تزدهر الخرافات في فرنسا في شأن يوم الجمعة 13، ممزوجة بالمعتقدات والمخاوف التي تصل إلى حد الرهاب، إذ يتطيّر البعض من هذا التاريخ، ويرى فيه سوء طالع، في حين يعتبره آخرون جالبا للحظ.
وبحسب دراسة أجراها المشغل لألعاب اليانصيب الوطنية في فرنسا “لا فرانسيز دي جو” (FdJ) عام 2022 على ألفي شخص، كان يوم الجمعة 13 مرادفا للحظ بالنسبة إلى واحد من كل خمسة فرنسيين.
ويزداد القلق مع اقتراب اليوم المذكور لدى حفنة من المؤمنين بالخرافات، ضحايا ما يُعرف بـ”باراسكيفيديكاتريافوبيا” “paraskevidekatriaphobia”، وهو مصطلح يصعب نطقه ومشتق من الكلمات اليونانية “باراسكيفي” أي الجمعة، و”ديكاتيريا” أي ثلاثة عشر و”فوبوس” أي رهاب.
ويقول الأستاذ الفخري في جامعة باريس الخامسة وعالم الأنثروبولوجيا دومينيك ديجو، في حديث إلى وكالة فرانس برس “إنّ الجمعة هو يوم حزن في البلدان التي تتبع التقاليد المسيحية، لأنه يوم موت المسيح”.
ويضيف “من ناحية أخرى، كان المسيح في اليوم السابق خلال العشاء الأخير، برفقة رسله الاثني عشر، ومن هناك ولدت فكرة نذير شؤم أعلنه حضور ثلاثة عشر شخصا حول المائدة”.
وأحداث كثيرة صادفت في يوم الجمعة 13، طبعت الأذهان أكثر من أخرى حصلت يوم الجمعة 14.
فبتاريخ الجمعة 13 تشرين الاول/أكتوبر 1307، أمر فيليب لو بيل باعتقال فرسان الهيكل وتعذيبهم، وهي حادثة دمّرت النظام.
وفي مرحلة أحدث، غرقت سفينة كوستا كونكورديا في 13 كانون الثاني/يناير 2012 وحدثت هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
– 13 مليون يورو –
تلاحظ عالمة الأعداد إيفلين لينوف “زيادة في الاستشارات” خلال هذا التاريخ، إذ أصبح زبائنها “أكثر انفتاحا على الإعلانات” المرتبطة بقراءة الطالع، مع أنّ هذا التاريخ يبقى في علم الأعداد “حياديا”، على قولها.
وتضيف “في علم الأعداد، الرقم 13 يعادل 4 (1+3) وهو ليس إيجابيا ولا سلبيا، ولكنه رمز للتحوّل والمواقف الجديدة”.
وتتابع “أنا أعتبر هذا اليوم مناسبا لتحقيق مكاسب مالية كبيرة”.
في فرنسا، وبفضل حملة اليانصيب الوطني المكثفة التي بدأت في ثلاثينات القرن العشرين لصالح المعوّقين في الحرب، تحوّل الجمعة 13 من يوم مرادف للحظ السيئ إلى يوم جالب للحظ.
ويقول المتخصص في المعتقدات والطقوس دومينيك ديجو “نرى ذلك في كل المجتمعات، إنها آلية قديمة، وهي آلية تحويل الضار إلى أمر إيجابي بفضل طقوس الانعكاس”.
منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تقدم “لا فرانسيز دي جو” جائزة “سوبر لوتو” استثنائية كل يوم جمعة 13، بمجموع جوائز يبلغ 13 مليون يورو. وقالت لوكالة فرانس برس إنها لاحظت “إقدام الفرنسيين على هذه اللعبة أكثر بمرتين إلى ثلاث مرات خلال يوم الجمعة 13 من عمليات سحب اللوتو الكلاسيكي”.
– “لا زواج ولا سفر” –
في فنلندا، تستغل السلطات هذا اليوم لتنظيم حملة وطنية ضد حوادث السير.
في الولايات المتحدة، يتم خلال هذا اليوم إحياء تقليد مرتبط بالوشم، وهو تقليد يعود تاريخه إلى البحارة المؤمنين بالخرافات.
لكنّ بعض البلدان لا تمارس هذه الخرافة أو تحدد في فولكلورها تاريخا مختلفا تماما للتخلص من المخاوف والمعتقدات وألعاب الحظ.
في إيطاليا، ترتبط المعتقدات الخرافية السيئة بيوم الجمعة 17 أو XVII بالأرقام الرومانية، وهو نفس أحرف كلمة VIXI، أي “لقد عشت”باللاتينية.
في إسبانيا وأميركا اللاتينية، يوم الجمعة 13 هو في الواقع يوم الثلاثاء 13، ويقول أحد الأمثال الشعبية “لا سفر ولا زواج” في هذا اليوم.
في شرق آسيا، يرتبط تاريخ 4 من كل شهر بالفأل السيئ، وهي خرافة شائعة جدا تحديدا في الصين وتايوان واليابان وكوريا.
وتشهد سنة 2024 يومَي جمعة 13 في أيلول/سبتمبر وكانون الاول/ديسمبر. أما سنة 2025 ففيها يوم جمعة 13 واحد فقط يصادف في حزيران/يونيو، بينما يضم عام 2026 ثلاثة أيام جمعة 13.