خاص - نتانياهو استدرج اميركا لتطويق ايران تحضرا لقصف النووي …وشويغو يستدرك ولا يضمن - سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 10, 2024

خاص - الكلمة اونلاين

سيمون ابو فاضل

تمكن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو من اعادة القوات العسكرية ألأميركية الى منطقة الشرق الأوسط و "بحاره " بأعداد وقدرات مختلفة واكبر من التي استحضرتها بعد عملية طوفان الأقصى ,ثم غادرت معظمها وفي مقدمتها حاملات الطائرات والقطع المرافقة بعد اشهر المنطقة , لاعتبارها حينها ان الاخطار زالت عن اسرائيل ..

عادت الأساطيل الأميركية بعيد اغتيال اسرائيل لكل من القيادي في حزب الله فؤاد شكر في المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية , ومن بعده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران عاصمة الجمهورية الأسرانية الأسلامية , معنبرا نتانياهو من خلال هاتين العمليتين عن استعداده لتوسيع المواجهة مع ايران, قائدة محور الممانعة واذرعها باشعاره حرب واسعة .


اذا ,استدرج نتانياهو واشنطن, بتحديه المرتفع لمحور الممانعة عبر الأغتيالات التي نفذتها اسرائيل , لاعادتها الى الشرق الأوسط للدفاع مجددا عن اسرائيل , وصد الصواريخ والمسيرات التي ستطلقها طهران وانصارها من ساحات الأقليم نحو اسرائيل سواء كان ذلك بالجملة ام بالمفرق وكل وفق توقيته .
حتى الآن كسب نتانياهو رهانه و واستدرج واشنطن لإحياء تحالف أوسع من الذي عمل على صد هجمات ايران وانصارها على اسرائيل في 13 نيسان الماضي ,لكن قد تبقى خارجه عدة دول عربية شاركت يومها في صد الهجوم الأيراني .


وقد رفعت واشنطن من تجهيزاتها العسكرية ونوعيتها لا سيما على صعيد الطيران الحربي المتطور وكذلك عمد الحلفاء , بهدف صد هجوم ايران واذرعها ,منعا من ان يحقق الهجوم المرتقب ان يكون اكبر من السابق وربما وفق جولات على عدة ايام اصابات واضرارا داخل اسرائيل , فيعطي ذلك ذريعة لنتانياهو لاعادة ضرب ايران و ساحات المشاغلة وادخال المنطقة في حرب اوسع ..

حدد نتانياهو امام الكونغرس الأميركي مكمن التهديدات الأيرانية ومخاطرها على المنطقة ,واسمع الأميركيين كلاما بانه يقاتل الارهاب عنهم ,وعاد بدعم اميركي واسع , من الحزبين الديموقراطي الذي يحظى بشكل دائم تأييد نحو 70% من اصوات اليهود و الجمهوري الذي يتزعمه المرشح الرئاسي دونالد ترامب .
ويدل حجم الدعم الأميركي لتسليح اسرائيل للسنوات المقبلة منذ اليوم , بما يقارب 4 مليارات دولار مدى الدعم الأستراتيجي لهذا الكيان ,دون اغفال الغطاء الذي توفره ألأدارة الأمير كية الحالية وتغطيتها مجازر نتانياهو المستمر في معركته للقضاء على قيادة حماس .


لكن التخوف الذي يخيم على المنطقة , لا يكمن في حجم الرد الممانع على اغتيالات اسرائيل سواء حصل بالتضامن ام احادي , لأن المعطيات واضحة بأن ايران واذرعها باتوا يأخذون بعين ألأعتبار التهديدات الأميركية , اضافة الى دخول ايران ال "بازار " على حساب اذرعها وما تحققه من مكاسب , سيما ان الرد عليها سيكون قاسيا وهي لن تدمر ما بنته منذ انطلاق الثورة الأيرانية , قبيل اشهر من الأنتخابات الأميركية واحتمال طبيعي لعقد صفقات .


لذلك ان الخطر الذي يخيم على المنطقة ,هو نتانياهو نفسه ومحاولته الأستفادة من حجم القوى الأميركية والدول المتحالفة معها للدفاع عن اسرائيل ,اذ من غير المستبعد ان يعمد الى توجيه ضربات على مقرات التخصيب النووي و"المفاعلات ",مستغلا تطويق ايران من قبل قوى دولية فاعلة , وهو امر في الوقت ذاته قد لا يكون سهلا اللجوء اليه في ضوء اعتبار مصدر نيابي على خط ألأتصالات الخارجية , بان هكذا قرار لا يستطيع ان يتخذه نتانياهو وحده , لأنه يرتبط بمدى موافقة المؤسسة الأمنية على قراره بعد موافقة نظيرتها في واشنطن على هكذا خطوة وما تحمل من مضاعفات .


اذا في ظل غياب مرجعية دولية نتيجة الواقع الرئاسي ألأميركي وغياب التواصل الفعال مع ايران , كان لافتا تطرق امين مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو ابان زياته ايران و من موقع بلاده كصديقة مشتركة لكل من تل ابيب وطهران , الى ضرورة عدم توسيع الرد الأيراني بالتزامن مع اثارته مصير الملف النووي الذي هو هاجس نتاناهو , لكون روسيا هي الوحيدة في هكذا مرحلة قادرة على تولي هكذا مهمة وضمان التزامات بين البلدين , لكن دون امكانية ضمان نتانياهو وقراراته ..