيم السيد (17 عاما)، متأثرا بجروحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة جنين.
وأضافت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن الشاب محمود أبو الرب استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال في حي السيباط في مدينة جنين.
وقالت مصادر محلية إن الشهيد أبو الرب هو أسير محرر أفرج عنه من سجون الاحتلال قبل 5 أشهر، بعد قضائه 4 سنوات في المعتقل.
وأعلنت مصادر طبية عن إصابة أربعة مواطنين بجروح مختلفة برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من المدينة ومخيمها.
وكانت قوات إسرائيلية خاصة «مستعربون»، قد تسللت إلى أطراف مخيم جنين، وحاصرت منزلا، قبل أن تدفع بتعزيزات برفقة جرافة عسكرية إلى المدينة ومخيمها من حاجز الجلمة العسكري.
ونشرت قوات الاحتلال المعززة بنحو 70 آلية وجرافات، عددا من آلياتها في منطقة دوار السينما وسط مدينة جنين، وقرب شارع الحسبة، وعند مداخل المخيم، ونشرت قناصتها على أسطح عدد من البنايات المرتفعة.
وأفادت مصادر محلية بأن أصوات انفجارات سمعت في المخيم بين الحين والآخر، وسط تحليق مكثّف لطائرات الاحتلال المسيّرة في سماء المدينة ومخيمها.
وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال في مخيم جنين، أطلقت خلالها هذه القوات الرصاص الحي باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة أربعة مواطنين بالرصاص.
وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر ومتعمد باتجاه مجموعة من الصحافيين أثناء وجودهم لتغطية العدوان، قرب دوار السينما وسط المدينة.
وفي القدس المحتلة، جرفت آليات الاحتلال الاسرائيلي أرضا، ودمّرت خطوط مياه، في بلدة العيسوية في المدينة.
وأفادت محافظة القدس ومصادر محلية بأن الاحتلال جرف أرضا، وهدم خطوط مياه، وسياجا، وشوادر وعددا من الغرس، تعود ملكيتها للمواطن مروان درباس، في بلدة العيسوية.
وفي بيت لحم أيضًا، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حوسان غربًا، حيث تمركزت في منطقة «الشرفا» وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه منازل المواطنين، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان دون أن يُبلغ عن إصابات حتى الآن.

بيت فوريك

وفي بلدة بيت فوريك شرق نابلس، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة شابين بالرصاص الحي في اليد والقدم، إضافة إلى إصابة أربعة آخرين بالاختناق جرّاء الغاز المسيل للدموع، بينهم طفل رضيع لا يتجاوز عمره الشهرين.
وفي تطور آخر، اقتحمت قوات الاحتلال ليلة أمس بلدة عنبتا شرق طولكرم، حيث سارت الآليات العسكرية في شوارع البلدة وداهمت عدة مناطق، دون أن يتم الإبلاغ عن اعتقالات حتى اللحظة.
كما اعتدى جنود الاحتلال على شاب فلسطيني بالقرب من بوابة الطور في مدينة نابلس، ما أدى إلى إصابته برضوض نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

حملة اعتقالات

وفي السياق، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيليّ حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميداني واسعة، طالت 50 مواطنا على الأقل من الضّفة.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، إن من بين المعتقلين أطفالا وأسرى سابقين، بالإضافة إلى صحافيين أفرج عنهما لاحقاً.
وتركزت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في محافظتي بيت لحم، وجنين، وتوزعت بقيتها على محافظات، القدس، ونابلس، ورام الله، وسلفيت، وأريحا.
ورافقت عمليات الاعتقال اعتداءات وتهديدات بالإضافة إلى الضرب المبرح بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
يُشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا، ارتفع إلى أكثر من 11 ألفا و300 مواطن من الضّفة بما فيها القدس.

الإفراج عن حامل

وفي سياق متصل، أفرجت سلطات الاحتلال عن المعتقلة الحامل في شهرها التاسع أفنان أبو سنينة.
وقال والد المعتقلة إنّ الاحتلال أفرج عن ابنته الحامل في شهرها التّاسع، بعد الظهر على حاجز كفار سابا قرب قلقيلية، وقد تسلّمتها سيارة إسعاف على أن تنقلها الى مستشفى قلقيلية لإعطائها محاليل طبية، ومنه إلى الخليل.
وعبّرت عائلة الأسيرة أفنان أبو سنينة (24 عامًا) عن مخاوفها على مصير ابنتها الحامل مع اقتراب موعد ولادتها في عملية قيصرية، وذلك بعد اعتقالها على يد قوات الاحتلال واقتيادها إلى مركز توقيف «عتصيون» شمال محافظة الخليل.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، الأحد، منزل أفنان أبو سنينة في بلدة بني نعيم شرق محافظة الخليل، واعتقلتها بحجة «التحريض»، وهي متزوجة في بلدة بني نعيم شرق الخليل، وأم لطفل اسمه عبادة (عامان) وحامل في شهرها التاسع.
وأضافت العائلة أن المحامي طالب بالإفراج عنها بكفالة أو نقلها الى المستشفى حتى تتلقى رعاية صحية خاصة بسبب وضعها، حيث كان من المقرر أن تنجب بواسطة عملية قيصرية، ولكنها لا تعرف «إن تمت الاستجابة لطلب المحامي ونقلها الى المستشفى أو أنها نقلت إلى السجن».
وتابعت أنهم تواصلوا مع العديد من المؤسسات الحقوقية، ويترقبون أيّ خبر أو إمكانية للإفراج عنها بكفالة.
وحول قضيتها، قالت والدة أفنان أبو سنينة، إن الاحتلال وجه إليها تهمة «التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، مع العلم بأن كل ما تكتبه هو للتضامن مع غزة والدعاء لهم.
بدوره حمّل نادي الأسير قوات الاحتلال الإسرائيليّ المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسيرة.

هجمات للمستوطنين

وواصلت مجموعات المستوطنين هجماتها على قاطفي الزيتون، حيث هاجم بعض منهم بحماية جنود الاحتلال، المواطنين أثناء قطفهم لثمار الزيتون في حقولهم في بلدة قصرة جنوب نابلس.
وقال الناشط الحقوقي فؤاد حسن إن «عددا من المستعمرين هاجموا بحماية الاحتلال، المواطنين أثناء قطفهم الزيتون في بلدة قصرة جنوب نابلس، وسط إطلاق الرصاص الحي باتجاههم. كما هاجموا عددا من منازل المواطنين في البلدة».
وكان المستوطنون قد قطعوا يوم الأحد عشرات من أشجار الزيتون لأحد المواطنين في قصرة.
وفي وقت سابق الإثنين، أجبرت قوات الاحتلال المزارعين على مغادرة أراضيهم أثناء قطف ثمار الزيتون في بلدة بيت فوريك، شرق نابلس.
ومع دخول موسم قطف الزيتون في قرى وبلدات نابلس، تزايدت وتيرة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحماية الاحتلال ضد المواطنين.
كما أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، المزارعين الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم أثناء قطف ثمار الزيتون في بلدة بيت فوريك، شرق نابلس.
وأكد رئيس مجلس بلدي بيت فوريك، حسين حج محمد، أن قوات الاحتلال استخدمت القوة لإجبار المزارعين على مغادرة الحقول الواقعة في الجهة الغربية من البلدة، مهددةً باعتقالهم في حال عودتهم لمواصلة عملهم.
وتتزامن هذه الحادثة مع سلسلة من الانتهاكات المستمرة بحق سكان البلدة منذ أيام، حيث تمنعهم قوات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم والعمل فيها.
وتتعرض الأراضي الفلسطينية خلال موسم قطف الزيتون السنوي لاعتداءات متكررة من قبل المستعمرين وجيش الاحتلال.
ويواجه المزارعون باستمرار عوائق وممارسات تعسفية تحول دون الوصول إلى أراضيهم، ما يؤدي إلى خسائر مادية جسيمة ويزيد من معاناتهم اليومية تحت وطأة الاحتلال.

الخارجية: الاحتلال يستغل

سياسا، قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن الاحتلال الإسرائيلي يستغل ازدواجية المعايير الدولية لمواصلة سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، بخاصة في ظل تزايد وتيرة الإبادة والتهجير القسري في شمال قطاع غزة خلال الأيام العشرة الماضية.
واعتبرت الوزارة في بيان صادر عنها، أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الجرائم فيما وصفتها بـ «مجزرة مفتوحة» تستهدف المدنيين الفلسطينيين لتفريغ المناطق من سكانها، سواء من خلال القتل المباشر أو التهجير القسري.
وأشارت إلى أن «آخر هذه الجرائم كانت المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم في مركز لتوزيع المواد الغذائية في جباليا، بالإضافة إلى المجزرة التي وقعت فجرا ضد خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح».
وأكدت الوزارة أن «الفشل الدولي في اتخاذ خطوات حازمة لوقف هذه الحرب، يساهم في تشجيع الاحتلال على المضي قدمًا في تنفيذ مخططاته الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتقطيع أوصال وطنه من خلال جرائم الضم التدريجي، وإنشاء المناطق العازلة، وتعميق الاستيطان».
واعتبرت أن هذه الجرائم تهدف إلى تصفية أي إمكانية لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض.
وشددت الوزارة على أن «الشعب الفلسطيني ليس فقط ضحية للاحتلال الذي طال أمده، بل هو أيضًا ضحية لازدواجية المعايير الدولية وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية».
ولفتت الانتباه إلى أن «الدبلوماسية الفلسطينية تستمر في بذل جهودها السياسية والقانونية على المستوى الدولي لفضح الجرائم الإسرائيلية، والمطالبة بخطوات عملية ملزمة لوقف العدوان الإسرائيلي. كما تعمل على حث المجتمع الدولي على تطبيق قرارات الأمم المتحدة، بخاصة القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال في غضون 12 شهرًا».


القدس العربي