ذي أتلانتيك- كيف تتعاكس صورتا فانس ووالز الانتخابيتان؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 9, 2024

اختار المرشحان للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس ودونالد ترامب مرشحين لمنصب نيابة الرئاسة من الغرب الأوسط ومن خلفيات متواضعة، مع توقع أن يجذبا ناخبين من الطبقة العاملة البيضاء. لكن الاختيارات تشبه مراهنات على نظريتين مختلفتين تماماً للسياسة الانتخابية حسب الكاتب جلعاد إدلمان.

فالحجة لصالح حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز هي أن القاعدة التقدمية ستحب أجندته السياسية وأن الناخبين المترددين سيحبون أسلوبه. بالنسبة إلى السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو، فالأمر معكوس: ستحب قاعدة ماغا أسلوبه وسيحب الناخبون المترددون أجندته السياسية.
سر الحماسة لوالز؟
كتب إدلمان في مجلة "ذي أتلانتيك" أنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بينما كانت حملة هاريس تدرس علناً مجموعة من الرجال البيض في منتصف العمر، ظهر والز باعتباره الخيار المفضل ليس فقط لليسار الناشط على الإنترنت وبيرني ساندرز، لكن أيضاً لقادة الحزب الديمقراطي من ضمنهم نانسي بيلوسي، وفق صحيفة ذا هيل. حتى أن الاختيار نال إشادة سخية من السيناتور جو مانشين الذي أصدر بياناً وصف فيه والز بأنه "الصفقة الحقيقية".

بالنسبة إلى جناح ساندرز في الحزب، تنبع جاذبية والز إلى حد كبير من سجله السياسي: بعد فوز الديمقراطيين في مينيسوتا بثلاثية نادرة سنة 2022، نجح والز في تمرير مجموعة من القوانين التقدمية، مثل وجبة الغداء المدرسية المجانية الشاملة والإجازات العائلية والطبية المدفوعة. في الوقت نفسه، يرى البراغماتيون مثل بيلوسي والوسطيون مثل مانشين رجلاً أبيض نزيهاً من الريف الأمريكي يمكنه كسب أصوات ناخبي ترامب.

ماذا عن فانس؟
من الناحية النظرية، يجذب فانس أيضاً كلاً من قاعدة حزبه والناخبين المترددين في الوسط، لكن في حالته، يتم عكس أدوار السياسة والأسلوب: يجذب الأسلوب القاعدة وسياساته الاقتصادية الوسط. بعدما بدأ ناقداً له، ربط فانس نفسه بترامب بأكبر قدر ممكن، إلى حد زعمه جدياً بأن انتخابات 2020 سُرقت. لكن فانس ليس نسخة مصغرة من ترامب، لأنه على عكس الرئيس السابق، يبدو أن لديه أهدافاً سياسية شعبوية حقيقية.

فقد أعلن في خطاب قبوله في المؤتمر الوطني الجمهوري: "لقد انتهينا، سيداتي وسادتي، من تلبية احتياجات وول ستريت. سنلتزم بالرجل العامل". وبصفته عضواً في مجلس الشيوخ، وبينما تصدر عناوين الأخبار بخطابه القاسي على قناة فوكس نيوز، تعاون بهدوء مع الديمقراطيين لتقديم تشريع يمكن وصفه بشكل عادل على أنه تقدمي، مثل مشاريع القوانين التي من شأنها تقييد رواتب المديرين التنفيذيين للبنوك، وإنهاء الإعفاءات الضريبية لعمليات الاندماج بين الشركات، وتشديد لوائح سلامة السكك الحديدية.
ربما اتخذ مواقف محافظة للغاية بشأن الإجهاض وغيره من القضايا الاجتماعية، لكنه جزء من فصيل جمهوري ناشئ يعتقد أنه قادر على استقطاب الناخبين الديمقراطيين الليبراليين اقتصادياً والمحافظين ثقافياً. في مقابلة أجراها إدلمان معه سنة 2019، قال: "ما أود فعله حقاً هو خسارة موظف أبيض متعلم في وادي السيليكون مقابل جذب أمريكيَين أسودين من الطبقة المتوسطة".

أكثر أماناً
مع محاولة تعزيز المرشحين الرئاسيين للفرص الانتخابية على الهامش، يبدو والز خياراً أكثر أماناً من خيار فانس وفق الكاتب. لا ينتبه معظم الناخبين عن كثب إلى التفاصيل الدقيقة لمواقف المرشحين السياسية. وينطبق هذا بشكل مضاعف على الناخبين المترددين الذين لا يعرفون أو لا يهتمون تقريباً بالاختلافات بين المرشحين في المسائل السياسية.

فلو كانوا يعرفون ذلك لما ترددوا بين ترامب وهاريس في المقام الأول. يمكن تقديم حجة لمصلحة التواصل على أسس آيديولوجية مع القاعدة المندفعة سياسياً، وعلى أسس التأثير والأجواء الإيجابية مع الناخبين المتأرجحين.

على الورق، بالتأكيد. نشأ والز في بلدة ريفية صغيرة ودرب فريقاً لكرة القدم في المدرسة الثانوية، وفي 2016 احتفظ بمقعد نيابي في منطقة كسبها ترامب بفارق 15 نقطة. يقول زميل إدلمان في المجلة نفسها ديفيد غراهام: "إن صراحة وفظاظة والز في الغرب الأوسط قد تكونان ميزة لحزب أصبح مرتبطاً سلباً بالنخب الساحلية التكنوقراطية".
لكن الاحتمال يظل قائماً بأن والز، كما قال محرر مجلة ناشيونال ريفيو ريتش لوري، هو "فكرة مذيع في قناة إم إس إن بي سي عن سياسي شعبي يمكنه جذب أمريكا الوسطى". لا يتمتع الحزب الديمقراطي بأقوى سجل حافل هنا.
كان من المفترض ذات يوم أن تكون إيمي ماكغراث، الطيارة المقاتلة السابقة، الحدث الكبير القادم في سياسات كنتاكي. لكنها خسرت أمام الجمهوري ميتش ماكونيل بنحو 20 نقطة في 2020.
على الجانب الآخر من المعادلة، إذا تنبأ المرء بأن ساندرز، يهودي اشتراكي من شمال شرق البلاد، سيحقق نتائج أفضل في انتخابات 2016 التمهيدية من هيلاري كلينتون بين الناخبين الديمقراطيين الذين يميلون إلى الفكر المحافظ، فسيكون مستبصراً عليه الاتجاه إلى التداول اليومي. هذا ناهيكم عن التقارب الذي يظهره الناخبون من الطبقة العاملة البيضاء تجاه ترامب، قطب العقارات في مدينة نيويورك الذي يصمم مساكنه بشكل غير مفارق على طراز قصر فرساي.
من يشرب ماونتين ديو؟
لعل الدرس المستفاد من هذه الأمثلة هو أن الناخبين لا يستجيبون لقصة حياة المرشح بقدر ما يستجيبون لأسلوبه ومزاجه. إن فانس هو في الحقيقة ابن الطبقة العاملة، وهو أقل شعبية بكثير من ترامب، حتى بين الجمهوريين. ربما يرجع هذا إلى أنه يبدو في الواقع ما تحول إليه: مثقف خريج من كلية الحقوق بجامعة ييل من اليمين المحاضِر.
ربما يشرب هو ووالز ماونتن ديو دايت، لكن إذا انتهى الأمر إلى أن يكون والز هو المرشح الأفضل لمنصب نائب الرئيس، فربما يعود ذلك إلى أنه يبدو من النوع الذي يشرب ماونتن ديو دايت. إن تخيل خلاف ذلك ــ أي توقع أن يقوم الناخبون المترددون بتحليل المواقف السياسية للمرشحين لمنصب نيابة الرئيس بعناية ــ سيكون، حسناً، أمراً غريباً.


24.AE