كأنّ هناك سياسة متعمدّة من قبل الأحزاب المسيحيّة على مصير أهالي القرى الجنوبيّة، بعدم الإضاءة على المأساة التي تفتك بسكّانها، فما يجري ليس أقل من موت بطيء.
وبسبب الحرب القائمة في الجنوب، اضطر بعض الأهالي على مغادرة منازلهم خوفاً على مستقبل أولادهم، ولكن هذا لا يعني أنّ مسيحي الجنوب قد انسلخوا عن أرضهم، فالعودة تحصل يوميا،ً لكنّ الظروف الأمنيّة تمنع الركون في المنازل في الوقت الحاضر.
ما تعيشه بلدة كوكبا ورميش وبلدات أخرى صعب للغاية، باعتبار أنّ حياتهم "واقفة على كف عفريت"، بحسب ما وصفه أحد أبناء بلدة رميش، لكن وسط ذلك هناك عائلات كثيرة مازلت تقطن في منازلها ولم تُغادرها، وهُنا تتجلّى "مشهديّة الصمود والتعلّق في الأرض".
في هذا السياق، أكّد رئيس بلديّة كوكبا، إيلي أبو نقوّل في حديث "للكلمة أونلاين"، أنّ بعض الفعاليات في المنطقة قامت بإنشاء "تجمّع رؤساء بلديّات"، لدعم صمود الأهالي، وبالتالي قام هذا التجمّع بزيارة مرجعيات عدّة إلاّ أنّ حتّى اليوم لم نشهد على أي مبادرة أو مساندة.
وكشف أنّ جمعيّة "النورج" برئاسة الدكتور فؤاد أبو ناضر، تساند الأهالي منذ بداية الحرب، فقد أرسلت كميّة كبيرة من المازوت وحالياً استطاعت بفضل الخيريين على تقدمة مساعدات تربوية من خلال الدخول إلى جامعة القديس يوسف، وذلك بحسومات تتراوح بين الـ50 و80%.
,وأوضح أبو نقول أنّ هناك نازحين من بلدة كفرشوبا نزحوا نحو كوكبا، ولكن كلّ المساعدات تعود إليهم وليس لأهالي البلدة المستضيفة الصامدة.
وبالرغم من كلّ هذه الصعوبات، أوضح أنّ الأحزاب المسيحيّة غائبة، فهي تنتظر فقط موعد اقتراب الاستحقاق النيابي لمساندتهم، مطالباً المسؤولين بإعفاء الأهالي من فواتير الكهرباء والمياه، إضافةً إلى دعم الأهالي بالأدوية المزمنة.
في المقابل، شدّد رئيس بلدية مسيحيّة مجاورة على أنّ الاحزاب غائبة كلياً ولا تقوم بواجباتها، مشيراً إلى أنّ ليس هناك سوى جمعية "سوليدارتي" برئاسة المهندس شارل الحاج وجمعيّة "كاريتاس" يسألان دائماً عن أبناء البلدة وأوضاعهم، ويتواصلان معهم دائماً.
وقال "نحن هواة سلام، سنتمسّك بأرضنا ولن نُغادرها بالرغم من تقاعص أحزابنا"، خاتماً، "يؤلمنا أننّا كمسيحيين مهمشين ولا أحد يبالي إلاّ بالمهرجات والحفلات، في المقابل أشقاؤنا في البيئة الشيعيّة يحصلون على كامل الدعم ومقومات الصمود.