خاص- إيران فعلتها وقصفت باكستان...وردها على إسرائيل مكسب لنتانياهو!....- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 7, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

سيمون أبو فاضل


لا تستطيع إيران الرد على عمليّة قصف قنصليتها في سوريا، على غرار قصفها المتواضع
على قاعدة عين الأسد في العراق، بعد اغتيال قاسم سليماني.

لا تعطي إيران أي وزناً للرأي العام في البيئة الممانعة، ومن غير الممكن أن تعاتبها اذرعها أو جمهورها في الإقليم على تهاونها سابقاً أمام الضربات الإسرائليّة على ضباطها في سوريا، سيما أنّ التهديد الإيراني بالرّد في الزمان والمكان المناسبين أضحى ثقافة معتمدة في هذا المحور ، وتتميز به سوريا التي ابتكرت هذا النوع من التهديد.

لكن قصف اسرائيل لقنصلية إيران في سوريا وتحقيق خسائر عسكريّة ومعنويّة، هو عمل يحرج من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وهي المرجعية لفريق واسع صدرت ثورتها إليه، إضافةً لاعتبار قصف القنصلية الإيرانية تعدّي على سيادة هذه الجمهورية، بما يدفعها لاعتماد رد عسكري في الزمان والمكان المناسبين، يتناسب مع حماية هيبتها.

وقد سبق أن قصفت إيران في كانون الثاني الماضي، قواعد لـ"جيش العدل" والذي تسميه طهران " جيش الظلم " ولديه علاقات مع إسرائيل، داخل أراضي دولة باكستان النووية رداً على عمليات كان شنّها جيش العدل داخل إيران.

عملياً وميدانياً، إيران أقدمت على قصف دولة لها مقدراتها لأنّ سيادتها تعرضت للتعدي من قبل مجموعات تتخذ من باكستان مقراً لها، و تمّ تطويق الأحداث بعد رد باكستان لأراضي إيرانية، وهو الأسلوب الإستيعابي المناور الذي تجيده إيران التي تستعرض قوتها ثم تخضع لتسوية. لكن طهران قصفت دولة باكستان النووية، وفق خطوة تدفع للتنبه من مخاطرها وهي التي لم تجهز سلاحها النووي حتى حينه.

مفترض أن ترد إيران بعمليات أو ضربات تطال إسرائيل ومصالحها مباشرة، فالأقدام على الإنتقام من مصالح اسرائيل المنتشرة في دول العالم، يضع إيران في موقع التعدي على سيادة هذه الدول وهذا بعيداً عن حجم عملية الرد، إذا ما كانت موجعة أو شكلية، وهي لا تميل إلى توسيع خلافاتها مع أي بلد أينما كان، في وقت تتحضر لتجلس على طاولة التفاوض الدولي -الإقليمي لتوزيع النفوذ بعد انتهاء حرب غزة، دون إغفال مصير لبنان الغامض.

إسرائيل قصفت القنصلية الايرانيّة لتحولها وفق كلامها موقعاً متقدماً لطهران، يهدد أمنها القومي وبعيد عن حدودها مسافة تقارب ٧٠كيلومتر، فيما هي لم تعتمد نقاط قريبة من لها من إيران، وفق الواقع ذاته، باستثناء مراكز عسكرية مخابراتية لها في كردستان كانت استهدفتها سابقاً، وقد تكون حالياً إحدى الأهداف.

وبعد قصف قنصلية إيران في سوريا تنصلت واشنطن من أي مسؤولية لها تجاه هذا العمل العسكري، وهي التي تقع قواتها تحت مرمى أذرع إيران، كما تملصت طهران من دعم حركة حماس لتنفيذها عملية طوفان الأقصى، فيما التواصل الأمني بين هذين البلدين في سلطنة عمان، يوصل إلى عدم تصاعد التوتر العسكري بين البلدين، أي أن واشنطن لن تكون على لائحة أهداف الإنتقام.

رغم ما أصاب إيران من خسارة عسكرية ومعنوية، فإنّها لن تسقط من تقديراتها وهي التي تحسب جيدا ًكيف تقاتل بأذرعها كلّ من جيرانها وأميركا واسرائيل ، ورغم التهديدات التي انطلقت منذ الساعات الأولى، لقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، فإنّ إسرائيل في هذه المرحلة إذا ما قررت إيران قصفها لحصر الرد بينهما مباشرة، لن تتقبل أي ضربات أو إعتداءات تضعها في موقف ضعيف.

وهي التي توسع ضرباتها في سائر المنطقة على الممانعين وبينهم حزب الله، لتعطي رسالة بأنّها جاهزة للمواجهة.

ينتظر رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو الرد الإيراني، لأنه يشكل نجاحاً له في استدراج واشنطن إلى المواجهة وتوسيع الحرب التي يقودها وبغطاء سياسي -شعبي -ديني حتى حينه، بما يدفع طهران لدرس ترجمة تهديداتها بدقة، نظراً لمضاعفاتها، إذا ما أرادت توجيه الضربات نحو إسرائيل وحققت نتائجها البشرية والتدميرية، فتحقق إيران إنتصاراً في انتقامها، أو يكون الرد شكلياً تتقبله إسرائيل، لأن الإتصالات غير المعلنة التي تسربها الصحافة الغربية عن تواصل فرقاء الصراع في المنطقة، يظهر بأن ثمة تفاهم على عدم توسيع الحرب مهما كانت الدوافع والتطورات، ومرتقب أن تبقى إيران على حتى انتهاء مصير غزة والدخول في المرحلة السياسية فتعلق ردها حتى الزمان والمكان المناسبين.