عن "لا منطق" إحراق لبنان.. لمساندة غزة!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 29, 2024

في بيان صادر عنها امس، أرادته للرد على منتقديها وانخراطها في العمل العسكري على الجبهة الجنوبية، قالت الجماعة الاسلامية "... ربما غاظ البعض من أصحاب تلك الأقلام أن تبادر الجماعة إلى القيام بمسؤوليتها وواجبها في الدفاع عن لبنان كغيرها، واعتبر أن هذا الواجب هو مسؤولية الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية، والجماعة لا تُنكر ذلك ولا تتنكّر له، بل هي من أوائل المنادين به والداعين إليه، وأداؤها لواجبها في هذا المضمار يتكامل مع مسؤولية الدولة ولا يتنافى معه. وإذا كان القيام بالواجب والمسؤولية يندرج في سياق المغامرة فهل المطلوب الإذعان والتسليم للشروط الإسرائيلية التي يحملها أغلب الموفدين الدوليين الذين يزورون بيروت؟ وهل يدرك أصحاب هذه الأقلام والمواقع حقيقة مصلحة لبنان؟! وهل وصلتْهم نوايا العدو الإسرائيلي عندما كشف عن أطماعه وخرائطه التي ينوي فيها ضمّ أجزاء من المنطقة إلى كيانه بعد الانتهاء من تصفية القضية الفلسطينية؟ ألم يكتشفوا بعد تلك النوايا التي تريد أن ترحّل الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن ولبنان وكل أصقاع الدنيا؟! وأين مصلحة لبنان أمام كلّ ذلك"؟

انطلاقا من هذه السطور، تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ان الكلام الذي تكلمت به الجماعة عن "واجب ومسؤولية الدولة واجهزتها العسكرية بالدفاع عن لبنان" هو ما يجب ان تكتفي به. اما قولها ان "دور الجماعة يتكامل مع دور الدولة"، فلا يستقيم في اي دولة في العالم.

ربما ما هو حاصل مع حزب الله في لبنان، فتح "شهية" كل من يحمل السلاح، فتحمّس وقرر ان يفعل مثله. غير ان حالة الحزب "شاذة"، وقد فتحت على لبنان ابواب حرب قد تكون مدمرة له اليوم، بعد ان تسببت له بدمار وخراب في السنوات السابقة، سيما في 12 تموز 2006 وفي 7 ايار 2008. عليه، المطلوب تطويق هذه الحالة لا توسيعها.

محاربة اسرائيل التي تريدها الجماعة واشارتها الى مخاطر تصفية القضية الفلسطينية وترحيل الشعب الفلسطيني، محقتان. لكن بحسب المصادر، فلتحارب الجماعة من اجل هذه القضية، من فلسطين. لان في لبنان، الاولوية يجب ان تكون للشعب اللبناني ولمصالحه. ولا يمكن إشعال لبنان، اذا كانت فلسطين تحترق.. هذا المنطق ملتوٍ ولم تلجأ الى هذا الخيار، اي من الدول او البلدان في المنطقة او العالم، لان مصلحة شعوبها تسمو على اي مصالح اخرى.

عليه، قد يكون من الافضل ان تعمل "الجماعة"، ليكون لبنان قويا ومزدهرا. ففي ذلك، الاذى الاكبر والحقيقي لاسرائيل. وهذا الامر يتطلب قيام دولة فعلية في لبنان، مستحيل قيامها في وجود دويلات وميليشيات على ضفافها، تختم المصادر.


المصدر: المركزية