إندبندنت- مجزرة حي الدرج ستجعل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعيداً

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 11, 2024

نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريراً لبيل ترو قالت فيه إن قصف إسرائيل مدرسة التابعين ومسجداً في حي الدرج بمدينة غزة هو مثال جديد عن التصعيد الذي يجعل من إمكانية التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار بعيدة.

وقالت إنه، وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان الولايات المتحدة أنها ستفرج عن 3.5 مليون دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، خرجت مشاهد الدمار في غزة بسبب غارة إسرائيلية على مدرسة التابعين ومسجد بمدينة غزة. وتم تبادل لقطات فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر أشلاء الضحايا وبرك الدم والأرض المحروقة. وقال الدفاع المدني في غزة إن أكثر من 90 شخصاً قتلوا، من بينهم 11 طفلاً و 6 نساء. وقالت حكومة “حماس”، التي تدير القطاع المحاصر، إن الحصيلة قريبة من 100 شخص.

ونقلت الصحيفة عن جراح بارز في المستشفى الأهلي الذي يعالج الجرحى أنه استقبل 70 جثة معلمة، و 10 جثث مكونة من أشلاء لم يتم التعرف على هوية أصحابها. وقال: “كانوا أشلاء، رؤوساً، والأطراف العليا، ولم نكن قادرين على التعرف بالمطلق عليهم”.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الحادث مباشرة، وحوّل الصحيفة إلى بيان نشره المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني على منصة إكس. وزعم البيان وجود 20 مقاتلاً من “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، بمن فيهم قادة بارزون يستخدمون مجمع المدرسة “للقيام بهجمات إرهابية”. وقال إن “المجمع ضرب والمسجد داخله لأنه استخدم من حماس والجهاد الإسلامي كمنشأة عسكرية”، وشكّك بالرقم الذي أعلنت عنه السلطات في غزة. ونقلت الكاتبة عن أشخاص في المكان قولهم إنه كان مزدحماً بـ 300 نازح، وإن من بين القتلى نساء وأطفالاً. وهناك عدة أمثلة قام بها الجيش الإسرائيلي بضرب مدارس استخدمها النازحون كملاجئ في غزة.

وأخبر المفاوضون المشاركون في التفاوض على هدنة، عدة مرات، أنه كلما حدثت غارة كبيرة ضد المدنيين، فإنها تزيد من الضغوط على مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقع استئنافها بعد أيام.

وأنكرت إسرائيل استهدافها مركزاً مدنياً أو ارتكابها جرائم حرب، إلا أن مفوض السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل كتب على منصة إكس أن “التابعين” هي واحدة من 10 مدارس استهدفتها إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مضيفاً “لا يوجد أي مبرر لهذه المذابح”، و”نشعر بالغضب من الحصيلة الكلية للقتلى، وقتل أكثر من 40,000 فلسطيني منذ بداية الحرب”.

وفي الحقيقة؛ استهدفت إسرائيل، في الأيام السبعة الأخيرة، سبع مدارس لجأ إليها المدنيون، أي بمعدل مدرسة في اليوم، حسب منظمة “فعل من أجل الإنسانية”.

وقالت المنظمة، ومقرها مانشستر في بريطانيا: “كانت كل مدرسة من هذه المدارس مزدحمة بالمدنيين، وهم ما يثير قلقنا عن السياسة المحتملة باستهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ”.

ودعت بريطانيا تحديداً لتعليق الأسلحة إلى إسرائيل. في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم واشنطن 3.5 مليار دولار إلى إسرائيل لكي تنفقها على شراء المعدات والأسلحة الأمريكية.

وفي الوقت نفسه تُواصل بريطانيا والولايات المتحدة بالدفع من أجل صفقة لوقف إطلاق النار وعودة الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”.

وفي الوقت الحالي ليس لدى سكان غزة الذين كان عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة أي مكان للهرب إليه، وسط متاهة أوامر الجلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، وكان آخرها من خان يونس، هذا الأسبوع. وهم يعانون من القصف الجوي والبحري والمدفعي والمسيّرات وتوغل دبابات الجنود والحصار الذي أدّى، حسب الأمم المتحدة، إلى مجاعة. والأمل الوحيد هو مفاوضات وقف إطلاق النار المتوقع استئنافها يوم الخميس إما في العاصمة القطرية، الدوحة، أو المصرية، القاهرة.

وفي إشارة عن اليأس العالمي من توقف الصراع المتصاعد، الذي امتد إلى ما هو أبعد من حدود غزة، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على البيان الذي يدعم محادثات 15 آب/أغسطس. مع أن مقتل العشرات في غارة على مدرسة تؤوي النازحين لن يؤدي إلا إلى جعل التوصل إلى اتفاق أكثر استحالة.

وفي سياق مختلف، قال موقع “أكسيوس” إن الولايات المتحدة تحضر لأسبوع مهم للتفاوض على وقف إطلاق النار، مضيفاً أن قطاراً من المسؤولين الأمريكيين يخططون للسفر إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمنع اندلاع حرب واسعة.

وتعتبر الجولة الدبلوماسية مهمة لأنها قد تزيد من غرق المنطقة في النزاع، أو تؤدي، ولأول مرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلى تغير بالمسار، بشكل يعلم إرث بايدن السياسي. وسيحاول المفاوضون العمل، وخلال الأيام الماضية، على سد الفجوات بين “حماس” وإسرائيل، وقبل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الأطراف.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن يوم الخميس سيكون لحظة “الآن أو أبداً” للتوصل إلى صفقة.

وفي نفس الوقت تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالضغط على إيران و”حزب الله” بعدم ضرب إسرائيل انتقاماً لمقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” في طهران، والقائد العسكري في “حزب الله”، فؤاد شكر في العاصمة بيروت.

وتقوم أمريكا وفرنسا وبريطانيا وعدة دول عربية بإنهاء تحضيراتها للدفاع عن إسرائيل من هجوم محتمل إن لم تنجح الدبلوماسية.

وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل (إريك) كوريلا في إسرائيل، يوم الخميس، في زيارة هي الثانية في أقل من أسبوع لتنسيق صد الهجوم.

وليس لدى إسرائيل وأمريكا أية فكرة عن موعد ضرب إيران أو “حزب الله”، لكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يتوقعون ضربة من “حزب الله” في نهاية الأسبوع، على الأرجح. واجتمع، يوم الجمعة، مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان عبر الزووم مع ثماني عائلات أسرى في غزة، وأحاطها بالجولة الحاسمة للمفاوضات يوم الخميس، حسب مسؤولين على معرفة بالأمر. وأخبر سوليفان العائلات بأن إدارة بايدن تدفع باتجاه صفقة تعيد الأسرى، وتؤدي لوقف إطلاق النار، وكذلك لمنع حرب واسعة في الشرق الأوسط.

ويتوقع أن يقود ويليام بيرنز الوفد الأمريكي المفاوض، وسيسافر إلى المنطقة بداية الأسبوع.

وسيصل إلى القاهرة مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغيرك، بداية الأسبوع، ويعقد محادثات مع المسؤولين المصريين، ولمواصلة الجهود لإنهاء ترتيبات أمنية على الحدود بين مصر وغزة. وتركز الجهود على نظام مشترك لمنع دخول الأسلحة من مصر إلى غزة، واتفاق لإعادة فتح معبر رفح، حسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين. ويعتبر فتح معبر رفح من جديد مهماً لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن مهمة ماكغيرك مرتبطة بالتطورات بين “حزب الله” وإيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. وأخبر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه يفكر بالسفر إلى المنطقة الأسبوع المقبل، والانضمام إلى المحادثات. إلا أن رحلته مرتبطة بالتطورات في المنطقة، فلو حدث تصعيد كبير، فعلى الأرجح عدم سفره.


القدس العربي