وول ستريت جورنال- إسرائيل تخاطر بخسارة حرب غزة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 14, 2024

لمدة 6 أشهر، انتصر الجيش الإسرائيلي في معركة تلو الأخرى ضد حركة حماس، ولكن مع فقدان القتال زخمه وفشل خطط ما بعد الصراع في التماسك، تواجه إسرائيل احتمال خسارة الحرب بشكل كامل.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بدأت ملامح التعثر الإسرائيلي في اجتياح غزة في الظهور، ومنها عودة معظم الجنود الإسرائيليين إلى ديارهم، وهو ما سيؤدي إلى عودة حماس إلى المناطق التي تم إخراج المسلحين منها في وقت سابق.


إحباط هدف إسرائيل
وبحسب الصحيفة، تضافرت الضغوط الدولية والتحديات المتمثلة في مواجهة المسلحين المختبئين بين السكان المدنيين لعرقلة الجهود الرامية إلى تحييد حماس من جنوب القطاع المكتظ باللاجئين، ما أدى إلى إحباط هدف إسرائيل المركزي المعلن من الحرب، وهو تحييد زعماء حماس وتدمير الجماعة المسلحة كونها عسكرية وسياسية.

ويلقي بعض القادة العسكريين والسياسيين اللوم على فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إصدار خطة لغزة ما بعد الحرب، قائلين إنها تركت فراغاً سياسياً تستغله الحركة المسلحة لإعادة بناء نفوذها في القطاع، ويتزايد إحباط الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد بشأن تردد الحكومة.

وترى الصحيفة أنه بدون "خطة سياسية" لغزة، فإن الانتصارات التكتيكية لن تضيف أي مكاسب استراتيجية دائمة، كما يقول كبار الضباط والجنود الحاليين والسابقين، الذين أمضوا أشهر في قتال حضري شاق.

وجاء الغزو الإسرائيلي لغزة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، من بينهم أكثر من 300 جندي، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، وأدى الرد الإسرائيلي على مقتل أكثر من 33 ألف شخص في غزة، معظمهم من غير المقاتلين، وهو رقم لا يميز بين المدنيين والمسلحين.


توترات
وذكرت الصحيفة أن الحرب الطويلة، وتزايد خسائرها الإنسانية أدت إلى توتر علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، ويخشى الكثير في إسرائيل من أن تتضرر العلاقات الأمريكية بشكل لا رجعة فيه بسبب الحرب، وهو ما يعني أن خسارة أمن إسرائيل أمرٌ يفوق "فوائد القتال" الإسرائيلي في قطاع غزة.

ويقول الجيش الإسرائيلي علناً إن الحملة حققت نجاحاً كبيراً، وإن كانت في طور التقدم. وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت الآلاف من نشطاء حماس، ودمرت العديد من صواريخهم وأنفاقهم وغيرها من البنية التحتية، ولكن في السر، يشعر العديد من الضباط والجنود العاديين بالقلق إزاء احتمالات تبديد نجاحاتهم التكتيكية ضد حماس، بسبب التردد السياسي.

وقال نتانياهو، إن القوات الإسرائيلية تحقق إنجازات في الحرب ضد حماس. وتابع في بداية اجتماع مجلس الوزراء: “نحن على بعد خطوة واحدة من النصر”. وكرر مستشار لنتنياهو، الخميس، الرسالة قائلاً: "لقد تم تحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة في ساحة المعركة.. البلاد متحدة بالكامل خلف أهداف الحرب".

وقال رئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي تامير هايمان، إن هدف إسرائيل المركزي من الحرب (تغيير النظام) هو أمر ليس من السهل تحقيقه على الإطلاق. وقال إن الولايات المتحدة لم تحقق تغييراً كاملاً للنظام في العراق أو أفغانستان، وأضاف إن إسرائيل جعلت الأمر أكثر صعوبة، من خلال تدمير قوة حماس، دون معرفة ما الذي ستستبدله به.

وبينت الصحيفة أن إسرائيل كانت الأكثر نجاحاً في تحييد وتشتيت التشكيلات العسكرية لحركة حماس في معظم أنحاء غزة، ولكن حتى هذه المهمة توقفت عند أبواب رفح، المدينة الواقعة على الحدود الجنوبية لغزة، حيث لا تزال كتائب حماس سليمة، حيث يلجأ نحو 1.5 مليون مدني فلسطيني.

وتكافح إسرائيل لإيجاد طريقة لنقل الأعداد المتزايدة من اللاجئين إلى مكان آخر في القطاع المدمر بشدة، فيما تعارض الولايات المتحدة، الحليف الذي لا غنى عنه لإسرائيل، أي هجوم بري كبير على رفح، معتبرة أن ذلك من شأنه أن يتسبب في وفيات غير مقبولة بين المدنيين.

وزادت المواجهة بشأن رفح من حدة التوترات بين نتانياهو وإدارة بايدن، ونفد صبر واشنطن تجاه إسرائيل بعد مقتل 7 عمال من المطبخ المركزي العالمي، وهي حادثة قال الجيش الإسرائيلي إنها "حدثت بالخطأ".

سيطرة تكتيكة
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تحقيق سيطرة تكتيكية شبه كاملة على حركة حماس في المعارك، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من القضاء على عدوه، وهو أمرٌ يبدو "بعيد المنال"، أو حتى العثور على القيادي الميداني يحيى السنوار، أو إنقاذ الرهائن المحتجزين.

وعلى الجانب الآخر تتكيف حركة حماس مع الحملة الإسرائيلية، وتتجنب في الغالب المعارك الكبيرة، وتختبئ وتنتظر حتى تتقدم القوات الإسرائيلية ثم تحاول إعادة ترسيخ وجودها وقوتها، وترهيب السكان المحليين واستغلال عدم وجود أي سلطة أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن ما سبق بات جلياً مع عودة ظهور مسلحي حماس في مدينة غزة شمال القطاع في يناير (كانون الثاني)، بعد ان انسحبت القوات الإسرائيلية، كما يتكرر هذا النمط في خان يونس حيث خاضت الفرقة 98 الإسرائيلية معركة طويلة قبل الانسحاب مؤخراً.

ويقول العديد من المحللين إن هدف حركة حماس الحالي، وما تتبعه من "تكتيكات الغميضة"، يظهر أن هدفها المباشر من الحرب هو الصمود أمام أفضل الجهود الحربية التي تبذلها إسرائيل، وإعلان النصر لاحقاً، إذا ما توقفت الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.


24.AE