لم تنته مفاعيل المناشير التي نشرها مجهولون منذ أيام في منطقة الشويفات، والتي تحمل صور ضحايا هجوم مجدل شمس في الجولان المحتل، وصور ضحايا أحداث 11 أيار في جبل لبنان، موقّعة بعبارة: “سنثأر لهم يا حزب الله، ولشهداء 11 أيار”،
ففي حين سارع الحزب التقدمي الإشتراكي الى استنكار ما حصل، معتبرا أن "وضع هذه المناشير خطوة مشبوهة تهدف الى التحريض وزرع الفتنة"، اعتبر البعض الآخر أن "الصرخة التي أطلقها واضعو المناشير محقّة لأنها تعبّر عن جرح لم يُختم بعد رغم مرور سنوات على أحداث 11 أيار فيما المرتكبون لم ينالوا عقابهم".
وفي هذا الإطار، اعتبر النائب مارك ضو في حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "ما تم ارتكابه في 11 أيار عام 2008 يجب أخذه بعين الإعتبار، أما عن جريمة مجدل شمس فلا يمكن حتى الآن معرفة من هي الجهة المسؤولة عنها بانتظار نهاية التحقيق في هذا الملف".
ورأى أن "أهالي الشويفات يستحقون تقديم الإعتذار لهم وتنفيذ محاكمات عادلة عن أحداث 11 أيار التي أودت بحياة 12 شخصا في حينها"، وقال: "انعكاسات هذه الحادثة ستظل قائمة طالما العدالة لم تُطبّق والجرح سيبقى مفتوحا، بالتالي في أي مناسبة قد تعود هذه الحادثة الى الواجهة ولا يمكن التعامل معها على أنها تطوّر مفاجئ بل يجب أن نكون متفهّمين، فمن يقف وراء هذه المنشورات ويظهر ردة الفعل هذه مجروح وهو ضحية ولم يحصل على حقّه".
وتابع: "من هذا المنطلق، يمكن تفهّم أسباب وضع هذه المنشورات"، لافتا الى أنها "وُضعت في توقيت حساس ولكن تفهّمنا للظروف القائمة لا يعني بالضرورة أن هذه المنشورات لا تحمل في مضمونها ملفا محقّا، لأن أشخاصا قٌتلوا في بلدتهم جراء هجوم مسلّح باتجاه بيوتهم، ومن الواجب أن يبقى من يطالب بتحصيل حقوقهم".
ضوّ شدّد على أن "عبارة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لم تعد تنفع ويجب التخلص منها والعمل على التعاطي مع بعضنا البعض كشركاء في هذا البلد"، مؤكدا أن "أي اعتداء من قبل أي طرف يجب أن يتم التعامل معه بالأسلوب نفسه وبالتالي لا يجب التغاضي عن أي جريمة بحجة وجود ظرف معين".
وردّ ضو على الذين يعتبرون أن من هم وراء هذه المنشورات جماعة متطرّفة، بالقول إن "من قتل الشباب في الشويفات في 11 أيار هم أيضا جماعة متطرفة".
وتعليقاً على مواقف رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط الأخيرة الداعمة لحزب الله، شدّد ضو على أن "أي حزب سياسي في لبنان لا يعبّر عن موقف طائفة معينة بل مواقف تعبّر عن مصالحه، وبالتالي لا "حزب الله" يعبّر عن الشيعة ولا الحزب "التقدمي الإشتراكي" يعبّر عن الدروز إنما يعبران عن خطاب سياسي يمثّل دورهما ومصالحهما".
وأردف: "أي فريق لبناني يعتدي ويقتل لبنانيين في قراهم أقف ضدّه، كما أننا جميعا نقف ضد العدو الإسرائيلي، وهذان الموقفان غير متناقضين"، مضيفا: "لا يجب التنازل عن أي حق لصالح أي لبناني تم الاعتداء عليه، بحجة العدوان الإسرائيلي".
كما ذكر ضو أن "الموضوع لا يزال يتفاعل بين أبناء المنطقة الذين يرفضون السكوت عما حصل معهم ولديهم كامل الحق، ففين حين يطلبون منهم تقدير جراح الآخرين، لا يتم تقدير جراحهم".
في المقابل، رأت أوساط مطّلعة على أجواء الحزب "التقدمي الإشتراكي" في حديث لـ "الكلمة أونلاين" أن "الهدف من هذه المنشورات محاولة إثارة الفتنة في هذه المرحلة الصعبة، وإعادة التذكير بالاحداث التي كانت قد شهدتها المنطقة، تصرف مشبوه يخدم العدو الاسرائيلي بشكل مباشر".
وأشارت الأوساط الى أن الحرب "التقدمي الاشتراكي" يتمنى على الأجهزة الامنية إستكمال التحقيقات لمعرفة من يقف وراء هذه المنشورات ومحاسبتهم"، معتبرة أن "تحريض الناس على بعضهم البعض ليس مجرّد "مزحة"".
وذكرت الأوساط أن المنشورات وضعت في فترة الليل ولم تعمد الأجهزة الامنية حتى اللحظة إلى تسمية أي مجموعة معينة دون غيرها كما يتم التداول فالتحقيقات لا تزال مستمرة".
وأوضحت أن "التقدمي الاشتراكي" فضّل عدم تسمية المفتعلين لأن ذلك من شأنه أن يخدم من كانوا وراء هذا العمل".
ولفتت الأوساط إلى أن "الموضوع لم يأخذ حيّزا كبيرا من التفاعل بين أهالي المنطقة لأن هؤلاء اعتادوا على هكذا محاولات، علما أنه لا يجب التقليل من أهمية ما حصل لأنه يمكن للبعض غير المطلع على أبعاد الأحداث أن ينجرّ"، مضيفة: "الامور حتى الآن إيجابية وذلك بفعل الموقف السياسي الواضح لجنبلاط والعمل الذي يقوم به الحزب على الأرض من تنسيق مع جميع القوى والفعاليات منعا لتطور الأمور بغير مسارها الصحيح".
واعتبرت أن "المتضررين يفتعلون هذه المحاولات لإدراكهم أن وضع على الارض إيجابي".
من جهة أخرى، أفادت الأوساط بأن التواصل بين حزب الله و"التقدمي الاشتراكي" قائم، مؤكدة أن "هناك وعيا مشتركا بين الطرفين للتنبه من هكذا محاولات في هذه المرحلة الحساسة".
وختمت الأوساط: "التقدمي الإشتراكي يفضّل عدم التكلّم عن هذه الحادثة وإعادة إثارتها من جديد منعا لإعادة تذكير الناس بالأحداث الماضية".