وول ستريت جورنال- عملية مزدوجة في بيروت وطهران تقرب المنطقة من الحرب
شارك هذا الخبر
Thursday, August 1, 2024
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أن الولايات المتحدة لم تتلق تحذيرات بشأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران. وفي تصريحات لقناة “نيوز إيشيا” في سنغافورة قال “هذا أمر لم نكن علم به أو شاركنا فيه”.
وتأتي تصريحات بلينكن بعد تعهد وزير الدفاع الأمريكي بالدفاع عن إسرائيل حالة تعرضها لهجوم من حزب الله عقب استهداف أكبر قائد عسكري للحزب في الضاحية الجنوبية. وفي الوقت الذي أكدت فيه إسرائيل مقتل فؤاد شكر أو الحاج محسن، لم يؤكد حزب الله مقتله، مع أنه تحدث عن وجوده في البناية التي تعرضت للهجوم بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
وعلقت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير أعدته سمر سعيد وروري جونز بالقول إن إيران خططت لأن يكون تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان مناسبة لاستعراض هيمنتها وحجم الجماعات الموالية لها بالمنطقة، فقد كان هناك ممثلون عن حماس والجهاد الإسلامي وحركة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وغيرهم، حيث عانق هنية الزعيم الإيراني الجديد يوم الثلاثاء، لكن قبل أن يطلع فجر اليوم التالي كان هنية ميتا في هجوم داخل العاصمة الإيرانية، حيث حملت حماس إسرائيل المسؤولية.
وجاء مقتل هنية بعد ساعات من استهداف إسرائيل القيادي في حزب الله شكر ببيروت. وتقول الصحيفة إن العمليتين الاستفزازيتين تعتبران إحراجا لإيران التي تعتبر نفسها قائدة محور المقاومة. ودفع التحركان الشرق الأوسط إلى حرب واسعة التي عملت الولايات المتحدة على حد قول الصحيفة جهدها لكي تتجنبها.
ونقلت الصحيفة عن داني سيرينفويتش، الذي ترأس الفرع الإيراني في الاستخبارات العسكرية والزميل حاليا بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب “نحن على حافة تصعيد كبير وعلى قاعدة واسعة” و”إيران هي زعيمة محور ولا تستطيع حماية قادة المحور الذين جاءوا لحضور تنصيب بزشكيان”.
وتقول الصحيفة إن الأسبوع بدأ بمحاولات دبلوماسية أمريكية لمنع تحول مقتل 12 طفلا في الجولان التي تحتلها إسرائيل إلى حرب واسعة. ونقلت الصحيفة عن مفاوضين قولهم إن إسرائيل التي تعرضت لضغوط كي ترد على العملية كانت تبحث عن هدف قوي لا يستفز ردا واسعا. وكان حزب الله قد أشار أكثر من مرة إلى أن ضرب بيروت أو استهداف الزعماء البارزين في الحزب هو خط أحمر.
وعندما اجتازت إسرائيل الخطين، فإن حجم العنف سيتوسع حسب المفاوضين العرب والأمريكيين المشاركين في المفاوضات. وأضاف الهجوم على طهران، الداعمة لحزب الله، متغيرا جديدا وخطيرا لهذه الحسابات. وكعادتها لم تعلق إسرائيل على مقتل هنية.
ويمضي الشرق الأوسط نحو حافة الحرب الإقليمية منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وبعد يوم من الهجمات لتقديم الإسناد إلى حماس. وبعدما ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق وقتلت قيادات بارزة في الحرس الثوري، اعتبرت طهران الهجوم خرقا للسيادة وشنت في نيسان/أبريل هجوما بالصواريخ والمسيرات في أول عملية مباشرة ضد إسرائيل.
وعملت الولايات المتحدة على بناء تحالف للحد من أثر الغارات وكذا الرد الإسرائيلي بحيث رضي كل طرف بما فعل. وعندما ضرب الحوثيون صاروخا قتل إسرائيليا في تل أبيب ردت إسرائيل بقوة على مواقع تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة.
وقام الدبلوماسيون الأمريكيون بجولات مكوكية بالمنطقة لمنع تصعيد الهجمات والردود الانتقامية. ولا يعرف أحد كيف سيكون أثر العملية المزدوجة في بيروت وطهران على الوضع الراهن، إلا أن إسرائيل تنتظر الرد داخلها وعلى أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج. كما يقول ياكوف عميدرور، عضو مجلس الأمن القومي السابق، إن إيران قد “تحاول العثور على نقطة ضعيفة في النظام الإسرائيلي الواسع”.