ناشونال انتريست- هل تكون كوريا الشمالية الرابح الأكبر من عودة ترامب؟

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 26, 2024

يرى الباحث ديني روي أن عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة سوف توفر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون فرصة طوال 4 أعوام للحصول على تنازلات سياسية واقتصادية مهمة من واشنطن.

ويضيف روي الباحث البارز في مركز إيست ويست بهونولولو، والمتخصص في قضايا آسيا الباسفيكي الاستراتيجية والأمنية في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن هناك جانباً سلبياً محتملاً بالنسبة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وهو أنه من المرجح أن يقوم ترامب بتقصير أمد حرب أوكرانيا (ومن المؤكد تقريباً أن يتم ذلك بوسائل مفضلة بالنسبة لبوتين ومسيئة بشكل مأساوي بالنسبة لأوكرانيا)؛ إذ أن بيونغ يانغ تتمتع بترتيبات تجارية مع موسكو مربحة للطرفين، حيث تزود الروس بذخائر مقابل الحصول على مساعدات فنية روسية لتحسين صواريخ كوريا الشمالية.

الشراكة الروسية الكورية
وربما سوف تستمر الشراكة الروسية الكورية في التوسع لتشمل أنواعا أخرى من التبادل. ومع ذلك، من الممكن أيضاً أن تحظى برامج الأسلحة الكورية الشمالية بقدر أقل من المساعدة الروسية لأن الروس لن يهتموا كثيراً بشراء الذخائر الكورية الشمالية.

ومن المؤكد أن كيم الآن في حاجة أقل من الماضي لإبرام اتفاق مع أمريكا. فتجارة كوريا الشمالية مع الصين بعد انتهاء جائحة كورونا عادت إلى مستويات كبيرة. فقد توقفت الصين وروسيا عن فرض عقوبات اقتصادية ضد كوريا الشمالية كما أنهما لا يدعمان محاولات مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات جديدة. كما تربط كوريا الشمالية بروسيا علاقات متطورة.

وعلى أي حال ما يزال بوسع أمريكا مساعدة كيم. وإذا اختارت واشنطن تحقيق ذلك، فإنها يمكن أن تضفي الشرعية على مطلب كوريا الشمالية بأن تكون" دولة أسلحة نووية مسؤولة". ويوضح استخدام بيونغ يانغ المتكرر لهذه العبارة رغبة كيم في الحصول على القبول الدولي. وترفض السياسة الأمريكية الحالية الاعتراف رسمياً بكوريا الشمالية كدولة اسلحة نووية، ناهيك عن الاعتراف بها كدولة "مسؤولة".

ويشير روي إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تفرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد كوريا الشمالية. وكان إلغاء هذه العقوبات هو الهدف الأساسي لكيم في قمة عام 2019 الفاشلة في هانوي. ورغم ما تحققه كوريا الشمالية من تعويض من خلال الفرص الاقتصادية الجديدة مع الدول الأخرى، سيظل السعي لرفع العقوبات الأمريكية مكسبا مهما لكيم إذا كان بإمكانه تحقيقه بتكلفة منخفضة.

ترامب والتحالف مع الجنوب
ويرى روي أن الأمر الأكثر أهمية هو أنه لدى أمريكا القدرة على إضعاف التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وهو أحد الأهداف التي تسعى كوريا الشمالية بقوة لتحقيقها. وهذا هو المجال الذي يمكن أن يمثل فيه تولى ترامب الرئاسة مرة ثانية مكسبا لكيم.

وتربط ترامب بكيم علاقة من الواضح أنها تحظى بتقدير الرئيس السابق. ورغم الانهيار في العلاقات الثنائية في الجزء الأخير من رئاسة ترامب، فإنه ما يزال يمدح كيم. ورغم ما يبدر عن بيونغ يانغ من إهانات شديدة ضد واشنطن وسول، تجنب الموقف الرسمي لكوريا الشمالية أي تعليق سلبي بالنسبة لترامب منذ قمتي ترامب وكيم عامي 2018 و2019 ومن الواضح أن الجانبين يحافظان على إمكانية أن تكون هناك فرصة لعقد قمة أخرى.

وكان ترامب حتى قبل أن يصبح رئيساً يتحدث بازدراء عن التحالف الآمريكي الكوري الجنوبي وعن رغبته في سحب القوات الأمريكية المرابطة الآن في كوريا الجنوبية وقال ترامب إن التدريبات العسكرية الامريكية الكورية الجنوبية المشتركة، التي تعتبر سمة منتظمة للتحالف وتهدف لضمان الاستعداد القتالي في حالة التعرض لهجوم من كوريا الشمالية " مكلفة" و" استفزازية".

ويريد كيم أيضاً وقف التدريبات، وانتهاء التحالف، وعودة القوات الأمريكية إلى بلادها. وسوف يكون هذا انتصاراً واضحاً هائلاً لكيم. ومن المتصور إمكانية حدوث ذلك في حالة تولي ترامب الرئاسة مرة ثانية. و سوف يعتبر ترامب ذلك تحريراً للولايات المتحدة من التزام أحادي الجانب دون مقابل تجاه دولة حليفة ثرية.

نوبل لترامب!
ويرى روي أن ترامب يسعى جاداً لأن يبدو أنه يحقق انتصاراً رغم عدم وجود أي انتصار فعلي. وبطبيعة الحال زعم أنه فاز بانتخابات الرئاسة عام 2020 وحربه التجارية مع الصين ألحقت في معظمها أضراراً بالأمريكيين. والجدير بالذكر هنا أن ترامب زعم عام 2018 أنه أزال التهديد النووي الكوري الشمالي للولايات المتحدة. وقال حتى إنه يستحق جائزة نوبل. ويقول ترامب الآن إنه منع" هولوكست نووي" مع كوريا الشمالية و" أنقذ ملايين الأرواح" من خلال اجتماعه مع كيم، وهو زعم يفتقر للمنطق أوالدليل.

ولحسن الحظ، استطاع ترامب قبول مغادرة قمة هانوي بدون حتى انتصار زائف. لقد فوت فرصة أن يدلي ببيان مبهج عن تحقيق اتفاق بين أمريكا وكوريا الشمالية بدلاً من قبول ما يعتبر من وجهة النظر الأمريكية اتفاقاً سيئاً اقترحه كيم. و ربما كانت النتيجة ستكون مختلفة لو كان كيم قد ركز على التفاوض بشأن إتفاق سلام.

وقال روي في ختام تقريره إن ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد في التاريخ الذى التقى برئيس كوري شمالي، وتحدث باعجاب عنه، وتبنى جوانب أساسية من أجندته على حساب دولة حليفة للولايات المتحدة. وإذا ما تحقق لكوريا الشمالية تولي ترامب الرئاسة مرة أخرى، فإنها ستكون فرصة لن تتكرر مرة أخرى مطلقاً.


د.ب.أ