خاص- نصيحة ترامب للإسرائيليين تكشف المستور.. هكذا يستفيد من سياسة بايدن..! - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 3, 2024

خاص- الكلمة أونلاين

هند سعادة

"عليكم إنهاء حربكم لأنكم تخسرون الكثير من العالم والدعم.." بهذه الكلمات توجّه الرئيس الأميركي السابق ومرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الى الإسرائيليين في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية منذ أيام. تصريح ترامب الذي طالما وصّف نفسه بالحليف المخلص لإسرائيل يحمل الكثير من الدلالات خصوصا وأنه يأتي في وقت بدأت معركة الانتخابات الرئاسية في أميركا تحتدم بينه وبين منافسه الأول عن "الحزب الديمقراطي"، الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن.

الى ذلك، تناقض واضح يتجلى في مواقف ترامب بين اليوم والأمس، إذ أكد في وقت سابق أنه كان سيرد بنفس طريقة إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، فهل يبدّل اليوم جلده ظاهريا من دون تغيير جوهري في سياسته وما هي الخلفيات وراء هذه المواقف؟

يدرك القاصي والداني أن ترامب يعرف جيّدا من أين تؤكل الكتف، فتهوّره المعهود في ولايته السابقة لن يظهر في المرحلة الحالية فهي مرحلة تتّسم بالحساسية المفرطة لأن حرب غزة فعلت فعلها بالرأي العام الأميركي وخصوصا فئة الشباب الذين انقلبوا على إسرائيل وباتوا يعارضون الدور الذي تلعبه إدارة بايدن في الحرب على غزة.

وفي هذا الإطار، رأى سفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن "ترامب يحاول عدم الدخول في هذه المعركة لأنه مدرك أن الرأي العام الأميركي والعالمي مقسوم حيال ما يحصل في غزة وبالتالي يتفادى الدخول في هذه المعركة أو إطلاق المواقف حيالها".

ولكن هل انعكست سياسة الرئيس جو بايدن إيجابا على ترامب في المعركة الإنتخابية؟، أوضح طبارة أن "ترامب ليس رجلا عقائديا يتصرّف بحسب مبادئه أو بحسب أي مخطط سياسي طويل الأمد، بل هو يرتكز بالدرجة الأولى على شبكة المصالح الخاصة به وبتصرّف حسبها، فهو على سبيل المثال لديه مصالح قوية جدا مع المملكة العربية السعودية من جهة ومصالح مع يهود أميركا بالاضافة الى علاقته مع موسكو".

طبارة اعتبر أنه "لقراءة مواقف ترامب يجب البحث عن الجهة التي تضغط عليه وكيف سيحصل ذلك وبالتالي يتعذّرمعرفة أي توجّه سيسلك من الآن في حال ربح الإنتخابات ووصل الى البيت الأبيض فمواقفه يمكن أن تتغيّر بين يوم وآخر وذلك وفقا لمصلحته وعائلته".

وقال: "ترامب يتعامل هذه المرة مع الملفات الحالية بذكاء من دون أن يخسر تأييد أي فريق دون الآخر، مفضّلا حاليا ترك الساحة لبايدن الذي يلعب على الحبلين والمخاطرة بأن يخسر جزءا من شعبيته".

وفسّر طبارة أن "مواقف بايدن الأخيرة تخدم ترامب بشكل غير مباشر في المعركة الانتخابية، لأنه وبسبب هذه المواقف يمكن أن يخسر أصوات الناخبين الأميركيين من أصول عربية والشباب التقدميين الذين لديهم قوة انتخابية ملحوظة رغم أنها لا تضاهي قوة اللوبي الإسرائيلي. وأضحوا يشكّلون قوة ضاغطة أو يعرف بالـ lobbying”" ضد تمويل أميركا للحرب الدائرة في قطاع غزة، وفي حال تمنّعهم عن التصويت سيخسر بايدن المعركة".

وبالعودة الى شبكة المصالح مع الخارج والداخل، أفاد طبارة بأن المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، كانت قد أودعت مبلغا بقيمة ملياري دولار في مؤسسة يملكها صهر ترامب جاريد كوشنر وبالتالي هذا الأمر من شأنه أن يؤثّر على قرارات ترامب في المستقبل إذا قرّر الاستثمار بهذا المبلغ. ومن هذا المنطلق يفضّل ترامب عدم الإنخراط بالسّجالات القائمة حول حرب اسرائيل على غزّة.

إذا، وفي حين بات بايدن بحاجة إلى عصا سحرية تنقذه من وحول غزة، يعمد ترامب الى الالتزام بالهدوء الحذر وإطلاق المواقف المتوازنة وفقا لحسابات الربح والخسارة بهدف تأمين وصوله الى البيت الأبيض أولا والحفاظ على مصالحه مع الداخل والخارج ثانيا.