خاص- الحاكم بأمر العدو- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 6, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

كتب المحامي فؤاد السمر:

على أثر انفجار الحرب في العام ١٩٧٥، دخل الجيش السوري لبنان بذريعة حفظ الامن، وقد أعقبه اجتياح اسرائيلي للجنوب في العام ١٩٧٨ لتنكشف في ما بعد وثائق تثبت تورط "العدويّن" باشعال الحرب اللبنانية، وتفضح اتفاقهما المسمى "الخطوط الحمر" الذي رخّص العدو بموجبه للنظام السوري باحتلال وحكم لبنان -شمال الليطاني- ضمن خطوط رسمها له.

تجددت تفاهمات "العدويّن" في مناسبات عدة وكان أهمها اتفاق مورفي الاسد الذي أخذ في ما بعد أشكالاً وأسماءً مختلفة مُطلقاً يد الاحتلال السوري وتسلّطه على لبنان لعقود لاحقة.

في العام ١٩٩٦ عدّل تفاهم نيسان، بين الحزب الالهي والعدو، برعاية أميركية، قواعد اللعبة، فهيأ الحزب لوراثة الاحتلال السوري، وتعزز نفوذه بفعل انسحاب العدو في ايار ٢٠٠٠ ليُحكِم قبضته على لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري في العام ٢٠٠٥.

في العام ٢٠٠٦، شكل القرار ١٧٠١ مرجعية العلاقة بين العدوين وتسليماً من قبل العدو للحزب بالسلطة على شمال الليطاني.

بالمقابل، وفّر الحزب الامن والسلام للحدود الشمالية للعدو وتولى ضبط الوجود الفلسطيني في لبنان، كما تشارك الطرفان بالتعمية على آثامهما بحق لبنان واحدى أهم تجلياتها جريمة تفجير مرفأ بيروت ومحاولة إخفاء بصماتهما الواضحة عليها.

وقد جاء اتفاق ترسيم الحدود في العام ٢٠٢٢ والتنازل عن جزء من حدود لبنان وثرواته للعدو ليتوّج مسار الحزب بتدمير لبنان ومقوماته كافة خدمة للعدو.

وليست العمليات الحربية العقيمة التي تؤديها الميليشيا يومياً في الجنوب، والتي لا تطال أية مصالح جدية للعدو، إلا غطاءً يبرر لهذا الأخير ضرب لبنان وتدميره وقتل شعبه بهدف تجديد المقايضة بينهما وقوامها "الأمن والثروات للعدو وحكم لبنان للحزب".

فهل يعي اللبنانيون هذه المخاطر الوجودية وهل تنجح قواه السيادية بقلب الطاولة وإسقاط جمهورية الموز؟