الهجمات الروسية تشكل تحديات جديدة للأمن الغذائي العالمي.
شارك هذا الخبر
Friday, September 13, 2024
يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في العالم بسرعة. واليوم بالفعل، يعاني شخص من كل أحد عشر شخصاً على هذا الكوكب من نقص التغذية. في نفس الوقت الذي تؤثر فيه الأزمات الإنسانية والغذائية على الملايين من البشر، فإن تصرفات روسيا تؤدي إلى تفاقم الوضع، وتخلق تهديدات إضافية للاستقرار العالمي.
في 12 أيلول/سبتمبر 2024، ارتكبت القوات الروسية عملاً عدوانيًا آخر، حيث شنت هجومًا صاروخيًا على سفينة مدنية كانت تنقل الحبوب الأوكرانية إلى مصر. وقع الهجوم فور مغادرة السفينة المياه الإقليمية الأوكرانية، مما ألقى بظلال من الشك على أمن الإمدادات الغذائية الحيوية للمنطقة.
هذا الهجوم هو أحدث مثال على استخدام روسيا لتكتيكات الإرهاب البحري. منذ بداية غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا، أغلقت روسيا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، ومنعت تصدير الحبوب والمنتجات الغذائية الأخرى. علاوة على ذلك، تواصل روسيا استخدام الحبوب الأوكرانية المسروقة لتلبية احتياجاتها الخاصة: ففي الآونة الأخيرة، أرسلت سفينتان روسيتان حبوبًا مسروقة من فيودوسيا وسيفاستوبول المحتلتين إلى مصر.
مثل هذه الإجراءات تشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي العالمي. ومع اعتماد أكثر من 400 مليون شخص حول العالم على صادرات الغذاء الأوكرانية، أدى الحصار الذي تفرضه روسيا على البحر الأسود والهجمات المنتظمة على البنية التحتية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم النقص في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى.
على الرغم من كل التهديدات تواصل أوكرانيا جهودها لضمان الأمن الغذائي العالمي. ففي العامين 2023-2024، صدرت البلاد حوالي 70 مليون طن من الحبوب والبذور الزيتية والزيت. وكجزء من برنامج الحبوب من أوكرانيا، مكنت عمليات التوريد بالفعل من توفير الغذاء لثمانية ملايين شخص في بلدان مثل الصومال وإثيوبيا وكينيا واليمن وغيرها. لكن انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود في تموز/يوليو 2023 والهجمات اللاحقة على الموانئ أدت إلى إتلاف أكثر من 300 ألف طن من الحبوب وانخفاض الصادرات بملايين الأطنان.
وبينما يواصل الغرب مناقشة ما إذا كان ينبغي منح أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى لمهاجمة المطارات العسكرية وغيرها من المواقع الاستراتيجية في روسيا، تواصل موسكو أعمالها العدوانية، مما يهدد السلام والأمن الغذائي. إن التأخير في اتخاذ القرار لن يؤدي إلا إلى تفاقم عواقب العدوان الروسي، مما يعرض حياة الملايين من الناس للخطر. وإذا كان المجتمع الدولي يناضل من أجل تحقيق الاستقرار والأمن، فمن الملحّ أن يزود أوكرانيا بكل الدعم اللازم، بما في ذلك منحها الإذن بضرب أهداف عسكرية في روسيا، لوقف انتشار التهديدات العالمية التي يفرضها الكرملين.