لتجزئة والتقسيم والتوطين الافخاخ الثلاثة"- بقلم سعيد غريّب
شارك هذا الخبر
Sunday, September 15, 2024
مضت سنتان، ولبنان الرسالة ينتظر رسالة من رئيس جديد منتخب، يقبض على مقاليد الحكم ويحلف امام البرلمان يمين الاخلاص للأمّة والدستور. مضت سنتان، والجمهورية تبحث عن شخصية تاريخيّة، فيما التاريخيّون يبحثون عن جمهوريّة فارغة الّا من... تاريخهم. بعد مضي سنتين على الشغور الرئاسي، وبضعة شهور على زحف الفراغ الشامل في الداخل، والجحافل المسلّحة في غير مكان، هل بدأت تطرح حلول جذريّة للجمهوريّة التي لم تعد تحتمل، برأي أصحاب الحلول، مزيدا من الترقيع او التسويات؟ وهل الوقت بات صالحا، بل مناسبا، للانتقال الى الجمهوريّة الثالثة؟ أم بات مناسبا لتحقيق ما خطّط لهذا البلد، قبل نصف عقد تقريبا؟ وهل من يسال، بعد كلّ ما جرى ويجري، على الساحتين المحلية والاقليمية، عن الدستور وماذا تضمّن في مقدمته: لا تجزئة، لا تقسيم، ولا توطين. هذا ما تقوله بالحرف الفقرة "ط " من مقدّمة الدستور اللبناني الذي أضيفت اليه، بموجب القانون الدستوري في 21/9/1990. ماذا تعني هذه الفقرة عمليا؟ تعني أنّ الكلمات الثلاث متلازمة، بحيث تسقط تلقائيا، اذا سقطت واحدة منها، تعني بشكل أوضح ان الواحدة لازمة للأخرى، بحيث يصبح التقسيم، مثلا، أمرا مشروعا، في حال تمّ التوطين بصورة مشروعة. لماذا هذا الكلام اليوم؟ الكلام فقط للتذكير والتحذير ممّا يحضّر للمنطقة، ومن ضمنها لبنان الغارق ببحر من النازحين واللاجئين. انّ الحقيقة المرّة التي تتفرّع منها أكثر منطلقات الأزمة اللبنانية وتشعباتها ومضاعفاتها في أبعادها الداخليّة هي المشكلة التي صدّعت الجبهة الداخليّة، وأحدثت فجوات في جدران البيت اللبناني وتسرّبت من خلالها عوامل التفجير،من الخارج، وأبقت على أفخاخ ثلاثة: التجزئة والتقسيم والتوطين. الى هذا، ما هي الصفقة التي ستتم بين واشنطن وطهران؟ وستتمّ بالطبع بعد الانتخابات الأميركية التي ربّما تحمل معها، للمرّة الأولى، سيدة الى البيت الأبيض مع ما تحمله معها من أفكار باراك اوباما وآرائه. انّ الشعب اللبناني لن يغفر للذين تلاعبوا بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، منذ ستة وثلاثين عاما. فاللعب بهذا الاستحقاق، وتحديدا في أيلول 1988، خلخل الموقع الأوّل في الدولة، وأفرغه من مضمونه وقوّته، ووضعه تحت رحمة القرار الدولي والاقليمي المشترك، فأصبح الشغور بمنزلة الملء، وجو الفراغ سيّد الموقف. ولا شك في أنّ المكوّن المسيحي، وتحديدا الماروني، دفع غاليا ثمن الحربين الأخيرتين اللتين خاضهما والمعروفتين بـحربي"التحرير والالغاء" وكانتا نتيجة مقاطعة الزعماء الموارنة للانتخابات الرئاسية في العام 1988 حين خيّروا بين مخايل الضاهر والفوضى فاختاروا الثانية.