ناشونال إنترست- فرصة أميركا الأخيرة لتجنب الحرب في الشرق الأوسط

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 10, 2024

قبل الانتخابات الرئاسية في 2020 مباشرة، نشر دانييل إل. ديفيس، مقدم متقاعد في الجيش شارك في أربع مهام قتالية، كتاباً بعنوان "الساعة الحادية عشرة في أمريكا 2020" تناول فيه تدهور السياسة الخارجية الأمريكية وما يجب على الإدارة المقبلة القيام به من إصلاحات، مؤكداً تعرض بلاده لخطر التعثر في عدد من الحروب التي يمكن تجنبها والتي قد تلحق ضرراً خطيراً بالولايات المتحدة. والآن، بعد أربع سنوات، يقول ديفيس، ربما نكون على بعد ساعات أو دقائق من هذا النذير المشؤوم.

ويقول ديفيس، وهو مقدم برامج سياسية، ترسل الولايات المتحدة قوة قتالية كبيرة إلى الشرق الأوسط استعداداً لضربة انتقامية من جانب إيران ضد إسرائيل. وتحذر الحكومة الإسرائيلية مواطنيها من تجهيز الملاجئ والاستعداد لانقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي ونقص في مياه الشرب لفترة طويلة من الزمن.
وأضاف في مقاله بموقع "ناشونال إنترست" إن "المفارقة الغريبة في هذا الصدام المحتمل بين العمالقة في الشرق الأوسط هي أنه بالدبلوماسية البارعة والتفكير الرصين، كان من الممكن حل الموقف قبل بلوغ عتبة القتال منذ فترة طويلة. ومع ذلك، يبدو أن واشنطن وتل أبيب عالقتان في تكرار أسوأ الاتجاهات التي حددتها في كتابي لعام 2020، حيث أكدت أننا سنفشل إذا رفضنا إنهاء الحروب الأبدية، وإذا رفضنا تبني طرق جديدة للتفكير في كيفية تعاملنا مع العالم".

بدأ هذا الانفجار الحالي بما اعتقده الكثيرون في الغرب أنه حدث فجأة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بمهاجمة حماس لإسرائيل. وبينما كان لإسرائيل كل الحق في الرد، فلم يكن لها الحق في الاستغناء عن قوانين الحرب خلال الطريقة التي ترد بها. وكان من حق حكومة الولايات المتحدة دعم إسرائيل ولكن كان يجب عليها أولاً ضمان أمن بلدنا وتجنب الحرب في هذه العملية.


حرب أخرى
وحذر الكاتب "يبدو أننا، للأسف الشديد، في وضع الطيار الآلي، متجهين إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط". وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن دعم بلاده في حال تعرض إسرائيل لأي هجوم، مؤكداً أن بلاده فعلتها في أبريل (نيسان) بالاستخدام المكثف للقوات الجوية والبحرية الأمريكية لاعتراض صواريخ إيران وطائراتها بدون طيار رداً على قصف إسرائيل لمبنى السفارة الإيرانية في سوريا.


ولإثبات صدق تصريحات أوستن وأنها لم تأت من فراغ، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية بنشر قوة قتالية أمريكية إضافية في المنطقة، بما في ذلك الأصول الجوية والبحرية، فضلاً عن القوات البرية الإضافية.
وزعم بيان رسمي لوزارة الدفاع الأمريكية أن "هذه القدرات الدفاعية كلها لدعم الردع وخفض التصعيد". وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ إن أفضل طريقة لخفض التصعيد "هي أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هذا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن الأمريكيين أيضاً".
وأقدمت إسرائيل على اغتيال أحد أكبر مفاوضي حماس في طهران والذي كانت محادثات وقف إطلاق النار تجري معه. والواقع أن عملية الاغتيال هذه التي جرت في قلب طهران هي الدافع وراء الرد الإيراني الوشيك (إضافة إلى اغتيالات إسرائيلية أخرى لقادة حزب الله في لبنان). وربما تحاول أمريكا استخدام الوسائل الدبلوماسية لمنع الرد الإيراني، ولكن أفعالنا تجعل الحرب أكثر احتمالاً، وليس أقل.


إسرائيل والدفاع عن النفس
وبغض النظر عن المشاعر، يقول الكاتب، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتدخل إذا خاضت إسرائيل حرباً ضد إيران. فقد خاضت إسرائيل حروباً في الماضي، ولم نقاتل من أجلها، ومع ذلك فقد تعاملت مع أمنها بنجاح. والسبب وراء تقديم واشنطن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لإسرائيل كل عام هو ضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها. وأثبتت هذه الجهود نجاحها؛ والآن تستطيع إسرائيل أن تدافع عن نفسها بدعم أمريكي أو بدونه.
وأضاف الكاتب أن إيران تمتلك قوات صاروخية قوية، ولكنها قوة عسكرية إقليمية متوسطة، ولا تضاهي الجيش الإسرائيلي على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، وقعت إسرائيل في مشكلة في إبريل (نيسان) من هذا العام عندما انتهكت القانون الدولي بمهاجمة هدف في مجمع سفارة إيرانية، مما دفع إيران إلى الرد العسكري المتوقع تماماً.
في الأسبوع الماضي، اغتالت إسرائيل عدداً من كبار المسؤولين في حماس وحزب الله في طهران وبيروت على التوالي. وأهمية الأهداف والنتائج المترتبة عليها واضحة. ومن المرجح أن تفضي الأهداف الحساسة سياسياً التي تعرضت للضربات الإسرائيلية إلى رد عسكري من جانب إيران.


تحذير من التورط
وتابع الكاتب: "إسرائيل ملزمة باتخاذ إجراءات تضمن أمنها. وإذا خاض القادة الإسرائيليون مخاطر تؤدي إلى المزيد من الهجمات ضد إسرائيل، فيجب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذا الموقف. ولكن ما لا ينبغي أن يحدث هو أن تتوقع تل أبيب أن تقاتل القوات المسلحة الأمريكية إلى جانب جيش الدفاع الإسرائيلي. ولا ينبغي لواشنطن أن تكون طرفاً في الانخراط في عمليات عسكرية تتعارض مع أهداف أمنها القومي وقد تجرها إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط".
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "لا شيء يمكننا التحصل عليه بينما يمكننا أن نخسر كل شيء في خوض حرب ضد إيران. وينبغي أن يكون من أولويات البيت الأبيض أن لا يخاطر بفقدان رجال ونساء الخدمة العسكرية الأمريكية إلا إذا تعرض أمن الولايات المتحدة للخطر، وليس لأن حكومة أجنبية، بغض النظر عن مدى صداقتها، تتخذ إجراء من المرجح أن يؤدي إلى رد عسكري من جانب العدو. يجب أن نتوقف عن اختيار الحرب، وإلا قد تُكلِّفنا أكثر مما نتصور ذات يوم".


24.AE