خاص - حزب الله يتشدد رئاسيا بمواجهة اقتراب تفاهم دولي على مرشح ثالث - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 24, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

لا يبدو "الثنائي الشيعي" متحمسا لزيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان المرتقبة الى بيروت يوم الثلاثاء المقبل. هو يستشعر على ما يبدو ضغطا دوليا غير مسبوق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال الشهرين المقبلين ويُدرك ان تفاهما دوليا بات يتبلور على خيار مرشح ثالث لا يريد حزب الله بالتحديد السير به في مرحلة الحرب المستمرة.لذلك من المتوقع وبحسب المعلومات ان يُحبط المحاولة المستجدة للودريان المنسقة تماما مع اللجنة الخماسية الدولية التي يبدو أعضاؤها متفاهمون على وجوب الانتقال لمرحلة الضغوط القصوى لتمرير الانتخابات الرئاسية بأقرب وقت ممكن.

ولعل الدول الممثلة في "الخماسية" تعتبر انه ومع انشغال طهران بوضعها الداخلي بعد الصفعة الكبيرة التي تلقتها مع مقتل رئيسها وعدد من المسؤولين بتحطم مروحيتهم، يمكن تمرير الرئاسة تحت ضغط النار جنوبا والضغوط الدولية والدبلوماسية وتجنب انتظار هدنة في غزة تؤكد كل المعطيات انها باتت بعيدة المنال اكثر من اي وقت مضى.

ويعي حزب الله تماما ما يُطبخ في هذا المجال وان هناك محاولة جدية لاخضاعه ودفعه مكرها للتخلي عن مرشحه على ان يُعطى هامشا واسعا لاختيار "المرشح الثالث". ويبذل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل جهودا كبيرة للتفاهم مع رئيس المجلس النيابي على اسم يسوقه لدى "الخماسية" دافعا بذلك لخروج الدخان الابيض من قصر بعبدا قبل تموز المقبل. لكن رياح حزب الله لا تجري بما تتمناه سفن "الخماسية" وباسيل، اذ ان التصعيد الميداني الذي بدأه منذ فترة يواكبه تشدد بالتعاطي مع الملف الرئاسي، بحيث انه وان كان يجاري بالعلن كل المساعي والجهود المحلية والدولية لازالة العقبات المحيطة بالاستحقاق الرئاسي، الا انه بالواقع سيحاول خلق المزيد من العقبات كلما شعر بتذليل بعضها لان هناك قرارا واضحا لديه بعدم تسليم اي من اوراقه قبل انتهاء الحرب في غزة. اذ يرى بوضوح الا مصلحة لديه بتسليم ورقة الرئاسة وهو قادر ان يضغط بها في المرحلة المقبلة لتحصيل مكاسب سواء في الميدان او في السياسة.

وطالما هو والرئيس بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يديرون دفة الحكم بما يحلوا لهم، ويتولون المفاوضات الدولية بما يحقق مصالحهم، يجد الحزب من السذاجة في مكان التخلي عن ورقة فرنجية في وقت المحور ككل يخوض حربا كبيرة باتت تستنزفه (وبالتحديد حزب الله) الى حد كبير، من منطلق ان التخلي عن فرنجية يعني الاقرار بخسارة في زمن الحرب، خسارة هو مقتنع انه قادر على تجنبها راهنا.

بالمقابل، صحيح ان "الخماسية" تضغط وستكثف ضغوطها في حال تبلور تفاهم كبير اميركي- فرنسي على اثر اللقاء المرتقب بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون في باريس على حسم الملف الرئاسي، لكنها بنفس الوقت تعي انها لا تستطيع ان تكسر حزب الله وتفرض عليه مرشحا يرفضه، لا اليوم ولا غدا، خاصة وان "الثنائي الشيعي" ممسك بكل اصوات شيعة المجلس النيابي.

ولذلك فان ما تهدد به "الخماسية" ليس عقوبات على المعرقلين، عقوبات لا شك لا تعني الحزب المعاقب اصلا، انما تجميد للملف وتخلي عن لبنان لاجل غير مسمى. ما يعني مزيدا من الضغوط والتخبط الاقتصادي ومزيدا من الانهيار.