رسالة من بو ناصيف... "أحزابنا الغرّاء: وبعدين"؟!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 14, 2024

علّق أستاذ العلوم السياسية هشام بو ناصيف عبر صفحة "لبنان الفدرالي" على منصة "X" على الردود التي تبعت كلام النائب السابق نواف الموسوي"، كاتبا: "أحزابنا الغرّاء: وبعدين؟".

وقال ‏بو ناصيف: "لا يدري واحدنا أيبكي أم يضحك عندما يرى ردودا على الكلام المشين لنوّاف الموسوي تستنجد بالقضاء ضدّ تحريضه، وتدعو لمواجهة الموسوي ب"الوحدة الوطنيّة". كيف يمكن لقضاء لم يتمكّن من مجرّد استكمال التحقيق بقضيّة المرفأ من محاسبة الموسوي الذي هدّد صراحة بقتل أيّ رئيس يرفضه حزبه، مشيدا بحبيب الشرتوني الذي "قام بواجبه الوطني"؟ والأهمّ: صوّت 95% من المكوّن الشيعي الى جانب الثنائي الشيعي بالانتخابات الأخيرة، رغم كلّ ما فعله حزبالا ويفعله بلبنان منذ العام 2005، بل منذ كان الحزب. عن أيّ "وحدة وطنيّة" يتحدّث دعاتها؟ ".

وأشار الى أن "‏السياسة بلبنان صراع طائفي (Ethnic Conflict). هذا جوهرها، والباقي تفاصيل، أو تقيّة، أو هراء. من ينحاز لايران اليوم يفعل ذلك لأنّها تسمح له بالسيطرة على المكوّنات الأخرى بالدعم العسكري، والمالي، والسياسي المباشر. ومن ينتظر بروز معارضة شيعيّة وازنة شعبيّا لحزبالا سينتظر طويلا. هذا الحزب هو أداة الطائفة لحكم البلد. تماما".

وتابع: "بالمناسبة، كما زعامة آل الأسد بسوريا أداة طائفة أخرى لحكم البلد هناك. استعمل الأسد السلاح الكيمائي ضدّ أطفال عزّل في غوطة سوريا، ولم تنفكّ عنه طائفته. ولا طائفة حزبالا هنا انفكّت أو ستنفكّ عنه. أمّا وأنّ هذه الجماعة ثلث اللبنانيّين، أكرّر سؤالي: عن أي "وحدة وطنيّة" يتكلّم دعاة الوحدة؟ هي غير موجودة - ولم تكن مرّة موجودة - خارج بيانات الأحزاب الرتيبة، التي يرفدها طموح دائم للمنصب الأوّل (شكليّا) بلبنان، ما يستدعي كلّ الخيانات والتسويات الضروريّة لارضاء من لم يكن مرّة شريكا بالوطن لأنّه لا يعترف به ككيان مستقلّ وقائم بذاته أساسا.".

ورأى أنه ‏"إن كان هناك ما هو أسوأ من بيانات الرهان على "القضاء"، و"الوحدة الوطنيّة"، فهي المعارك التي تريد حصر نضال شعبنا بمسألة رئاسة الجمهوريّة. لا جدال، طبعا، أن لا سليمان فرنجيّة، ولا أيّ مرشّح ذمّي ينبغي أن يصل اليها. ولكن على افتراض وصل رئيس رماديّ لا هو مع، ولا هو ضدّ - وهذا أقصى المطروح حاليّا"، متسائلا: "كيف سيحلّ هذا أيّ مشكلة جديّة بلبنان؟ ".

واستكمل: "‏الجواب أنّ أيّ مشكلة جديّة لن تحلّ لأنّ الأزمة أزمة نظام، واستحالة شراكة مع بيئة استسهال القتل و/أو التهديد به. هناك واقع جديد خلقته هذه البيئة بلبنان. وبمواجهة تحديّات غير مسبوقة، لا يوجد عند قوى غرّاء غير اجترار الخطاب القديم عن "الوحدة الوطنيّة"، علما أنّ هذا الخطاب كان ينبغي طيّه مرّة واحدة والى الابد ب13 نيسان 1975 يوم بدأت حرب تصفية على شعبنا لا تزال فصولها مستمرّة الى الساعة".

وختم "‏نريد حلّا. ومن لا يقدّم الحلّ، يصبح بالضرورة جزءا من المشكلة".