قداديس الشعانين تعم المناطق

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 28, 2024

احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بأحد الشعانين، حيث أقيمت الزياحات والقداديس في مختلف كنائس قضاء الكورة، للمناسبة.

ففي كنيسة القديس نيقولاوس العجائبي في بلدة برسا، ترأس الكاهن موسى الشاطريه القداس الاحتفالي في حضور المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى الشاطريه عظة دعا فيها المؤمنين الى "التواضع، والثبات في الإيمان وعدم القلق".

وفي ختام القداس، أقيم زياح حول الكنيسة، تخلله التراتيل والصلوات، وحمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتونة وسعف النخل مرتلين" هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب ".

وترأس كاهن رعية القديسة بربارة في بلدة راسمسقا الكاهن اندراوس سابا القداس الاحتفالي.

ثم ألقى الكاهن سابا عظة تناول فيها معنى الشعانين، مشددا على "أهمية التواضع والمحبة".

كما احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي بأحد الشعانين في كنائس صور، حيث ترأس راعي ابرشية صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس كفوري القداس في كنيسة القديس توما، عاونه الآباء نقولا باسيل، نكتاريوس اراكيلوس، مكسيم الصباغ، الياس تامر، إميل يعقوب، بحضور قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال انريكو فونتانا وضباط من القوة الدولية، رئيس بلدية صور حسن دبوق وحشد من ابناء الرعية.

بعد الانجيل ألقى كفوري قال فيها: "أحد الشعانين 2024 يا إخوة، إفرحوا في الرب كل حين. وأقول أيضاً افرحوا، إفرحوا وليظهر حِلمُكم لجميع الناس. فإن الرب قريب. هكذا يوضح الرسول سبب فرحنا. نفرح لأن الرب قريب. نفرح بالرغم من الآلام والأحزان والشدائد التي تحيط بنا. وليس ذلك فقط، بل نفتخرُ أيضاً في الضيقاتِ عالمينَ أنَّ الضيقَ يُنشِئُ صبراً، والصبرُ تزكيةً، والتزكيةُ رجاءً، والرجاءُ لا يُخزي، نفرح لأن الله معنا، كما لَنا نردد مرتليّن في مسيرة الصوم المبارك: معنا هو الله فاعلموا ايّها الأمم وانهزموا لأن الله معنا. نتألم ولكننا لا نستسلم كما يقول بولس الرسول أيضاً: "مكتئبين في كل شيء، ولكن غير متضايقين. متحيّرين، لكن غير يائسين. مضطهدينَ ،لكن غير متروكين. مطروحينَ، لكن غير هالكين. حاملينَ في الجسد كل حينٍ إماتةَ الرب يسوعَ لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في أجسادنا، نعم نفرح ولا نحزن، لأن مخلصنا غلب العالم بمحبته وتواضعه".

أضاف: "عندما دخل أورشليم التفَّتْ حوله المجموع وكان الفرح يعم الناس. الناس كانت تفرح وتعبّر عن فرحها بالصراخ: مبارك الآتي باسم الرب. المخلص .لأنهُ يأتي ليزيل الشر من العالم ويزرع الخير والرجاء. يفرحون لأن النور يأتي ليمحو ظلام الشر الذي كان يسيطر علي العالم. "النور الذي ينيرُ ويقدِّسُ كل إنسان آتٍ إلى العالم" (يوحنا 1 : 9) اليوم نعيّد لدخول الرب يسوع الى أورشليم . يأتي المخلص ليدخل الى أورشليم ملكاً ولكن ليس كالملوك. يأتي ملكاً متواضعاً بسيطاً. راكباً على جحش "قولوا لابنة صهيون، هوذا ملكُكِ يأتيكِ وديعاً راكباً على أتانٍ ،وجحشٍ ابن . اليوم نعيّد والعالم يغلي . نفرح والنساء تبكي فيما الأطفال تُنتشَلُ من تحت الأنقاض جثثاً هامدةً. هؤلاء الأطفال من أجلهم يدخل اليوم يسوع إلى أورشليم ونظراؤهم يصرخون: أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب. عندما يأتي ملك أو رئيس من رؤساء عالمنا، تحيط به جحافل العسكر، ويتحلّق حوله الحراس المدجّجون بالسلاح. أمّا ملكُنا فيأتي وسط الجموع التي تحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون (علامة النصر والسلام)، وتفرش ثيابها في الطريق ويصرخ الكبار والصغار قائلين: هوشعنا لابن داود. أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب. مبارك الآتي ليخلص العالم من عبودية الخطيئة والموت ويعطيه الفرح الحقيقي".

وتابع: "يبقى السؤال: كيف نعيّدُ وكيف نفرحُ وهيرودسُ العصر يقتل أطفال بيت لحم ويدوس المقدّسات بقدميه النجستين. كيف نحتفل وآلاف النساء والأطفال والشيوخ ينامون في العراء دون مأوى والعالم يتفرج؟ كيف نفرح وأهلنا تشردوا وذهبوا إلى أقاصي الأرض يبحثون عن الحياة الكريمة لأولادهم؟ كيف نفرحُ وقد مرَّ على اختطاف أخوينا المطرانيْن بولس ويوحنا (مطرانيْ حلب) إحدى عشْر سنةً ومصيرهما مجهول. ولكن بولس الرسول يقول لنا: "لا تهتموا البتة، بل في كل شيء فلتكن طلباتكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر". سلام الله يحفظكم في يسوع المسيح". أمّا أنتم فعليكم أن تحافظوا على كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله. الإنسان الذي تُمتهن كرامته اليوم في ما يسمّى "بالعالم الحر". هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء المصابون بجنون العظمة".

وقال: "نسأل هؤلاء: من يحمي الشعوب الضعيفة من جبروت الأقوياء؟ أليس لهذا السبب وُضِعَتْ الشرائع السماوية والقوانين الدولية؟ لهذا السبب نحن قبلنا بقرارات الأمم المتحدة. وما زلنا نطالب بتطبيقها وبحفظ السلام في العالم. ولهذا نطالب أيضاً بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، شرط أن تلتزم به كافة الأطراف الموقّعة عليه. بهذه المناسبة نتوجه بالشكر الى اليونيفيل على جهودها في هذا الشأن. ونصلي من أجل سلام العالم. كذلك نطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الأخير بهذا الشأن ونطالب أيضاً بوضع حدّ لتجاوزات المستوطنين الذين يعتدون يومياً على السكان الآمنين في بيوتهم دون رادع أو وازع. ونسأل إلى متى ستستمّر الحرب في فلسطين؟ ونحييّ بهذا الشأن الوقفة التاريخية لطلاب وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول أخرى من العالم. هذه الوقفة تدلّ على أن الضمير العالمي لا يقبل بما تقوم به إسرائيل من مجازر ومن تجاوز لكافة القوانين الدولية والإنسانية".

وختم: "نسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يحل السلام في العالم. وأن يسود الحق والعدل وتعمّ المحبة التي بها نغلب العالم. ولتكن بركة الرب معكم. مبارك الآتي بإسم الرب".

في الختام أقيم زياح الشعانين في شوارع واحياء صور القديمة بمشاركة فونتانا والضباط الإيطاليين ورفع الأطفال على الأكتاف مع سعف النخيل.